انتهت وزارة البيئة المصرية من وضع أول استراتيجية لدمج المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية في مراحل التعليم المختلفة، ضمن خطة وزارة التربية والتعليم في تطوير المناهج الدراسية وإثرائها بالثقافة البيئية، لتعديل السلوك البيئي للطلاب مع استهداف أولياء أمورهم، للحفاظ على الموارد الطبيعية، ومواكبة المتغيرات العالمية في مجال البيئة.
ووصفت وزارة البيئة، في تصريحات لليوم السابع، الشباب بـ”الفرصة الضائعة”، بالنسبة للتعامل مع قضايا البيئة من جانبهم، مشيرة إلى أن الاستراتيجية تهدف إلى خلق آلية جديدة ومختلفة للتعامل مع القضايا البيئية، مضيفة: حاولنا من بداية العام الماضي، بالتعاون مع مجموعة من الشباب، الخروج بمجموعة من الأفكار التي من الممكن تنفيذها، خاصة في المناهج الدراسية، والتي تخلو تماماً، سواء من الناحية النظرية أو التطبيقية، من أي معلومات لتعريف الطلاب على أهمية البيئة وقضاياها.
وأوضحت أنه تم عقد اجتماعات مع مسؤولي وزارة التربية والتعليم، لحصر المفاهيم التي قد تبدو ثقيلة على العامة، مثل: التغيُّرات المناخية والتنوع البيولوجي والتصحر، وبدأت الوزارة توزيعها على كل المراحل التعليمية، من أولى حضانة وحتى الثانوية العامة، وتقسيمهم إلى فئات أقل من 12 سنة، وأكبر من 12 سنة، بالتعاون مع مشروع دعم بناء القدرات الوطنية، لتعزيز المشاركة العامة في المجال البيئي.
وأكدت الوزارة أنه لن يتم تخصيص كتاب أو منهج منفصل للمفاهيم البيئية، بل سيتم دمجها بالمناهج الدراسية، حيث تم تحديد 4 ألوان للتعبير عن البيئة، بعد الاستعانة بالتجارب الدولية، هي: الأخضر الداكن والأصفر والأبيض والأزرق، لربط تلك المصطلحات التي سيتم إدراجها بالمناهج بكل لون منهم. وتمنّت الوزارة أن يبدأ التطبيق في أيلول (سبتمبر) المقبل، مع العام الدراسي الجديد.
وأشارت إلى أنها لا تهتم فقط بالمناهج الدراسية في المراحل قبل الجامعية، بل بدأت بإعداد مجموعة من شباب الجامعات، ليكونوا مسؤولين عن ملف قضايا البيئة في كل جامعة، وتم اختيار 5 جامعات، هي: المنوفية، بنى سويف، عين شمس، حلوان، وجنوب الوادي، حيث سيتم تشكيل مجموعة للمشاركة المجتمعية من كل منها، على أن يكونوا تابعين لمكتب الوزير بشكل مباشر، لتنمية وزيادة الوعي لدى تلك المرحلة العمرية، بالتعاون مع نواب وإدارات شؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة في تلك الجامعات.
ولفتت إلى أن ذلك يأتي بالتزامن مع عمل الوزارة على الانتهاء من تأهيل المحميات الطبيعية المنتشرة في كافة المحافظات، لتنظيم نادي بيئي للأطفال داخلها، وتنظيم رحلات للأطفال لها، مثل محمية وادي دجلة، حيث سيتم إطلاق مهرجان الطبيعة والثقافات المحلية.
من ناحيته، أكّد خلف الزناتي، نقيب المعلمين، على أهمية هذه الخطوة لزيادة التوعية لدى الطلاب بالقضايا البيئية، وكيفية التعامل معها، مشيراً إلى أن النقابة تُعد لتوقيع بروتوكول تعاون مع وزارة البيئة، وذلك لتنظيم برامج توعوية وتدريب للمعلمين على المفاهيم البيئية، تمهيداً للتطبيق خلال الفترة القليلة المُقبلة، مشيراً إلى أن ذلك يدعم تطوير البيئة المحيطة بالمدارس خاصةً في المناطق الشعبية والريفية الفقيرة.
وأضاف الزناتي، في تصريحات لجريدة “اليوم السابع”، أن وزارة البيئة لا تملك أذرع تنفيذية لتطبيق استراتيجيتها، على عكس النقابة، والتي تُعد أكبر نقابة مهنية في الشرق الأوسط، وبالتالى ستسهل من تنفيذ خطط دمج البيئة بالمناهج الدراسية، مشيراً إلى أن النقابة طالبت الوزارة بتوزيع 1000 حاوية قمامة للمدارس لتشجيع الطلاب على الاهتمام بالنظافة، والتقليل من إلقاء المخلفات فى الشوارع المُحيطة بها، الأمر الذي يُعد مصدراً لتلوث الهواء، مؤكداً على استعداد النقابة بدء التنفيذ فور توقيع البروتوكول مع الوزارة.
“اليوم السابع”