تكون الضباب الدخاني عندما ترتفع مستويات التلوث في الهواء، ويؤدي هذا إلى مشاكل صحية أبرزها التي تحدث في الجهاز التنفسي.
ويتكون الضبخان من عدة مواد مثل غاز الأوزون وثاني أكسيد النيتروجين. وتعد عمليات حرق الوقود المصدر الرئيسي لمكونات الضبخان، مثل عوادم السيارات وأنشطة التصنيع في المنشآت الصناعية والمعامل والمصانع.
وكلمة الضبخان مأخوذة من مصطلح الضباب الدخاني، وهي الترجمة العربية للمصطلح الإنجليزي “smog” المأخوذ من كلمتي الدخان (smoke) والضباب (fog).
ويمثل الضبخان مشكلة كبيرة حاليا في العديد من دول العالم مثل الصين، ففي بكين يضطر الكثيرون لارتداء كمامات الوجه عند الخروج من المنزل، وتحاول الحكومة الصينية الحد من المشكلة عبر سن تشريعات تقلل انبعاثات المواد الملوثة مثل منع استخدام الفحم كوقود.
مكونات الضبخان
أولا– غاز الأوزون، وهو جزيء يتكون من ثلاث ذرات من الأكسجين، وفي حالة الضبخان يتكون في المناطق السفلية من الغلاف الجوي قرب مستوى سطح الأرض نتيجة التفاعل بين الملوثات المنبعثة من السيارات والمصانع في وجود أشعة الشمس. ويعرف غاز الأوزون الذي يتكون بهذه الطريقة باسم الأوزون المضر (bad ozone) وهذا وفقا للوكالة الأميركية للحماية البيئية.*
ويطلق على هذا النوع من غاز الأوزون “المضر” لتفريقه عن نوع آخر يطلق عليه اسم “الأوزون المفيد” (good ozone)، وله نفس التركيب الجزيئي (O3) ولكن يتكون في طبقات الجو العليا على ارتفاعات تتراوح بين 16 و48 كلم.
ويكوّن الأوزون المفيد طبقة تحمي الكائنات الحية من الأشعة فوق البنفسجية التي تصل مع أشعة الشمس، إذ تمتصها وتمنع وصولها إلى سطح الأرض. وتلعب الأشعة فوق البنفسجية دورا كبيرا في زيادة مخاطر إصابة الإنسان بسرطان الجلد.
ثانيا- أكسيدات النيتروجين، مثل أول أوكسيد النيتروجين وثاني أوكسيد النيتروجين، وتنتج عن الأنشطة الصناعية وعمليات حرق الوقود الأحفوري ومعامل توليد الطاقة.
ثالثا- ثاني أوكسيد الكبريت، وينتج عن العمليات الصناعية ومحطات ومصافي البترول.
رابعا- المواد الجسيمية (Particulate Matter)، وهي مزيج من جسيمات صغيرة للغاية وقطيرات سائلة، وهي تنتج من حرائق الغابات والبراكين وعمليات حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط. وتشكل المواد التي يبلغ قطرها 10 مايكرومتر أو أقل تهديدا للصحة، إذ يمكن استنشاقها لتدخل عبر الحلق والأنف إلى الرئة.
ويلعب الطقس دورا في تكوّن الضبخان، إذ في فصل الشتاء عندما يكون الجو باردا ساكنا فإن هذا يزيد من تجمع الملوثات قريبا من سطح الأرض. أما في الصيف فإن الجو الساخن الذي لا ترافقه حركة للرياح يؤدي إلى ارتفاع تركيز الملوثات وهذا يشمل الأوزون.
المخاطر الصحية
تخريش الجهاز التنفسي، مما ينتج عنه السعال وشعور غير مريح في الصدر، وقد يتطور الأمر إلى حدوث ألم.
تقليل قدرة الرئتين على أداء وظيفتهما، ويطلق مصطلح وظيف الرئتين على كمية الهواء التي تستطيع الرئتان استنشاقها والسرعة التي يتم فيها ذلك، وفي حالة الضبخان فإن هذه الوظيفة تنخفض فتصبح الرئة تسحب كمية أقل من الهواء.
تحفيز نوبة الأزمة “الربو”.
الإضرار ببطانة الرئتين.
تشير بعض الدراسات إلى أن الأوزون في حالة الضبخان قد يفاقم التهاب القصبات الهوائية وانتفاخ الرئة، كما أن الأوزون قد يخفض من قدرة جهاز المناعة على مقاومة العدوى البكتيرية في الجهاز التنفسي.
بالنسبة للمواد الجسيمية في الضبخان فإنها تزيد من المخاطر التالية:
الموت المبكر لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب أو أمراض الرئة.
عدم انتظام دقات القلب.
النوبات القلبية غير القاتلة.
ترتفع مخاطر مضاعفات الضبخان لدى الأطفال والمسنين، ولدى الأشخاص الذين يعانون في الأصل من مشاكل في القلب والجهاز التنفسي.
التعامل مع الضبخان
يجب على الأشخاص المعرضين بشكل أكبر لمخاطر الضبخان مثل مرضى القلب ومرض الجهاز التنفسي، معرفة وفهم تأثيره عليهم وأنه قد يؤدي إلى زيادة أعراضهم سوءا، ولذلك عليهم استشارة الطبيب الذي قد يوصي بتعديل العلاج أو اتباع إرشادات معينة.
يجب متابعة إرشادات المنظمات الصحية التي تنذر الناس حول مستوى التلوث في الجو.
عند وجود الضبخان يجب تقليل الخروج من المنزل وتقليل الأنشطة خارجه وخاصة القوية منها مثل الجري وممارسة الرياضة، لتقليل ما يتم استنشاقه من ملوثات.
ارتداء الكمامات عند الخروج من المنزل.
اتخاذ الحيطة والحذر عند المشي في الشارع أو قيادة السيارة لأن الضبخان يؤدي إلى انخفاض مدى الرؤية.
الجزيرة