تسعى “آبل” باستمرار لتطوير أجهزتها لكن هذا التطوير يغضب نشطاء حماية البيئة لأنه يزيد من صعوبة إعادة تدوير هذا الأجهزة. وظهرت هذه المشكلة في جهاز “ماكبوك برو” بسبب صعوبة فك البطارية عن الجهاز.
يعيش كايل وينز ويعمل في كاليفورنيا أما وظيفته فهي: تفكيك أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية الأخرى وتحويلها إلى قطع صغيرة جدا. ويستعين أشخاص من مختلف أنحاء العالم بنصائحه التي تساعدهم في إصلاح الأجهزة الإلكترونية بأنفسهم. وعندما يطرح أي مُنتَج جديد ومثير للانتباه في السوق يشتريه وينز ويفكك أجزائه ويستعرض النتائج في موقعه الالكتروني “Ifixit” الذي يعني بالعربية “أنا أصلحه”.
وقام وينز وفريقه بإلقاء نظرة عن كثب على كمبيوتر”ماكبوك برو” الجديد من إنتاج شركة آبل. وبمجرد فتح الجهاز رصد وينز بعض عيوب الجهاز إذ يقول: “عندما فتحنا الماك بوك لاحظنا بسرعة أولى المشكلات فآبل لصقت البطارية في الجهاز بقوة ما يعني أنه من المستحيل تقريبا فصل البطارية عن الكمبيوتر”. وفي حال تلفت البطارية لأي سبب وهو أمر يحدث كثيرا، فسيتعين على المستخدم إعطاء جهازه بالكامل للشركة لتصليح العطل وهي مشكلة كبيرة لاسيما وأن الكثير من المستخدمين لا يفضلون إعطاء أجهزتهم التي تحمل بيانات شخصية للشركة.
صعوبة في إعادة التدوير
وتمثل قطع الجهاز الملتصقة مع بعضها البعض بمواد خاصة، مشكلة أثناء عمليات إعادة التدوير بعد ذلك. وقال أحد العاملين في قطاع إعادة التدوير لـ DWإن العاملين في هذا المجال يعلمون صعوبة التعامل مع أجهزة آبل إذ أن الأجزاء الملتصقة مع بعضها البعض تحتاج لجهد ووقت كبيرين لفكها.
ويتوقع الخبير الذي رفض الكشف عن اسمه، صعوبات أكثر عند إعادة تدوير جهاز “ماكبوك برو” الجديد خاصة مع استعمال الشركة لمادة لاصقة من نوع خاص للصق البطارية بالجهاز الأمر الذي سيحتاج على الأرجح للكثير من الوقت والطاقة من أجل تفكيك أجزاء الجهاز.
من جهتها تصف آبل جهاز “ماكبوك برو” الجديد بأنه أفضل كمبيوتر موجود على الإطلاق. أما وينز فيعتقد أنه من أصعب الأجهزة إصلاحا حال تعرضه لعطل، وهو أمر ضار بالبيئة بحسب وينز الذي يوضح الأمر قائلا:”المستخدم يتخلص من الكمبيوتر الذي لا يمكن إصلاحه ويشتري جهازا جديدا وهو أمر غير جيد بالنسبة للبيئة”.
بعد طرح جهازها الجديد في الأسواق، أعلنت آبل أن منتجاتها لن تحمل في المستقبل ختم “إي بي إي إيه تي” البيئي المتعارف عليه في الولايات المتحدة. ويعني وجود هذا الختم على الأجهزة سهولة إعادة تدويرها بعد ذلك. ورفضت آبل الكشف عن سبب هذا القرار الذي أثار انتقادات شديدة لآبل جاءت من كل أنحاء العالم. فمدينة سان فرانسيسكو أعلنت أنها لن توفر لموظفيها بعد ذلك أجهزة من آبل غير حاملة لهذا الختم. وهناك قاعدة في معظم المنشآت العامة الأمريكية تنص على ضرورة أن يفي جزء معين من الأجهزة الإلكترونية بمعايير الحفاظ على البيئة.
آبل تعترف بالخطأ
ولاحظت آبل سريعا الخطأ الذي وقعت فيه وسارعت بإصدار اعتذار لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها بالرغم من هذا القرار مازالت أكثر شركات الأجهزة الإلكترونية رفقا بالبيئة. ويقول كريستيان فولبرت خبير التكنولوجيا الخضراء بمجلة “س تي” التقنية المتخصصة إن آبل تراعي المعايير البيئية في قطاع تكنولوجيا المعلومات في الكثير من منتجاتها إلا أنه يرى في الوقت نفسه أنه من الصعب للغاية إصدار حكم على الشركة بالكامل ويضيف موضحا:”قضية التكنولوجيا الخضراء معقدة للغاية إذ يصعب معرفة منشأ آلاف القطع الصغيرة التي يتكون منها الكمبيوتر المحمول وكذلك معرفة منشأ المواد الخام المستخدمة والطريقة التي جرى بها التعامل معها”. لكن الأمر الأسهل بالطبع هو تحديد مدى ملائمة الجهاز لعمليات إعادة التدوير وهنا لا يمكن القول أن آبل رائدة في هذا المجال. ويرى وينز أن هناك توجها عاما في آبل بلصق المزيد من مكونات الأجهزة داخل الجهاز بشكل يصعب تفكيكه بعد ذلك.
ورغم أن هذا ليس الحال في جميع أجهزة آبل إلا أن وينز يرى أن هذا صار بمثابة التوجه العام للشركة في الوقت الحالي ويقول وينز: “مكونات جهاز الآي باد 3 على سبيل المثال ملتصقة بشكل معقد للغاية مع بعضها البعض كما أن الهاتف الذكي الجديد من آبل يحتاج لأدوات خاصة لتفكيك أجزائه”. ويعلق وينز آمالا عريضة على المستهلكين في هذا القضية ويوجه كلامه لهم قائلا: “أنتم الطرف الوحيد القادر على جعل آبل تغير من طريقة تفكيرها فقرار الشراء في النهاية بأيديكم أنتم “.
DW العربية