مثل العديد من العواصم في العالم، تواجه بانكوك مشكلة القمامة. وقدمت شركة صينية عاملة في حماية البيئة مشروع توليد الطاقة من حرق النفايات إلى تايلاند. وبفضل الجهود الدؤوبة لأكثر من عشر سنوات، حولت مكب النفايات المتسخ إلى مصنع لحرق النفايات على طراز الحدائق وقاعدة لإنتاج الطاقة النظيفة.
وتنتج بانكوك أكثر من عشرة آلاف طن من القمامة كل يوم، وطمر النفايات هو الطريقة الرئيسية للتخلص منها، مما يسبب تلوثا خطيرا للبيئة المحيطة. وبالإضافة إلى ذلك، نظرا لنقص موارد الأراضي، لا توجد أرض في بانكوك يمكن استخدامها لدفن القمامة، ويجب نقل القمامة إلى مقاطعات أخرى، وقد تسببت عملية النقل العابر في تلوث ثانوي للبيئة.
وفي عام 2005 ، قدمت شركة “شينيوان” الصينية لحماية البيئة تكنولوجيا حرق النفايات إلى تايلاند، وعدلتها وحسنتها باستمرار وفقا لواقع الظروف المحلية. وبعد عشر سنوات من الجهود المتواصلة، نجحت الشركة الصينية في مساعدة تايلاند على تنفيذ أول مشروع لحرق النفايات غير الملوث مما أدى إلى تغيير الوضع البيئي المحلي، حيث حُول مكب النفايات ذي الرائحة الكريهة سابقا إلى محطة توليد طاقة بمعالجة القمامة غير الضارة على طراز الحدائق، وأصبحت المؤشرات جميعها أفضل من متطلبات حماية البيئة المحلية. وقال مدير الشركة نينغ خه لمراسل وكالة أنباء شينخوا إن إنشاء محطات حرق النفايات في تايلاند واجه مقاومة كبيرة في البداية، لأن العديد من المشاريع المستوردة لم تُصمم بشكل عقلاني وفق الظروف المحلية، مما أدى إلى فشل مؤشرات حماية البيئة في تلبية المعايير. وبفضل الجهود المبذولة من قبل أكثر من 100 فني صيني، حقق العديد من مؤشرات حماية البيئة نسبة أعلى من المعايير التي وضعتها الحكومة التايلاندية. وبعد دخول القمامة إلى بركة القمامة المغلقة، فإنها تحتاج إلى التخمر لمدة 5 إلى 7 أيام، ويعاد تدوير واستخدام مياه الصرف الصحي المتولدة، ويستخدم الغاز الحيوي الناتج عن حرق القمامة.
وقال نينغ خه إنه من أجل تبديد شكوك السكان المحليين، يدعون السكان المجاورين بانتظام لزيارة المصنع. ويوجد أيضا مركز تعليمي في المصنع لمساعدة المحليين على فهم تصنيف القمامة، كما وفرت الشركة فرص عمل للشباب الذين يعيشون في المناطق المجاورة للمصنع، وقدمت إسهامات إيجابية في دفع تنمية المجتمع وتعزيز مفاهيم حماية البيئة، وتطوير قطاع الطاقة النظيفة في تايلاند.
ولم يرحب السكان المحليون بمشروع توليد الطاقة بحرق النفايات فحسب، بل دعمته أيضا الحكومة التايلاندية. وبعد خمس سنوات من التشغيل المستقر، طلبت إحدى شركات الطاقة في تايلاند التعاون، ووقع الطرفان اتفاقية تعاون في العام الماضي، وأصبحت الشركة نموذجا لمشاريع التعاون بين الصين وتايلاند في معالجة النفايات غير الضارة وإنتاج الطاقة النظيفة. وقال نينغ خه إنهم قاموا أيضا بالترويج للمشروع في مدن أخرى بتايلاند والدول المجاورة. وفي الوقت الحالي، استقبل المشروع أكثر من خمسين ألف زائر، كما جاءت مجموعات غير حكومية من لاوس وكمبوديا والفلبين وماليزيا وسريلانكا والهند ودول أخرى للزيارة والتعلم.
وفي السنوات الثلاث المقبلة، ستستثمر هذه الشركة في بناء مصنعين جديدين، حيث يمكنهما التخلص من أربعة آلاف طن من القمامة كل يوم دون إحداث أضرار، وهو يمثل 40٪ من إجمالي النفايات اليومية المولدة في بانكوك. ويمكنهما أيضا إنتاج 70 ألف كيلوواط/ساعة من الكهرباء، وتوفير طاقة نظيفة باستمرار لخمسمائة ألف أسرة، أي 15٪ من السكان الدائمي الإقامة في بانكوك.