هل المكافحة المتكاملة للحشرات ضرورية في دولة الإمارات العربية المتحدة؟
تقع دولة الإمارات العربية المتحدة في الإقليم البيئي الصحراوي. من خصائص النظام البيئي الصحراوي انخفاض التنوع الحيوي و هشاشة التوازن القائم فيه. أيضاً هو نظام سريع التخرب وبطيء في التعافي والعودة إلى حالة التوازن الطبيعي. لذا فإن استخدام أية مبيدات كيماوية يجب أن يكون بشكل دقيق جداً في مثل هذا النظام البيئي. ومن هنا فإن إتباع المكافحة المتكاملة للحشرات يأتي كضرورة تفرضها خصائص النظام البيئي الصحراوي من جهة بالإضافة إلى الفوائد الأخرى التي تحققها المكافحة المتكاملة من جهة أخرى.
مفهوم المكافحة المتكاملة للآفات:
هي مفهوم شامل ومنظم لوقاية المزروعات للحد من تعداد الآفات باستخدام جميع الأساليب والطرق المناسبة من خلال تفهم الظروف البيئة وكثافة الآفة والأعداء الحيوية. بحيث تتضافر كل هذه العوامل بقدر الإمكان لتضمن بقاء كثافة الآفة أقل من الحد الذي تسبب هذه الآفة الضرر الاقتصادي دون الضرر بالبيئة وصحة الإنسان.
إن الإدارة المتكاملة للآفة IPM علم تطبيقي حديث يعود العمل به إلى أكثر من 25 سنة ويمكننا أن نحدد بأن السبعينات من هذا القرن هي التي أرست قواعده ولقد تعددت التعاريف التي تناولت المكافحة المتكاملة نذكر منها:
التعريف الحالي للمكافحة المتكاملة حسب منظمة الأغذية والزراعية الدولية FAO 1974 والمنظمة الدولية للمكافحة الحيوية عام 1977 هو:
إن المكافحة المتكاملة نظام يستخدم مجموعة من الطرق الملبية في وقت واحد لكل من المتطلبات البيئية والاقتصادية والصحية معتمداً خاصة على استخدام الأعداء الحيوية ومبدأ الحد الاقتصادي الحرج.
إن المكافحة المتكاملة بمعنى آخر هي إستراتيجية لمكافحة الآفات مبنية على البيئة حيث تعتمد على عوامل الموت الطبيعية بواسطة الأعداء الحيوية وعوامل المناخ غير الملائمة وتعتمد بشكل قليل على تقنيات المكافحة الأخرى حيث تستخدم المكافحة الكيماوية فقط عندما تدعو الحاجة إليها ومن خلال دراسة الكثافة العددية للآفة وعوامل الموت الطبيعية مع الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المتداخلة بين المحصول المراد حمايته وبين العمليات الزراعية وعوامل المناخ والآفات الأخرى.
إن وضع برنامج المكافحة المتكاملة يتطلب الحصول على العديد من المعلومات الأساسية والتي منها:
1- البيولوجيا العامة للآفات الرئيسية وسلوكها وتعاقب أجيالها وتوزعها الجغرافي.
2- مستويات كثافة أعداد الآفات التي يمكن تحملها دون خسائر ملموسة.
3- العوامل الرئيسية التي تسبب الموت الطبيعي والتي تنظم تكاثر ديناميكية أعدادها.
4- الأوقات والأماكن التي توجد فيها الآفات ومدى أهمية الدور الذي تقوم به الأعداء الحيوية الرئيسية من الطفيليات والمفترسات ومسببات الأمراض.
5- أثر إجراءات المكافحة على الآفات وعلى العوامل التي تسبب الموت الطبيعي وعلى النظام البيئي بصورة عامة.
أهمية المكافحة المتكاملة:
1. ظهور آفات حشرية كانت تعتبر ثانوية حيث أدى استخدام المبيدات العشوائي إلى القضاء على مفترسات الكثير من الآفات.
2. ظهور أعراض مقاومة بعض الآفات للمنتجات الكيميائية بسبب تكرار استعمالها.
3. ارتفاع عدد المعاملات بالمبيدات لأنها كانت تنفذ في مواعيد محددة دون التعرف على كثافة الآفة ولا موعد المكافحة ولا الجرعة المناسبة.
4. زيادة تلوث البيئة وهي من أخطر المشاكل نظراً لاتساع المساحات الزراعية في العالم.
5. الأثر المتبقي للمبيدات في الثمار بسبب عدم التقيد بفترة الأمان في استخدام المبيدات الحشرية أو بالحدود القصوى المسموح بها للأثر المتبقي للمبيدات.
الأسس التي تعتمد عليها المكافحة المتكاملة:
1. رصد المزروعات وتحديد مجموعات الآفات الضارة والأعداء الحيوية ويتطلب ذلك رصد كامل لمختلف الآفات الهامة في منطقة ما وتقدير أعدادها وانتشارها والتغيرات التي تحصل في هذا المجال وذلك اعتماداً على معطيات محطات الأرصاد والإنذار الزراعي وتقدير مدى الضرر الذي يمكن أن تحدثه في كل مرحلة من هذه المراحل وفي الوقت نفسه مراقبة كافة العوامل (حيوية وغير حيوية) وتحليل مدى تأثيرها على أعداد الآفات وبالتالي إسهامها في دورة الأخطار المتوقعة ولابد من أن يتم ذلك على مستوى المزرعة الواحدة في الوقت الذي يتم على مستوى المنطقة وقد ساعد التقدم الذي حصل في مجال طرق ووسائل دراسة وحصر الحشرات وكذلك وسائل تحديد ظهورها كالمصائد المختلفة وخاصة المصائد الجنسية والغذائية وكذلك طرق تحليل العوامل المناخية كل ذلك ساعد في ضبط تحركات الآفات وما يحيط بها من عوامل مختلفة.
2. تطبيق مفهوم العتبة الاقتصادية أو الحد الاقتصادي الحرج وهو يدل على مستوى أضرار الآفة الذي يصبح عنده التدخل ضرورياً لوقاية النبات من خطر الآفات التي تهدده. وهنا يجب أن نميز بين مرحلة الخطر المحتمل والذي يسمح بتوقع محتمل مسبق لوقوع الخطر وبالتالي القيام ببعض الإجراءات الوقائية لدرء الخطر قبل وقوعه.مستوى الضرر الاقتصادي أو الحد الاقتصادي للضرر: هو أقل عدد لآفة يحدث الضرر الاقتصادي. الضرر الاقتصادي: هو مقدار الضرر أو كمية التلف الذي يتساوى أو يزيد على تكاليف عملية المكافحة. الحد الاقتصادي الحرج أو العتبة الاقتصادية للمكافحة: هو الكثافة العددية التي يجب منها بدء المكافحة لمنع ازدياد أعداد الآفة والوصول إلى مستوى الضرر الاقتصادي.
3. استخدام طرق المكافحة المتكاملة التي يمكن تلخيصها بالتالي:
• الطرق الزراعية: مثل استخدام الأصناف المقاومة من البذور الزراعية والأشجار المثمرة، إتلاف بقايا المحاصيل ونواتج التقليم، فلاحة التربة، مواعيد الزراعة، التقليم والتخفيف، التسميد، النظافة العامة مثل جمع الثمار المصابة وإتلافها، إدارة المياه مثل كمية وموعد الري، زراعة محاصيل متعددة.
• الطرق الفيزيائية: مثل الحرارة، البرودة، الرطوبة، الضوء.
• المستخلصات النباتية: منها منقوع الثمار أو الأوراق أو الاستخلاص بالمذيبات العضوية.
• الطرق الحيوية: والتي تشمل تنشيط ووقاية الأعداء الحيوية المحلية، الاستيراد والتربية الكثيفة ونشر الطفيليات والمفترسات، تحضير واستخدام بكتيريا ، فيروس ، فطور ، بروتوزا، نيماتودا.
• الطرق الكيماوية: وتشمل الجاذبات، الطاردات، مختلف المبيدات الحشرية، المعقمات الكيماوية، مانعات النمو (الهرمونات).
• الطرق الوراثية: وتسمى بأسلوب المكافحة الذاتية أو الوراثية وتشمل تربية وإطلاق الذكور العقيمة ذات الشروط الوراثية الخاصة أو تلك غير القادرة على التوافق الوراثي بأشكال مختلفة ، أي إكثار العوامل المميتة التي تنتج عن تزاوج فردين من نفس النوع.
• الطرق التشريعية: وتشمل الحجر الزراعي للنباتات والحيوانات، برامج استئصال آفات معينة بقوة القانون كأن نمنع مثلاً إرسال مادة زراعية في نفس البلد من منطقة إلى أخرى.
– المكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء. (مثال للمناقشة)
– ملاحظات على واقع المكافحة المتكاملة للحشرات في دولة الإمارات العربية المتحدة.
د.محمد علي احمد الذيب
أستاذ مساعد – علم الحشرات والسموم البيئية
جامعة الإمارات العربية المتحدة – كلية العلوم
من محاضرات الدورة التدريبية الأولى لموسم الزراعي 2009 – 2010 للمهندسين والمرشدين الزراعيين
شكرا لتلك المقالة المفيدة وجزاكم الله خيرا
مقالة مفيدة جدا وتحتوى على اسس هامة فى دراسة المكافحة المتكاملة
واتمنى ان يكون هناك مقالات متعدده مثلها مرفقة بامثلة وبرامج فعلية لبرامج المكافحة المتكاملة
شاكر جدا
شكرا جزيلا نسال من الله لكم التوفيق