أظهرت التقارير العالمية مؤخرا وجود فائض كبير في معدات إنتاج الطاقة الشمسية في الأسواق العالمية، حيث تعاني دول القارة الأوروبية وشمال أمريكا والصين من التعويم بسبب انخفاض الطلب، ولكن إعلان المملكة العربية السعودية مؤخرا عن خطة طموحة للاستثمار في مجال الطاقة الشمسية أعاد الأمل في إمكانية انعاش هذا القطاع من جديد.
وقد أعلنت المملكة في وقت سابق من العام الحالي عن عزمها استخدام الطاقة الشمسية في إنتاج 40 غيغاوات من الكهرباء بحلول عام 2032. وتوقعت تقارير نشرتها مدينة الملك عبد العزيز للطاقة الذرية والمتجددة أن يصل حجم الطاقة التي تنتج عن طريق استخدام تقنيات الطاقة الشمسية المركزة إلى 24 غيغا وات.
وتبدي المملكة التزامها بتنفيذ هذه الخطة بالرغم من الصعوبات الكثيرة التي قد تواجهها، حيث سيتم الاعلان عن تشغيل أول مزرعة للطاقة الشمسية بقدرة 2000 ميغاوات في النصف الأول من العام المقبل ويليها في العام 2014 تشغيل المحطة الثانية بقدرة 2500 ميغا وات.
ولتسليط الضوء على هذه الخطة، تشهد الرياض اليوم افتتاح فعاليات مؤتمر الطاقة الشمسية في المملكة، والذي تنظمه “نسيبا”، المجموعة الفرنسية الرائدة في مجال تقديم المعلومات التجارية، حيث يشكل المؤتمر منصة هامة تتيح لأصحاب القرار والمسؤولين الحكوميين والمستثمرين والشركات الفرصة للتعرف على رؤية المملكة في مجال الطاقة الشمسية.
تتضمن فعاليات المؤتمر جلسات نقاش تفاعلية وحلقات تواصل ومعرض منتجات بالإضافة إلى كلمات رئيسية يلقيها نخبة من كبار الشخصيات من بينهم الدكتور محمد الشهري، محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والانتاج المزدوج وجيرهارد ستري هيب، مدير قسم سياسات الطاقة وتنسيق الطاقة الذكية في المدن التابع لمعهد فرونهوفر للطاقة الشمسية. وأوضح الدكتور الشهري في كلمته أن الهيئة تدعم بشكل كامل إنتاج الطاقة الشمسية وقال: “لا بد من تحسين تجربة المستهلك لضمان نجاح هذه الخطة”.
ومن جهته أشار جيرهارد ستري هيب إلى أهمية استثمار المملكة في هذا القطاع حيث قال: “لطالما اعتبرت دول القارة الأوروبية، وخاصة ألمانيا، أسواقا رائدة فيما يخص صناعة الخلايا الشمسية ولكنها اليوم تعاني من الركود بينما تواصل أسواق كل من الصين والهند واليابان وأمريكا نموها”. وأضاف: “من المتوقع أن تشكل دول منطقة الشرق الأوسط وخاصة السعودية لاعبا رئيسيا في إعادة النمو إلى قطاع الطاقة الشمسية”.
ومن جهته أكد نيكولاس واتسون، المدير العام في “نسيبا” على أهمية خطة المملكة، “أظهرت تقارير عديدة مؤخرا أن السعودية سوف تستهلك مخزونها النفطي بحلول عام 2030، وتتصرف المملكة بحكمة كبيرة تجاه هذا الأمر حيث تعمل على تنويع مصادر الطاقة لديها بهدف الحفاظ على نموها الاقتصادي”. وأضاف: “يأتي المؤتمر في هذا التوقيت ليشكل منصة هامة تتيح لمطوري ومصنعي أنظمة الطاقة الشمسية من مختلف دول العالم الاطلاع على هذه المشاريع والمشاركة فيها”.