في الوقت الذي يبحث فيه العالم عن طاقة نظيفة، فإن قدرة الطاقة الشمسية تضاعفت ست مرات في السنوات الخمس الأخيرة، لكن تقريرا جديدا يظهر أن تصنيع كل تلك الألواح الشمسية لتوليد الطاقة يمكن أن يتسبب بأضرار بيئية.
إن تصنيع الألواح الشمسية يتطلب استخدام مواد كيميائية كاوية مثل هايدروكسيد الصوديوم وأسيد الهايدروفلوريك، ويحتاج إلى الماء والكهرباء، والعملية بأكملها تعمل على إطلاق غازات مسببة للاحتباس الحراري، كما أنها تكوّن نفايات. وكل تلك المشاكل تحد من قدرة الطاقة الشمسية على مكافحة التغير المناخي وخفض المواد البيئية السامة.
ويظهر تصنيف جديد يضم 37 شركة مصنعة لألواح الطاقة الشمسية (سولار سكوربورد)، بعض الشركات تقدم أداء أفضل من غيرها في مجال تصنيع تلك الألواح مع الحد الأدنى من الإضرار بالبيئة، وجاء في مقدمتها شركة “ترينا” الصينية، تليها شركة “صن باور” الأميركية.
ووضع تلك القائمة “ائتلاف سموم وادي السيليكون” (أس في تي سي)، وهو مؤسسة غير ربحية مقرها سان فرانسيسكو تتابع منذ عام 1982 تأثير الصناعات عالية التقنية على البيئة، وتلك القائمة هي الخامسة التي تعدها، وتظهر أن الصناعة أصبحت أكثر -وليس أقل- غموضا عندما يتعلق الأمر باستدامة ممارساتها التصنيعية.
ويأمل الائتلاف أن تزيد هذه القائمة من الشفافية في صناعة مزدهرة تميل إلى أن تكون أكثر تركيزا نحو البقاء والنمو منها نحو التصدي للجانب “القذر” في صناعة ما يعد مصدرا نظيفا للطاقة، وفقا للموقع الإلكتروني لمجلة “ناشيونال جيوغرافيك” الأميركية.
ويعتمد الائتلاف في وضع النتائج على البيانات التي تزوده بها تلك الشركات، والتي تظهر انبعاثات الغازات وسمية المواد الكيميائية واستخدام المياه وإعادة التدوير، لكن الائتلاف يقول إن نصيب السوق من تلك الشركات التي لا تمانع في مشاركة تلك التفاصيل يقل باستمرار.
ويزيد تعدد القوانين المنظمة والممارسات التصنيعية المختلفة من صعوبة الحصول على بيانات موحدة تتعلق بالآثار البيئية لصناعة الألواح الكهروضوئية، وقد وجدت دراسة صدرت في مايو/أيار الماضي -أعدتها جامعة نورث ويسترن وآرغوني ناشيونال لابوراتوري- أن أثر الكربون في لوح شمسي من الصين ضعف الموجود في لوح من أوروبا، لأن لدى الصين معايير بيئية أقل ومصانع أكثر تعمل بطاقة الفحم.
وشهدت الصين فعلا ردود فعل غاضبة، فعلى سبيل المثال واجهت شركة “جينكو سولار” المصنعة لألواح الطاقة الشمسية احتجاجات وإجراءات قانونية بعد اتهام أحد مصانعها في مقاطعة تشجيانغ شرق الصين، بتصريف المياه العادمة السامة في نهر قريب.
في المقابل يخضع مصنعو الألواح الشمسية في الولايات المتحدة إلى قوانين اتحادية وأخرى للولاية توضح على سبيل المثال كيف وأين يمكن للمصانع تصريف المياه العادمة السامة. وفي أوروبا فإن اللوائح الحالية تنظم التخلص السليم من النفايات الإلكترونية الخطرة، لكن مع ذلك فإن الباحثين يجدون صعوبة في الحصول على بينات دقيقة عبر أسواق الألواح الشمسية.
ويأمل ائتلاف “أس في تي سي” بالدفع نحو مزيد من الشفافية التي ستؤدي إلى ممارسات أفضل لاحقا، وتقول المديرة التنفيذية للائتلاف شيلا دافيس، إذا تبنت الشركات ممارسات مستدامة بوقت مبكر فإنه ربما على مدى 10 أو 15 سنة مقبلة قد تصبح عملية التدوير وإعادة تصنيع الألواح الجديدة خالية من النفايات.
الجزيرة