على ساحل دبي، تطل على مساحة شاسعة الشجرة الصديقة للبيئة، ضمن مبادرة مشروع غابة القرم في دبي، التي تسعى إلى الإسهام في دعم الجهود المخصصة للبيئة، وحماية الطبيعة عبر الاستدامة، ومكافحة التغير المناخي، وخفض البصمة الكربونية لدبي، عبر توسيع المساحات الخضراء بشجرة تعتمد على المياه المالحة، دون الحاجة للري.
وتقع الغابة المستحدثة بالقرب من منطقة مرسى دبي الشهيرة، وتمتد على مساحة شاسعة، إذ تتضمن مجموعة واسعة من الشعاب المرجانية والقرم وأحواض الأعشاب البحرية والنجيل البحري، إضافة إلى شاطئ طبيعي.
وتعد محمية جبل علي للحياة الفطرية، التي تضم مشروع غابة القرم في دبي، من أهم المساحات البيئية العالمية، وهي محمية معتمدة ضمن شبكة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، ومدرجة على قائمة «رامسار» للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية، تديرها مجموعة الإمارات للبيئة البحرية. وتأتي المبادرة بالتماشي مع «الخطة الحضرية الرئيسة لدبي 2040»، التي تستشرف مستقبلاً شاملاً للتنمية الحضرية المستدامة في المدينة.
وخلال حفل خاص، كشفت بروكتر آند جامبل، أول من أمس، عن افتتاح مشروع الغابة الجديدة، بالتعاون مع مجموعة الإمارات للبيئة البحرية (EMEG)، التي أشرفت على عملية زرع الأشجار. ويأتي المشروع في إطار جهود الشركتين المستمرة، لتسريع التزامهما بالاستدامة، واحتفاء بيوم الأمم المتحدة العالمي للغابات.
الوعي البيئي
من جهته، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة الإمارات للبيئة البحرية، الرائد علي صقر السويدي، إن «المبادرة الاستثنائية تأتي في إطار سعينا المتواصل لتعزيز أطر التعاون والتنسيق مع مختلف الجهات والمؤسسات المعنية لرفع مستوى الوعي البيئي لدى مختلف أفراد وفئات المجتمع، وتحسين أنماط السلوك تجاه مواردنا البيئية. ويجسد هذا التعاون رؤيتنا الهادفة للمحافظة على البيئة عبر جميع خططنا، إذ نعتقد بأهمية العناية بالطبيعة لحل مجموعة من التحديات المسببة للتغير المناخي حول العالم».
وأضاف «يتمثل الهدف من إنشاء غابة القرم في دبي في دعم الجهود المخصصة لخفض البصمة الكربونية للإمارة، عبر توسيع المساحات الخضراء، بالتماشي مع الخطة الحضرية الرئيسة لدبي 2040، لضمان استدامة الموارد الطبيعية، واستشراف مستقبل أكثر إشراقاً لنا ولأجيالنا المقبلة، وتعزيز رفاهية السكان في الإمارة. كما يهدف هذا المشروع إلى حماية مجموعة واسعة من فصائل الحيوانات، والحفاظ على التنوع البيئي».
حملة واسعة
من ناحيته، أكد الرئيس التنفيذي لشركة بروكتر آند جامبل في الشرق الأوسط وشرق وغرب إفريقيا وأسواق التصدير العامة، عمر الشناوي، أن «مشروع غابة القرم في دبي من أهم مبادراتنا البيئية التي ترى النور في الإمارات، والمشروع الأول في إطار مبادرات نأمل أن تلقى نجاحاً في جميع أنحاء العالم».
وأضاف «أطلقت الشركة عدداً من المبادرات البيئية، لدعم الجهود الهادفة لحماية الطبيعة وتحسينها واستعادتها في جميع أنحاء العالم. وتركز هذه الحملة في منطقة الشرق الأوسط على فكرة استعادة الطبيعة، ما يكتسب أهمية في هذه المنطقة الصحراوية، كما تتماشى هذه الخطوة مع الخطة الحضرية الرئيسة لدبي 2040، الهادفة لمضاعفة المساحات الخضراء، وتوفير بيئة صحية للمواطنين والمقيمين والزوار، بما يجسد دور القطاع الخاص في الشراكة الفاعلة مع توجهات ورؤية الدولة».
وتابع الشناوي أن المبادرة تتماشى مع أهداف الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 لتحقيق بيئة مستدامة، وتعد الأحدث في سلسلة من المبادرات البيئية المبتكرة التي تطلقها «بروكتر آند جامبل» كقوة للخير، لافتاً إلى أن العلامة تلتزم، بحلول عام 2030، بإحداث فرق على مستوى البصمة البيئية، مع الوصول إلى هدفها الأساسي، المتمثل بتسجيل صفر انبعاثات من الكربون خلال هذا العقد.
حماية الخط الساحلي
سيتم استثمار المنطقة المحاذية لمياه البحر، لزراعة القرم، التي تعتبر أكثر أنواع الأشجار صداقة للبيئة، إذ تعيش على المياه المالحة دون الحاجة للري، ما يعني الاقتصاد في استهلاك كميات المياه المستخدمة لري الأشجار والنباتات المتنوعة. كما تتميز هذه الشجرة بقدرتها على عزل الكربون، بمعدل ثلاثة إلى خمسة أضعاف، مقارنة بقدرات العزل والتخزين في الغابات التي تحتوي أنواعاً أخرى من الأشجار.
كما تسهم غابات القرم في المحافظة على البيئة عبر حماية الخط الساحلي من التآكل، علاوة على دورها في ضمان استمرارية التنوع البيولوجي، إذ تعد موئلاً لقسم كبير من أنواع الأسماك الاستوائية، التي تفضّل وضع بيوضها بين أشجار القرم. وتعتزم «بروكتر آند جامبل» زراعة أشجار جديدة من فصيلة القرم في محمية جبل علي، والالتزام برعاية القرم الأقدم (بعمر أربع أو خمس سنوات)، لتعزيز إمكانات عزل الكربون وتعويضه مستقبلاً. وتعد غابة القرم في دبي الخطوة الأولى في رحلة بيئية مستمرة تستشرف مستقبلاً أكثر استدامة.
الامارات اليوم