في الماضي القريب، كان المستهلكون في تركيا يستيقظون كل يوم على الواقع السلبي لاستخدام الكثير من البلاستيك بالرغم من الحاجة الماسة للعالم بأسره لتغيير ذلك الواقع. واعتبارا من الأول من يناير، بدأت المتاجر في تركيا بتطبيق رسم 0.25 ليرة تركية (0.05 دولار) كبدلٍ للحصول على الأكياس البلاستيكية، الأمر الذي شكّل صدمة للكثيرين.
ومع هذا التغيير، تنبه الناس فجأة للاستخدام المستهتر للأكياس البلاستيكية، إذ باتوا يدفعون مالا الآن لقاء ذلك. لكن الأهم من ذلك، وتماشيا مع السبب نفسه لاتخاذ مثل هذه التغييرات، هو محاولة تقليل النفايات المطروحة في المقام الأول، وبالتالي، المبادرة لدعم وإنجاح حركة “صفر نفايات” التي شرعت تركيا في تنفيذها.
“جودي هاربورت”، مواطنة بريطانية تعيش في بلدة “شيلة” القريبة من إسطنبول، وهي تشارك في حركة “صفر نفايات” وقد أسست أيضاً موقع “إيكو إسطنبول”، الذي يعتبر منصة للأحداث والأفكار البيئية.
تحدثت جودي إلى الصحافة حول اصطلاح “صفر نفايات” وما يعنيه في الحياة العملية وطرق تنفيذ المزيد من الإجراءات للوصول إلى انعدام النفايات في حياتنا اليومية. وشرحت جودي أن ممارسة “صفر نفايات” تعني “التقليل” من استخدام البلاستيك من خلال تجنب التغليف والأكياس، ونشر ثقافة “إعادة الاستخدام”، لتشجيع استخدام المواد البلاستيكية مرارًا وتكرارًا، وكحلٍّ أخير “إعادة التدوير”. وبذلك يبدأ الناس بتغيير عادات فرط الاستهلاك.
وتضيف “جودي” موضحةً النتيجة المرجوة للتشريع الجديد بقولها:
“التشريع الجديد هنا في تركيا، وفي البلدان الأخرى التي اعتمدت ممارسات مماثلة، سيكون له تأثيران رئيسيان، الأول هو تقليل كمية البلاستيك التي تذهب إلى مكبّات النفايات حول العالم، والثاني هو تغيير العادات الضارة للمستهلك”.
وخلاصة القول، أننا سنعتاد على حمل الحقائب التي يعاد استخدامها، ونأمل أن يكون هناك وعي وطني متزايد لتقليل كمية النفايات المطروحة في بيئتنا.
وقالت “جودي” إن لهذا التحرك الجديد في تركيا أهمية متعددة الأوجه، إذ أن معظم المحاولات العالمية السابقة للسيطرة على فرط استهلاك المواد البلاستيكية، لم تكن في أغلب الأحيان إلا محاولات لإدارة الأزمة بدلاً من الحلول العميقة والكثير منها قد أثبتت عدم فعاليتها، وإذا أردنا بالفعل أن نحد من استخدام البلاستيك فعلينا أن نسعى إلى عدم إنتاجه في المقام الأول.
وأوضحت “جودي” أن الآلات التي تجمع القمامة العائمة على سطح البحر غير قادرة على إزالة الحطام المغمور والمتكدس في القاع ، وهذا يعني أن لا شيء يمكن أن ينقّي أو يفلترالجزيئات الدقيقة من البلاستيك التي تم العثور عليها بالفعل، ليس فقط في الأسماك والحيوانات ولكن في الأعماق السحيقة من المياه، حتى أضحى البلاستيك موجوداً في نظامنا الغذائي، والآثار السلبية له قد لا تتضح لنا على الفور، إلا أن وجوده في أجسادنا يسبب اختلالا في الغدد الصماء وله آثار دائمة على صحتنا يحتمل أن تسبب أشكالا من السرطان والعقم الذي سيورث لأجيال.
وقدمت “جودي” بعض النصائح الهامة للمستهلكين على أمل مساعدتهم وتشجيعهم على تغيير طرق الاستهلاك المفرط للمنتجات البلاستيكية في أسرع وقت. كما أكدت أن بإمكاننا جعل تلك النصائح جزءاً من حياتنا اليومية للمساعدة في إنقاذ صحتنا وكوكبنا.
نصيحة رقم 1: قم بحفظ جميع الأكياس البلاستيكية الموجودة لديك أو التي تشتريها، وتعامل معها بعناية كي يتسنى لك إعادة استخدامها مرة بعد مرة.
نصيحة رقم 2: تأكد من وجود حقائب معك عند مغادرة المنزل. ضع حقائب إضافية في حقيبة يدك، وفي جيب السترة أو في السيارة. فكر في تدريب عقلك على عدم التسوّق إلا إذا كان لديك حقائب ومن ثم ستتغير عاداتك قريباً.
نصيحة رقم 3: قم بشراء أو صنع أكياس من القماش أو حقائب من الجلد، ويفضل استخدام مواد طبيعية أو معاد تدويرها. مثلا، يمكنك صنع أكياس قماش خفيفة الوزن باستخدام أكياس وسادات قديمة واستخدمها لشراء جميع الفواكه والخضروات. وإذا بدت هذه المهمة عسيرة عليك، فيمكنك أن تطلب ذلك من خياط الحي بسهولة.
نصيحة رقم 4: التحلي بالصبر عند التسوق. يجب على الجميع التعود على هذه الطريقة الجديدة للتسوق.
لذا، لا تتعجل الآخرين أو تسمح لنفسك بالتسرع بل عليك أن تشرح لماذا تستخدم حقائبك الخاصة وذلك لإبداء حماسك للأمر، وكذلك لتبادل المعلومات مع من حولك.
نصيحة رقم 5: خذ معك عبوات زجاجية أو معدنية لدى شراء اللحوم والأسماك والجبن والزبدة والزيتون، حتى وإن كانت أغطيتها من البلاستيك ولكن حذار أن تدع صاحب المتجر يلف شرائح البلاستيك المطاطي حول الحاويات الخاصة بك رغم ذلك، لأن هذا من شأنه أن يدمر الغاية من كل ما تفعل.
نصيحة رقم 6: تأكد من وجود عبوة ماء مناسبة معك أو كأس محمولة قابلة لإعادة الاستخدام إذا كنت ترغب في شرب القهوة. بهذه الطريقة يمكنك تجنب استخدام زجاجات المياه البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد والتي تعتبر المتهم الأول في فرط الاستهلاك، وحتى الأكواب الورقية تعتبر مضللة لأنها تحتوي على بطانة بلاستيكية داخلها.
نصيحة رقم 7: أحب كوكبك أكثر وعبر عن ذلك بمحاولة عدم شراء تلك العلب الصغيرة المملوءة بالعصير والحليب المنكه، والتي تأتي في عبوات بلاستيكية تحتوي على ممص بلاستيكي، لأنه لا يمكن إعادة تدوير أي منها أو إعادة استخدامها.
نصيحة رقم 8: تسوق من المتاجر التي تبيع البضائع بدون تغليف، واشتر فواكه وخضراوات غير مجمعة في حاويات شبكية. ومع وجود “البازارات” في تركيا، التي يجد فيها المرء كل أنواع الفاكهة والخضراوات والمكسرات وانتشار محلات التوابل، نحن محظوظون للغاية لتوفر ذلك لنا.
بقليل من الجهد، هناك بالتأكيد العديد من الطرق لشراء السلع دون تعبئة على الإطلاق، وهو الهدف النهائي لحركة انعدام النفايات، أو مصطلح “صفر نفايات”.
ديلي صباح
عمل جميل. .شكرا . واقترح مبادرات للدول الضعيفة ثقافياً بأهمية البيئة علي مستوي الفرد مثل.. السودان وليبيا . وتشاد. .وأفريقيا الوسطى. ..ومصر