اطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في محافظة العقبة، جنوب الأردن، تقرير التنمية البشرية 2020، باستضافة سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة.
وحضر اطلاق التقرير الذي يصادف العيد الثلاثين له، وزير البيئة نبيل مصاروة، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة في الأردن سارة فيرير أوليفيلا، ورئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت.
وقال وزير البيئة مصاروة خلال حفل الإطلاق، إن التنمية البشرية الحقيقية تعنى بتوفير خدمات صحية وتعليمية ومستوى معيشي لائق وصيانة للحريات وحقوق الإنسان، وهنا يأتي دور الموارد الطبيعية التي اذا ما تم صونها واستغلالها بطريقة مستدامة فإنها ستكون الضامن لاستمرارية تدفق الغذاء من خلال الموارد الأرضية وبالتالي توفير هذا المستوى المعيشي للمواطنين. وأشار الوزير الى ان التقرير يتميز لهذه السنة بادراجه لعناصر جديدة لتقييم التنمية البشرية، تشمل هذه العناصر مقدار الضغط على الموارد الطبيعية ومقدار ما ينتج من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل دولة، بالإضافة إلى العناصر السابقة حول مستويات الصحة، والتعليم، والفقر، وعدم المساواة، ومستويات المعيشة، لافتا الى ان التقرير يشمل دليلاً عالمياً تجريبياً يوفر أداة جديدة لقياس التقدم البشري تبرز التحدي المتمثل في الجمع بين تخفيف الضغط على الموارد الطبيعية والحد من الفقر وعدم المساواة.
وفيما يتعلق بالاردن، بين التقرير ان قيمة مؤشر التنمية البشرية لعام 2019 قد بلغت 0.729، ما يضع الأردن ضمن فئة الدول مرتفعة التنمية البشرية وبالمرتبة 102 من بين 189 دولة شملها التقرير لهذا العام.
وذكر التقرير عند مقارنة الأردن بالدول ضمن فئة الدول “مرتفعة التنمية البشرية” فان تلك الدول كمجموعة قد تراجعت بنسبة 8.6 بالمئة، اما فئة الدول ضمن فئة “التنمية البشرية المرتفعة جدا” فقد تراجعت بنسبة 15.4بالمئة، بينما تراجعت الدول ضمن فئة “التنمية البشرية المتوسطة” و”التنمية البشرية المنخفضة بنسبة 2.5بالمئة، و1بالمئة على التوالي. وتظهر هذه النسب مدى تأثر ترتيب الدول على مؤشر التنمية البشرية بكمية الانبعاثات والاستخدام الجائر للموارد الطبيعية.
واوضحت الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سارة فيرير أوليفيلا أن جائحة كورونا أظهرت العديد من المشاكل التي تواجه مجتمعاتنا و اقتصادنا، وما لم نتحرك ونبدأ في الحرص حول كيفية تعاملنا مع الطبيعة فلن تكون الأزمة الأخيرة التي قد تواجه العالم.
وقالت ان تقرير التنمية البشرية لهذا العام يركز على قضايا حاسمة مثل تغير المناخ وتصاعد أوجه عدم المساواة، ما يحتم علينا أن نرسم أفاقاً جديدة للتغيير، موضحة انه مع دخول الناس والكوكب حقبة جيولوجية جديدة فأنه يجب أن نقوم بإعادة تصميم مساراتنا مع الأخذ بعين الاعتبار الضغوط الكبيرة التي يضعها البشر على كوكب الأرض.
وبينت ان اطلاق التقرير يأتي لتاكيد الحرص الشديد على توحيد الجهود التي تصب في مصلحة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة وضرورة الموازنة ما بين التنمية وصون الموارد البشرية والحد من التغير المناخي.
بدوره اكد رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة المهندس نايف بخيت، ان القراءة الأولية للتقرير العالمي تؤكد على إمكانية استخدام مخرجاته في عملية التخطيط على كافة المستويات واستخدام المؤشرات الواردة فيه لقياس مدى التزامنا وحفاظنا على توازن الموارد البيئية التي هي الاساس لتقدم وتطور البشرية.
وأضاف بحسب التقرير، ان تخفيف الضغوط على الأرض بطريقة تمكن جميع الناس من الازدهار في هذا العصر الجديد، يتطلب تفكيك الاختلالات الهائلة في القوة والفرص التي تقف في طريق التحول وأن التشجير والعناية الأفضل بالغابات قبل عام 2030 يمكن أن يساهما في منع ارتفاع درجة حرارة الأرض من الوصول إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة.
ولفت بخيت الى ان إطلاق التقرير يتزامن مع مصادقة مجلس الوزارء على إنشاء أول محمية بحرية في الأردن وفي محافظة العقبة بدعم وتنفيذ من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ووزارة البيئة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة حتى تكون العقبة محرك تنموي يحقق الارتقاء بالمستوى المعيشي والازدهار والرفاهية للمجتمع ضمن إطار تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وعلى هامش اطلاق التقرير، تم توقيع مذكرة تفاهم ما بين وزارة البيئة وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، حول ادارة المحمية البحرية والتي تم المصادقة عليها من قبل الحكومة مؤخرا.
وكالة الأنباء الأردنية – بترا
تقرير تلفزيوني من قناة المملكة: