فى رؤية جديدة و مختلفة يتوقع العلماء أن تكون المدن هي نقطة البداية لإتخاذ إجراءات بشأن التغيير المناخي، وحماية النظم الإيكولوجية(البيئية) والتنوع البيولوجي، واستخدام الطاقة، وإنتاج الغذاء، وأكثر من ذلك، فهي المكان الذي يعيش فيه غالبية البشر اليوم.
فبحلول عام 2050، سيقيم في المدن 75 في المئة من سكان العالم -أي 9.5 مليار نسمة.
كذلك فتستهلك المدن نحو 75 في المئة من الطاقة والموارد في العالم، وهي مصدر مباشر أو غير مباشر لـ 75 في المئة من انبعاثات الكربون في العالم، بل وبحلول عام 2050، سيكون 75 في المئة من سكان العالم، أي 9.5 مليار نسمة، يعيشون في المدن.
وبالتالي، سوف تكون المناطق الحضرية اللازمة لإيواء هذه الزيادة الضخمة، أكثر من كل ما بناه البشر في أي وقت مضى، وستكون غالبية المباني الجديدة في العالم النامي.
وقد شرحت آنا تينجي -نائبة عمدة مدينة فاكسجو السويدية الصغيرة التي خفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 40 في المئة وتهدف إلى أن تكون أخضر مدينة في أوروبا- في مؤتمر القمة العالمي العاشر للمدن المستدامة -الذي شارك فيه اكثر من 2،000 من رؤساء البلديات والمسؤولين المحليين وأعضاء من المجتمع المدني: “كانت فاكسجو منطقة ملوثة جداً في الستينيات من القرن الماضي، ولكن نتيجة لجهود المجتمع العام وقطاع الأعمال، تم دعم إعادة تشكيلها كمدينة خضراء .
والآن، الناس يسبحون ويصيدون من البحيرات المحيطة بالمدينة والتي كانت ملوثة في الماضي”.
كذلك فتتطور مدينة فاكسجو على المستوى الإقتصادي أيضاً، مما يثبت أن خفض الانبعاثات ليس عبئا.
فجميع المباني السكنية الجديدة معزولة جيداً حتى لا تحتاج إلي الكثير من التدفئة.
وتم تركيب الألواح الشمسية في المدارس وعلى سطح مبنى البلدية.
وينتج مصنع الغاز الحيوي وقودا للسيارات من مياه الصرف الصحي وبقايا الطعام المدرسي، بينما يجري إنشاء مصنع أكبر ليقوم باستخدام النفايات المنزلية كمادة وسيطة.
وقال نائب رئيس البلدية أن المدينة تهدف لتكون خالية من الوقود الأحفوري بحلول عام 2030 ، وقد بدأت بالفعل جهداً كبيراً لإخراج الناس من سياراتهم، وجعل النقل العام والمشي وركوب الدراجات أكثر متعة من قيادة السيارات.
هذا وكانت قمة الاستدامة في العام الماضي ريو +20 بالبرازيل قد اختارت عبارة “المستقبل الذي نريده” كشعار لها .
وقال أندرو سيمز -خبير الاقتصاد المناخي في غلوبال ويتنس والزميل في مؤسسة الاقتصاد الجديد بالمملكة المتحدة: “في حين تم إنجاز القليل في ريو دي جانيرو، كانت بعض المدن والبلدات تقوم بالفعل بخلق المستقبل الذي تريده”.
في غضون ذلك، تحصل العديد من المدن الدنماركية تحصل على طاقتها من الرياح. وفي مدينة جينت البلجيكية تضاعف عدد الدراجات في الشوارع في أقل من 10 سنوات علي أمل أن تصبح المدينة خالية من السيارات. أما المواطنين في المدينة البرازيلية بورتو أليجري فيعقدون لقاءات أسبوعية لمناقشة كيفية إنفاق ميزانية المدينة، مما أدى إلى تحسن كبير في الخدمات.
ميرفت فهد
الأهرام العربى