تتعرض أشجار النخيل لفتك العديد من الحشرات، وبالرغم من قلتها، فبعضها يودي بالأشجار التي يصيبها ، في كثير من الأحيان وسوسة النخيل الحمراءRhynchophorous ferrugineus شكل (1) من أشدها فتكاً وتأثيراً على هذه الشجرة، فهي تهاجمها في مختلف الأعمار، وتكون الأضرار شديدة وكبيرة على الأشجار الصغيرة ، والتي تتراوح أعمارها بين 5-15 سنة، كما تتعرض الأشجار النسيجية للإصابة بشكل أكبر مما تعرض له الأشجار الأخرى، وتسبب اليرقات ، شكل (2) الأضرار الكبيرة للأشجار التي تصيبها، الأشكال (3، 4، 5، 6) وينتهي الأمر بكسر جذع الشجرة في حال عدم مكافحة الآفة، الأشكال (7، 8، 9).
تلجأ الجهات المعنية والمزارعون إلى مكافحة هذه الحشرة الخطيرة، وقد تم اتباع العديد من الطرق والأساليب للحد من أضرارها ووضعها تحت الحد الاقتصادي الحرج، في مختلف أماكن تواجدها في العالم، ولم يتم التوصل إلى مكافحتها باستخدام أي من هذه الوسائل بشكل مستقل، وقد بينت الأبحاث التي أجريت بهذا الخصوص، إمكانية تخفيف أعدادها، والأضرار الناجمة عنها باتباع برنامج المكافحة المتكاملة، والذي تشكل المصائد الفيرمونية التجميعية لهذه الحشرة العمود الفقري له.
تتعدد طرق وأساليب مكافحة هذه الحشرة، ويتطلب الحد من أضرارها ووضعها تحت العتبة الاقتصادية، استخدام كافة هذه الطرق والوسائل وبما يتناسب مع حجم الإصابة، وشدتها، وظروف كل منطقة من مناطق انتشارها، وتعد برامج المكافحة المتكاملة، والتي تعتمد أساساً على استخدام المصائد الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء، الوسيلة الوحيدة والفاعلة للوصول إلى هذا الهدف، وقد نجحت هذه البرامج في الحد من أضرار الحشرة في المملكة العربية السعودية، وتعد المكافحة السلوكية، من الطرق الهامة والرئيسية في مواجهة أخطار سوسة النخيل الحمراء، وتعتمد هذه الطريقة على جمع الحشرات الكاملة، وقتلها لمنعها، من إكمال دورة حياتها، وزيادة أعدادها، وتعد الفيرمونات التجميعية، إحدى أهم الوسائل التي تؤدي هذا الدور، فقد تم التقاط 20000 فردا من الحشرة Rhynchophorus palmarum في المصائد الفيرمونية التي علقت في مساحة 3300 هكتار من النخيل الزيتي خلال الفترة 1993-1990 في الهندوراس، وأدى استخدام الفيرمونات التجميعية في مناطق زراعة النخيل الزيتي في كوستاريكا أدى إلى تخفيف أعداد الحشرة Rhynchophorousp palmarium L بنسبة أكثر من 90% بعد سنتين من استعمالها، وتناقصت نسبة الأشجار المصابة بهذه الحشرة من 31.53% عام 1994 بداية العمل ببرنامج الصيد الجماعي لهذه الحشرة ووصلت إلى 19.53%عام 1997 في منطقة الإحساء في المملكة العربية السعودية، وكانت هذه النسبة 6.6% عام 1993 وانخفضت إلى 2.5% في عام 1997 في منطقة الإحساء إثر استخدام المصائد الفيرمونية التجميعية لهذه الحشرة وأدى استخدامها لمدة سنتين متتاليتين في مزارع النخيل في الهند إلى القضاء على حوالي 75% من أعداد هذه الحشرة، ومما يزيد من فاعلية هذه التقنية أن نسبة الإناث بين الحشرات الملتقطة أكبر من نسبة الذكور كما هو الحال في الإحساء عند استخدام المصائد الفيرمونية في مكافحة الحشرة، خلال الفترة من منتصف 1994 إلى ديسمبر 1997 وتراوحت هذه النسبة بين 1: 2.35 إلى 1: 3.06 وبمعدل عام 1: 2.68 ، وهذا ما يساهم مع عناصر المكافحة المتكاملة الأخرى في منع زيادة أعداد مجتمع الآفة، وهذا ما يدعم تناقص أعدادها في هذه المنطقة مع مرور الزمن، فقد انخفض هذا العدد إلى 3806 حشرات خلال عام 1997 بالمقارنة مع 5308 و5533 حشرة خلال عامي 1995 و1996 على التوالي، في منطقة الإحساء، وانخفضت أعداد الحشرة R. palmarum بمقدار 90% في حقول النخيل الزيتي بسبب استخدام المصائد الفيرمونية في كوستاريكا، وكانت نسبة الإناث أكبر من نسبة الذكور، وهذا الأمر من العوامل المشجعة على استخدام هذه التقنية، لخفض أعداد الحشرة وأضرارها نتيجة منع الإناث (العامل الرئيسي في نشر الإصابة) من إكمال دورة حياتها باعتماد طريقة الصيد الجماعي والمستمر لها.
تختلف ألوان المصائد الحشرية التي تستخدم لكل نوع من أنواع الحشرات، وذلك بحسب ما تفضله هذه الأنواع من الحشرات من ألوان، أو بحسب استجابتها لهذا اللون أو ذاك، فالبعض منها كالذبابة البيضاء ينجذب للمصائد ذات الألوان الصفراء، وينجذب التربس إلى الألوان البنفسجية وتنجذب بعض الحشرات إلى الألوان البيضاء، وينجذب البعض الآخر إلى الألوان المختلفة، ويحدد هذا الأمر بناءاً على دراسات وأبحاث تقوم بها مراكز ومحطات البحوث والهيئات العلمية المختلفة لتطوير أداء المصائد الحشرية بمختلف أنواعها، وقد وجد أن سوسة النخيل الحمراء تنجذب إلى الألوان المختلفة من المصائد الفيرمونية التجميعية، وقد هدف هذا البحث إلى تحديد دور المصيدة على أعداد الحشرات التي تلتقطها.
فما هي المصائد الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء؟.
المصيدة: سطل مصنع من البلاستيك المعامل بالأشعة فوق البنفسجية، له غطاء محكم الإغلاق، ارتفاع هذا السطل 26-24 سم قطره 25 سم من الناحية العلوية و 20 سم من الناحية السفلية، يتسع 6-8 لترات من الماء، يوجد على الجوانب 4 فتحات قريبة من الناحية العلوية على ارتفاع 16 سم من القاعدة، وإبعاد الفتحة الواحدة 3×8 سم، ويوجد على الغطاء 3 فتحات، وثقب صغير في وسطه لتعليق الفيرمون، كما يوجد مقبض للسطل لتسهيل حمله ونقله، شكل (10).
تتعدد أشكال وألوان ونماذج ومحتويات هذه المصائد، وتجرى الدراسات والأبحاث الخاصة بتطوير هذه التقنية، للحصول على أفضل النتائج المرجوة، وتعد الألوان إحدى العوامل التي تؤثر على فاعليتها، فقد بينت التجارب التي أجريت في Goa في الهند بعدم وجود تأثير معنوي لألوان المصائد على أعداد الحشرات التي تلتقطها، على الرغم من الاستجابة العالية للأفراد الكاملة من سوسة النخيل الحمراء للون الأسود من المصائد بالمقارنة مع انجذابها للمصائد ذات اللون الأبيض، والتقطت المصائد ذات اللون الأخضر عدداً أكبر من الحشرات بالمقارنة مع ما التقطته المصائد ذات اللون الأبيض والأصفر في المملكة العربية السعودية .
استخدم في هذه الدراسة، مصائد فيرمونية (سطول بلاستيكية) ملونة، واعتبرت هذه الألوان معاملات، واستخدمت الألوان السبعة التالية (أبيض، أصفر، أحمر، برتقالي، أزرق، زهري، أخضر) شكل (11) لتحديد دور لون المصيدة الفيرمونية لسوسة النخيل الحمراء، على أعداد الحشرات الكاملة التي تلتقطها.
نفذت التجربة في أربعة مزارع متجاورة من مزارع النخيل في منطقة الرحبة التابعة لإمارة أبو ظبي، (أربعة مكررات) واحتوى كل منها على سبع معاملات (سبع مصائد) من المصائد الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء، بحيث احتوى كل مكرر منها على هذه الألوان السبعة، والتي وزعت بشكل عشوائي داخل كل مزرعة من هذه المزارع وتركت مسافة حوالي خمسين متراً بين كل مصيدتين متجاورتين.
يوجد في كل مزرعة، حوالي 140 شجرة من نخيل التمر، منها، ما هو فسائل أخذت من جانب أشجار نخيل مزروعة، ومنها، ما هو فسائل نسيجية، وتراوحت أعمار هذه الأشجار ما بين 3- 20 سنة، وكانت عمليات الخدمة مختلفة فيما بين هذه المزارع (التكريب، التقليم، طريقة الري، النظافة البستانية، التعشيب، التسميد، فصل الفسائل والرواكيب عن الأمهات، التحدير، الري، طمر الرمل حول الساق، تغطية الجذور بالرمال، استخدام المبيدات، تنظيف رأس وساق النخلة… الخ)
أضيف الماء إلى المصائد، كلما نقصت، كمياته فيها للمحافظة على فاعليتها، حيث يعمل الماء على ترطيب التمر فتنبعث منه رائحة، معينه تشارك في تشكيل رائحة مختلطة منها ومن تلك المنبعثة من الفيرمون والكيرمون، واستبدلت المادة الغذائية والماء كل أسبوعين، وأضيف الفيرمون كل ثلاثة أسابيع، وأضيف الكيرمون بعد كل شهر ونصف صيفاً وبعد حوالي شهرين خلال الفترات الباردة من السنة، جرى تنظيف وصيانة، لكافة المصائد كلما دعت الحاجة إلى ذلك. كما احتوت كل مصيدة على ما يلي:
– 300 غرام من التمر العلفي والثمار المتساقطة حول أشجار النخيل في المزارع، والتي لا تصلح للاستهلاك البشري، فإضافتها للمصائد الفيرمونية، لا يترتب عليها أية تكاليف مادية، لأصحاب المزارع.
– الفيرمون التجميعي الخاص بسوسة النخيل الحمراء، والذي يحتوي على تركيز 700 ملغ من المادة الفعالة:
4-Methyl-5-Nonanol (9 parts) + 4- Methyl-5- Nonanol (one parts), Purity 95%
– الكيرمون الذي يحتوي على نسبة 98% من المادة الفعالة Ethyl Acetate مجهز في أكياس صنع إحدى طرفيها من البلاستيك والطرف الآخر من الألمنيوم، ويحتوي على40 مللتر من محلول هذه المادة.
– خمسة لترات من الماء، بحيث وصل مستواه إلى مسافة 2 سم أسفل الفتحات الجانبية على السطح الجانبي للسطل.
تم وضع المصائد ضمن هذه المزارع، خلال الفترة من 1/2/2007 ولغاية1/7/2007 وكانت مواقعها حول محيط المزرعة حيث يوجد، صفان، من أشجار النخيل، وضعت المصيدة، بعيدة مسافة 4-3 أمتار، عن أشجار النخيل، بعد، أن حفر لكل منها حفرة، ضمن الرمل لمسافة 12-14 سم، وطمر جزء منها، داخل الرمل، للمحافظة عليها، في وضعها، السليم، وعدم قلبها، بفعل الرياح، أو الحيوانات، أو أية مؤثرات خارجية أخرى، إضافة إلى تسهيل، وصول الحشرات، إلى الفتحات، الجانبية، للمصيدة، والدخول إليها، وأخذت أعداد الحشرات المتلقطة (ذكور وإناث والمجموع الكلي) أسبوعياً، وسجلت النتائج في جداول خاصة بها خلال فترة الدراسة.
تم نقل، كل مصيدة، من موقعها، إلى الموقع الذي يليه، بعد تسجيل النتائج الأسبوعية. بالإضافة إلى كونها من الوسائل الآمنة على البيئة والكائنات الحية بالإضافة إلى العديد من المزايا والخصائص التالية:
1- تجميع أعداد كبيرة من الحشرات الكاملة (ذكور وإناث): تعمل المصائد الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء، على تجميع أعداداً كبيرة من الذكور والإناث، شكل (12) وتمنعها من التزاوج والإنتشار إلى مناطق جديدة، أو أشجار سليمة في أماكن الإصابة.
2- تحديد أماكن انتشار الحشرة: تستخدم هذه التقنية للكشف عن أماكن انتشار الحشرة، كونها عدواً خفياً، ولا يمكن معرفة تواجدها في معظم الأماكن نتيجة، عدم ظهور أعراض الإصابة بها، إلا بعد اشتدادها وظهور علامات، تدل على وجودها، ولكن في مرحلة، لا يمكن خلالها، مكافحة الإصابة، وتعافي الأشجار المصابة، فوجود المصائد الفيرمونية، يعمل على تحديد تواجد الحشرة، فور وصولها إلى أي منطقة من مناطق زراعة، أي من عوائلها، وتساعد المختصين على درء أخطارها، والتخلص منهاص بشكل مبكر، ودون أية اضرار تذكر.
3- تحد يد فترات نشاط الحشرة خلال الأشهر المختلفة من السنة: تفيد المصائد الفيرمونية، في تحديد فترات قمة نشاط الحشرة، شكل (13) والتي تنجح خلالها، عمليات المكافحة الكيميائية في القضاء، على أعداد كبيرة منها (الحشرات الكاملة، واليرقات الفاقسة حديثاً والتي لم تتمكن من الدخول إلى داخل الساق) وتكثيف المصائد الفيرمونية في أماكن افصابة الشديدة، وإجراء العمليات المختلفة من المكافحة والتي تتناسب مع كل منطقة من مناطق الإصابة، ومع كل شكل من أشكال الإصابة.
4- تقييم فاعلية عمليات المكافحة الكيميائية بعد القيام بها: يصعب تقييم عمليات المكافحة الكيميائية، لهذه الحشرة، بعد القيام بها، ومن الممكن اتمام هذا العمل باستخدام المصائد الفيرمونية التجميعية للحشرة، ومقارنة، أعداد الحشرات الملتقطة، فيها قبل القيام بهذه العملية، مع الأعداد الملتقطة بعد اتمام هذه العملية.
5- منع الإناث من وضع البيض: تستخدم في المصائد الفيرمونية لسوسة النخيل الحمراء، الفيرمونات الجميعية، والتي تجذب كلاً من الذكور والإناث، ومن المعلوم بأن الإناث هي العامل الأساسي في نشر الإصابة، فالتقاطها في المصائد، يساهم في منعها، من وضع البيض ونشر الإصابة، فتؤدي هذه التقنية دوراً هاماً في مكافحة هذه الحشرة، وقد بينت نتائج التجارب التي استخدمت فيها هذه التقنية أن نسبة الإناث أكبر من نسبة الذكور في الحشرات التي تم التقاطها في هذه المصائد في التجارب التي أجريت في الرحبة، شكل (14) وفي مختلف الأماكن من العالم، وهي نتيجة هامة جداً في تعزيز دور هذه التقنية، في برامج إدارة وتنظيم هذه الآفة.
6- تحديد النسبة الجنسية للحشرة وتبدلاتها على مدار السنة: يمكن تحديد أعداد الذكور وأعداد الإناث التي تلقط في المصائد الفيرمونية، وتحديد النسبة الجنسية، لهذه الحشرة، في مختلف الفترات من السنة، شكل (15) وفي أي مكان من أماكن انتشار الحشرة، واستخدام هذه المعطيات، في برامج مكافحة الحشرة.
7- تستخدم على مدار السنة: تستخدم المصائد على مدار العام، ولا يتأثر استخدامها، بأي من الظروف البيئية، أو استخدام المبيدات، وغيرها، وهذا ما يفيد في مكافحة الحشرة في الأوقات التي يمنع فيها استخدام المبيدات على أشجار النخيل، وذلك خلال فترة التنبيت (التلقيح) والتي تمتد لفترة حوالي الشهرين– بحسب الأصناف المنتشرة في كل منطقة من مناطق زراعة النخيل، وخلال الفترة من آوائل حزيران وحتى بداية تشرين أول (وهي الفترة التي تضم مراحل الرطب وحتى جني التمور).
8- تحديد شدة الإصابة في مناطق انتشار الحشرة: تزداد أعداد الحشرات الكاملة التي تلتقطها المصائد الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء، كلما ازدادت شدة الإصابة، وعلى العكس من ذلك تلتقط المصائد أعداداً قليلة من سوسة النخيل الحمراء في الأماكن التي تكون فيها شدة الإصابة منخفضة، شكل (16) فالتقط أعداداً كبيرة من سوسة النخيل الحمراء، يدل على شدة الإصابة، في هذه المنطقة، أما عدم التقاط أي من الحشرات الكاملة، فيدل على عدم تواجد الحشرة، في هذه المنطقة، ويشير التقاط أعداد محدودة منها، في المصائد، على تواجد الإصابة، وبشكل منخفض، وإشارة للمختصين، على اتخاذ كل ما يلزم، للقضاء على الأعداد القليلة، ومكافحة الأشجار المصابة، ويمكن أن تعرف شدة الإصابة في المواقع المختلفة داخل الحقل الواحد، من خلال الأعداد التي تلتقطها المصائد المنتشرة، في هذا الحقل.
9- منع الحشرة من زيادة شدة الإصابة في أماكن انتشارها: تعمل المصائد على تجميع عاد كبيرة من الذكور والإناث والقضاء عليها، ومنعها من التزاوج، وزيادة شدة الإصابة في أماكن انتشارها..
10- تسخدم في كافة الأماكن: تستخدم المصائد الفيرمونية، في كافة أمكان زراعة أشجار النخيل والعوائل النباتية المختلفة، لهذه الآفة، وعلى مدار العام، وفي كافة الظروف البيئية، ولا يؤثر عليها، ارتفاع أو انخفاض الحرارة أو الرطوبة، أو الظروف البيئية الأخرى، كم تستخدم في السهول والأودية، والمناطق الجبلية، والوعرة، والغابات، وفي كافة الأماكن، لأنها سهلة الإستخدام، وهذا ما يعطيها سمة هامة، لا تتوفر في غيرها من عناصر المكافحة الأخرى.
فالمصائد الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء، هي الطريقة الأكثر فاعلية للصيد الكثيف والمتواصل لهذه الحشرة الخطيرة والتي يصعب التعرف على وجودها بوسيلة أخرى، والمصائد الفيرمونية التجميعية هي الوسيلة الوحيدة التي تستخدم لتحديد مناطق انتشار الحشرة وكثافتها، وأوقات نشاطها وتساهم بشكل فاعل وكبير في خفض أعداد الحشرة، والقضاء عليها ومنعها من إكمال دورة حياتها، وتمنعها من التكاثر ونشر الإصابة، وتحد من أماكن انتشارها، وأضرارها، في حال استخدامها بالشكل الصحيح والسليم، ومن بل كافة المزارعين وفي مختلف الأوقات من السنة، فقد أدى استخدامها في المملكة العربية السعودية، إلى خفضأعداد الحشرات الملتقطة من 2.55 حشرة/مصيدة في عام 1994 إلى 1.41 حشرة/مصيدة في عام 1997، وكانت نسبة الأشجار المصابة بسوسة النخيل الحمراء والتي يجب استئصالها، 31.53% في منطقة الإحساء، في عام 1994 بداية استخدام برنامج المكافحة المتكاملة لهذه الحشرة، وانخفضت، هذه النسبة إلى 19.53% في عام 1997 ، وكانت هذه النسبة 6.6% عام 1993 ، وأصبحت 2.5% عام 1997 في منطقة القطيف، نتيجة استخدام المصائد الفيرمونية، بالإضافة، إلى طرق ووسائل المكافحة الأخرى، وأدى استخدام المصائد الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء، لمدة سنتين متتاليتين في مزارع النخيل في الهند إلى خفض أعداد الحشرات الملتقطة، فيها بحوالي 75%. وتناقصت أعداد الحشرةpalmarum R. الملتقطة في المصائد الفيرمونية التجميعية من 30حشرة/مصيدة/شهر إلى4 حشرات/مصيدة/ شهر خلال الفترة 2001 – 1994أي نقصت الأعداد الملتقطة حوالي 80% ، فانخفضت أضرار الحشرة بشكل كبير، وتم التقاط حوالي 123000 حشرة كاملة في المصائد الفيرمونية، في مزارع جوز الهند في منطقة جوتا الهندية، خلال الفترة نيسان (ابريل) 1991- أيلول (سبتمبر) 1992 ، وتم التخلص من حوالي 200000 حشرة خلال الفترة 1991- 1993.
تختلف أشكال وأحجام وألوان ومكونات، وطرق استخدام المصائد الفيرمونية التجميعية المستخدمة في برامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء، باختلاف الدول والجهات التي تستخدمها، والهدف من الاستخدام، وعلى سبيل المثال، تستخدم في المملكة العربية السعودية المصائد التي على شكل سطل، وتتسع 3- 4 لترات من الماء، ويغطى سطحها الخارجي، بقطعة من الخيش لتسهيل تسلق الحشرات عليه، ودخولها في المصيدة، وتزود بالفيرمون والكيرمون، ويتم تعليقها على أشجار النخيل في الحقول، وتسخدم مصائد أخرى في الهند، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تستخدم المصائد البلاستيكية، ذات اللون الأبيض أو الأصفر، سطحها أملس من الداخل وخشن من الخارج، نتيجة وجود بروزات بلاستيكية، بطول 1 – 1.5 ملم لتسهيل تسلق الحشرات عليه، ودخولها في المصيدة، ويتم تزويدها بالفيرمون التجميعي، وبعض أنواع المواد التي تعمل كغذاء فيها (ثمار التمر، دبس التمر، قطع أجزاء النخيل في بعض الأحيان) وقد يوضع الكيرمون أحياناً، ويثبت جزء منها في التربة ويبقى الجزء الآخر منها فوق سطح الأرض، وتعلق المصائد في بعض الأحيان على ساق شجرة النخيل أو الأشجار الأخرى، أو تعلق على السور أو الجدار المحيط بالأشجار.
هناك عدد من العوامل التي تؤثر على فاعلية المصيدة الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء، واللون أحد هذه العوامل الهامة، وقد بينت نتائج إحدى التجارب الحقلية التي أجريت بهذا الخصوص ونفذت في مزارع المواطنين في منطقة الرحبة، التابعة لإمارة أبو ظبي، والتي يحتوي كل منها على حوالي 140 شجرة نخيل، ونفذت في أربعة مزارع بجانب بعضها البعض، وتمت عملية إضافة الفيرمون والكيرمون والماء، واستبدلت المادة الغذائية، عند الحاجة، وفي وقت واحد لكل هذه المصائد، خلال فترة خمسة أشهر، جمعت خلالها الحشرات الملتقطة اسبوعياً، وسجلت أعدادها، وفي نهاية التجربة، جمعت أعداد الحشرات، الملتقطة لكل معاملة من هذه المعاملات السبعة.
بين التحليل الإحصائي الذي تم لهذه الأعداد، أن الألوان الداكنة، التقطت أعداداً كبيرة من الحشرات الكاملة لسوسة النخيل الحمراء، بالمقارنة مع الأعداد التي تم التقاطها في المصائد ذات الألوان الفاتحة أو الباهته، وتفوقت المصائد ذات اللون الأحمر على بقية الألوان بفروق معنوية على مستوى 5%.
تراوحت أعداد الحشرات الملتقطة في هذه المصائد بين 286 للمصائد ذات اللون الأبيض و 511 حشرة للمصائد ذات اللون الأحمر وكانت هذه الأعداد 286، 316، 334، 334، 402، 394 و 511 حشرة للممصائد ذات الألوان، أبيض، أصفر، زهري، برتقالي، أخضر، أزرق والأحمر على التوالي شكل (17).
تبين هذه النتائج أهمية لون المصيدة الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء، على أعداد الحشرات التي تلتقطها، فالمصائد ذات اللون الأحمر والبني والأسود التقطت أعداداً كبيرة من الحشرة، بالمقارنة مع الأعداد التي التقطتها المصائد ذات الألوان الفاتحة والمستخدمة في الدولة وبخاصة المصائد ذات اللون الأبيض والأصفر التي التقطت أقل الأعداد، كما تباينت هذه الأعداد في المصائد الأخرى المستخدمة في هذا البحث (البرتقالية – الزهرية- الزرقاء- الخضراء) ومن هنا يجب التأكيد على ضرورة استخدام المصائد ذات الألوان الداكنة (السطول البلاستيكية ذات اللون الأحمر أو الأسود أو البني) كمصائد فيرمونية تجميعية لسوسة النخيل الحمراء، والاستمرار في إجراء التجارب الحقلية التي تتضمن مختلف الألوان، والأحجام والأشكال، ومختلف المعاملات (الفيرمون، التجهيزة الفيرمونية، تركيز الفيرمون، الكيرمون، كمية المادة الغذائية، استخدام المبيدات لقتل الحشرات الملتقطة في المصائد، استخدام الخميرة، طريقة تعليق المصيدة، كمية الماء المضاف، الألوان المختلفة ….الخ) لاختيار أفضل هذه المعاملات، من حيث جمع أكبر الأعداد من هذه الحشرة الخطيرة، واستغلال هذه التقنية بالشكل الأمثل في برامج المكافحة المتكاملة التي تتبع في العديد من البلدان والمناطق التي تنتشر فيها بشكل كبير ومؤثر. يعتمد نجاح الصيد الكثيف والمتواصل لسوسة النخيل الحمراء باستخدام المصائد الفيرمونية التجميعية على العديد من العوامل ومنا:
1- استخدام التجهيزات الفيرمونية المناسبة: يوجد في السواق العديد من التجهيزات الخاصة بالفيرمون التجميعي لسوسة النخيل الحمراء، شكل (18) ولكل منها مزايا خاصة به، فبعضها سهل الاستخدام ويستمر في الأداء فترات طويلة بسبب مزايا وتقنيات تصنيعه، والبعض الأخر يصعب استخدامه، ولا يستمر إلا لفترات قليلة بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، ومن هنا فعلينا اختيار التجهيزات، رخيصة الثمن، سهلة الاستخدام والتي تستمر في الحقل لفترات طويلة.
2- وضع الفيرمون والكيرمون بالشكل الصحيح، شكل (19): تستخدم الفيرمونات والكيرمونات بشكل خاطئ من قبل العديد من العاملين في المزارع، نتيجة الجهل وعدم الاكتراث بأهمية هذه التقنية في مكافحة سوسة النخيل الحمراء، وعلى سبيل المثال لا الحصر تم تصوير العديد من الأخطاء عن تعليق الفيرمونات، شكل (20) ومن هنا يجب تعليم المزارع على كيفية استخدام الفيرمونات ودورها في برامج مكافحة الآفة للحصول على أفضل النتائج.
3- استخدام المصائد في كافة أماكن زراعة النخيل وعلى مدار العام: لتجميع أكبر عدد ممكن من ذكور وإناث سوسة النخيل الحمراء والقضاء عليها ومنعها من التكاثر ونشر الإصابة، فالقضاء على أنثى واحدة يعني القضاء على أعداد كبيرة من الحشرة، ستظهر في الحقول في حال عدم القضاء على هذه الأنثى، كونها تضع ما بين 200-500 بيضة خلال فترة حياتها، ونسبة الإناث أكبر من نسبة الذكور، ونسبة فقس البيض تفوق 95% .
4- تبديل المادة الغذائية والماء كلما دعت الحاجة: توضع المصائد الفيرمونية التجميعية في المزارع وتتعرض للظروف البيئية المختلفة، وبخاصة درجات الحرارة المرتفعة خلال معظم الفترات من السنة، فتتبخر كميات الماء من المصائد الفيرمونية، وتجف المادة الغذائية وتتعفن في حال جفاف الماء، كما يعمل الماء على منع الحشرات الملتقطة في المصيدة من الطيران والوصول ثانية إلى أشجار النخيل، ويعمل الماء على قتل الحشرات التي تسق في المصيدة في حال استمرار غمرها بالماء، ومن هنا تبدو الأهمية الكبيرة للماء كمكون أساسي من مكونات المصائد الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء، ويجب أن لا توضع كمية كبيرة من الماء في داخل المصيدة، تصل إلى مستوى الفتحات الجانبية لها كي لا تساعد الحشرات الملتقطة والتي تطفو على سطح الماء من الوصول إلى هذه الفتحات والهروب منها، شكل (21).
5- إضافة عبوات جديدة من الفيرمون والكيرمون إلى المصيدة عند نفاذ كمية المواد الفعالة منها وبحسب الأشهر من السنة: تحتوي كل تجهيزة من الفيرمون التجميعي والكيرمون المحفز لسوسة النخيل الحمراء، على كمية من المادة الفعالة، والتي يتسامى جزء منها في كل يوم بحسب درجات الحرارة السائدة، فنفاذ المادة الفعالة، يعني انتهاء دور الفيرمون أو الكيرمون، لذا يجب إضافة عبوات جديدة من الفيرمون والكيرمون إلى المصائد، شكل (22) كي تستنفذ كامل الكمية من المادة الفعالة مع مرور الزمن، وعدم رمي العبوات القديمة بجانب المصيدة، أو في أي مكان من المزرعة، كي لا تشكل مصدراً لإنبعاث بقايا المواد الفعالة وانجذاب الحشرات إليها، ومهاجمة أشجار النخيل ثانية بسبب عدم أي حاجز يمنعها من الطيران والهروب.
6- إضافة الماء إلى المصائد بشكل دائم ومستمر لتبقى المادة الغذائية رطبة وتنطلق منها الرائحة الخاصة بها، وكي يعمل الماء على منع الحشرات الملتقطة من الهروب، ومنع تعفن محتويات المصيدة.
7- تحريك محتويات المصيدة (المادة الغذائية والماء) بشكل مستمر: تسخدم ثمار التمر العلفي كمادة غذائية في المصائد الفيرمونية لسوسة النخيل الحمراء، ويضاف الماء لترطيب التمر ومنع الحشرات من الهروب، وتتعرض محتويات المصيدة لنمو الفطور والأعفان، شكل (23) التي تنمو على السكريات، ويعمل تحريك محتويات المصيدة بشكل دائم ومستمر على منع نمو الأعفان، وإطالة فترة تبديل المادة الغذائية لمنع نمو الأعفان.
8- استخدام السطول البلاستيكية الحمراء أو السوداء أو البنية كمصائد فيرمونية: بينت نتائج التجارب التي أجريت حول دور الوان المصائد الفيرمونية التجميعية لسوسة النخيل الحمراء، تفوق اعداد الحشرات التي تلتقطها المصائد ذات الألوان الداكنة (الأحمر، الأسود والبني) على بقية الألوان.
9- صيانة المصائد بشكل دائم ومستمر: تتعرض السطول البلاستيكية للكسر والإهتراء نتيجة الظروف البيئية القاسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحرصاً على استغلال هذه التقنية بالشكل الصحيح يجب استبدال المصائد المكسورة والبالية والمهترئة، وتنظيف المصائد وصيانتها بشكل دائم ومستمر.
الدكتور أحمد حسين السعود
أخصائي حشرات
محطة بني ياس للتجارب والأبحاث الزراعية
الإدارة العامة لزراعة أبو ظبي- قطاع الزراعة
من محاضرات الدورة التدريبية الأولى لموسم الزراعي 2009 – 2010 للمهندسين والمرشدين الزراعيين
من فضلك اريد الاشترك واكون عضوة فى الموتمرات والندوات عن سوسة النخيل الحمراء واشترك باالابحاث عن المكافحة من فضلك تساعدنى فى الاشتراك .
المكافحة بطريقة المصائد خطا لايوجود مكافحة بطريقة المصائد ولكن هى طريقة تعداد للحشرات خلال السنة وعن طريقها يمكن معرفة الموسم وافضل معياد لمكافحة السوسةبطريقة المكافحة بالمبيدات .
من قال هذا إذا كانت المصائد بأعداد كبيره كانت من المكافحه ولها دور فعال جدافى خفض تعداد الحشره ولها دور السياده فى المكافحه المتكامله
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لايخفى الدور الكبير الذي تلعبه المصائد الفيرمونية بصفة عامة في خفض اعداد الحشرات بصفة عامة وسوسة النخيل الحمراء بصفة خاصة وكل مايؤثر على سوسة النخيل ثلاثة عوامل هم الفيرمون الذي يوضع في المصيدةلجذب الحشرة الغذاء الجيد مثل قطع النخيل الغضة اوالتمر مع الماء والعامل الثالث هو الكيرمون ويمكن استخدام اثيل استيت فهو يرفع الإصطياد بين 40-90% عن المصائد التي لايوجد بها كيرمون
تحياتي لكم وموفقين
ابوخالد
افدنا وتعلمنا