لطالما ارتبط لهب الشموع بالماسات المضيئة في مخيلة الشعراء، وأثبت بحث جديد أن الشبه يُعزى إلى أسباب علمية وليس كما تصورت مخيلة الشعراء .
البروفيسور ووزونج زهو، أستاذ الكيمياء في جامعة سانت آندروز اكتشف جزيئات دقيقة من الماس في لهب الشموع، ومثل كشفه قفزة علمية مهمة نحو حل لغز لطالما شغل الأذهان عبر آلاف السنين .
ومنذ اختراع الشمعة الأولى في الصين القديمة منذ أكثر من ألفي عام، طمح الكثيرون إلى سبر أغوار الشموع وكشف ما تحتويه من أسرار وخبايا .
وكشف زهو أن لهيب الشمعة يحتوي على ما يقرب من المليون ونصف المليون جزيء ماسي دقيق تنتجه الشمعة في الثانية الواحدة باحتراقها .
يقول زهو: “أخبرني زميل في جامعة أخرى أنه لا أحد يعلم تماماً ممَ يصنع لهيب الشمعة؟ فأخبرته أن العلم قادر في يوم ما على تفسير كل الأشياء، ومن هنا شرعت في تجاربي للإجابة عن السؤال المحير” .
وباستخدام تقنية جديدة لاستخلاص العينات، بمساعدة زميله زكسيو سو، نجح زهو في نقل جزيئات من مركز لهب الشمعة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها ذلك، فكانت المفاجأة التي أذهلتهما احتواء اللهب على الأشكال الأربعة المعروفة للكربون، ولأنهم يعلمون أن كل شكل من الكربون يتكون تحت ظروف معينة تختلف عن بعضها بعضاً .
فعند قاعدة اللهب، يعرف العلماء بوجود جزيئات الهيدروكربون، التي تتحول إلى ثاني أكسيد الكربون عند قمة اللهب، ولا تزال عملية التحول لغزاً غامضاً، وبحسب العالمين، فجزيئات الماس الدقيقة، وجزيئات الفوليرين تم اكتشافهما في مركز اللهب إضافة إلى وجود الكربون الجرافيتي والكربون غير المتبلور .
ويؤدي هذا الاكتشاف إلى إجراء أبحاث مستقبلية حول آلية تصنيع الماس بأسعار زهيدة، وهو أحد أركان الصناعة الأساسية، وبطرق صديقة للبيئة . يضيف بروفيسور زهو “مع الأسف فإن جزيئات الماس تحترق في لهيب الشمعة متحولة إلى ثاني أكسيد الكربون، بيد أن ذلك سوف يغير نظرتنا للهيب الشمعة إلى الأبد” .
وقديماً خاطب العالم مايكل فارادي الشمعة قائلاً: “تتسمين بجمال الذهب والفضة اللامع، وببريق الحلي الأخاذ، مثل الياقوت والماس، لكن كل هؤلاء لايضاهون ضوءك في جماله، فما من ماسة يمكنها أن تلمع مثل لهيبك” .
روزي بارنيت، مديرة أكبر مصانع إنتاج الشموع في اسكتلندا تقول: “أذهلنا هذا الاكتشاف، ورغم عدم وجود طريقة في الوقت الراهن لاستخلاص هذه الجزيئات، سوف يبقى الكشف مذهلاً لما سوف يحدثه من تغير في نظرتنا للشموع” .
وسوف ينال الكشف اهتمام كل المنشغلين في مجال صناعة الشموع .
جريدة الخليج