تواصلت في البرازيل لليوم الثاني على التوالي قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي بدأت فعالياتها أمس الأربعاء وسط انتقادات وتوقعات بأن تخفق وفود 193 دولة في وضع أهداف واضحة للتنمية المستدامة.
وقبل الافتتاح الرسمي للقمة -التي يطلق عليها “ريو +20” لأن قمة الأرض التاريخية السابقة كانت قبل عشرين عاما – أقنعت البرازيل الوفود المشاركة بوضع اللمسات الأخيرة على مسودة إعلان لعرضه على القمة.
لكن العديد من الوفود ومنظمي القمة وكذلك المهتمين بقضايا البيئة والجماعات المدافعة عن البيئة ينتقدون الإعلان بدعوى أنه ضعيف.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة افتتاحية أمام المؤتمر إن “جهودنا بصراحة لم ترق إلى مستوى التحدي .. الطبيعة لا تنتظر .. الطبيعة لا تتفاوض مع البشر.”
وأرست مسودة الإعلان التي تم الانتهاء منها يوم الثلاثاء طموحات وليس أهدافا ملزمة بشأن قضايا مثل الأمن الغذائي والمياه والطاقة.
وتدعو الدول في إعلانها إلى تبني “أهداف التنمية المستدامة”، وهي مجموعة غامضة من أهداف الأمم المتحدة تتركز حول البيئة والنمو الاقتصادي والمشاركة الاجتماعية.
وقال كثير ممن وافقوا على مسودة الإعلان إنه يفتقر إلى تفاصيل حيوية، حتى أن نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني قال “إنني شعر بخيبة أمل لأننا لم نذهب إلي أبعد من ذلك.”
وبدوره انتقد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند “أوجه القصور” في مسودة الإعلان وخصوصا فشل دول أعضاء في الأمم المتحدة في دعم برنامجها البيئي الحالي وتحويله إلى وكالة قائمة بذاتها، كما انتقد حذف اقتراح فرنسي للمساعدة في تمويل برامج التنمية من خلال ضريبة على الصفقات المالية.
وتظل توقعات نتائج القمة منخفضة رغم مشاركة حوالي 100 من قادة الدول والحكومات في فعالياتها التي تشهد تركيزا على التباطؤ الاقتصادي العالمي وأزمة الديون في أوروبا.
ورغم مشاركة الرئيس الفرنسي ورئيسي وزراء الصين وروسيا يغيب عن القمة العديد من الزعماء البارزين منهم الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل.
ومقارنة بقمة الأرض الأولى التي تمخضت عن قرارات تاريخية بشأن التنوع البيولوجي والانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري يقول منظمون إن قمة ريو هي “مجرد بداية لعملية لوضع أهداف جديدة للتنمية العالمية”
وسعى متحدثون لتسليط الضوء على القضايا الأكثر إلحاحا لبلدانهم في النقاش العالمي بشأن التنمية.
وفي حين تحدث كثيرون عن حاجتهم إلى مصادر دائمة للطاقة والغذاء والمياه حث الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد الدول الغنية على “التخلي عن رغباتها المادية وتنبي التنمية الروحية”.
وقال إن “انهيار النظام الإلحادي الحالي حان وقته” مستشهدا بالحروب والاضطرابات في الشرق الأوسط والكوارث التي أثرت في العالم.
وعملت السلطات في ريو دي جانيرو لإضفاء الطابع الصديق للبيئة على المدينة أثناء القمة.
وشهدت المدينة تظاهرات غاضبة نظمها مدافعون عن البيئة ونشطاء سياسيون وآخرون خارج مقر انعقاد القمة ودعوا إلى إجراءات جريئة.
وقال دبلوماسيون إن الضغط من جانب البرازيل للانتهاء من مسودة الإعلان دفع الوفود إلى التركيز والتوصل لاتفاق لكنه ربما أغلق الباب أمام اتخاذ خطوات أكثر جرأة من جانب الزعماء عندما يصلون لحضور القمة.
أخبار البيئة– وكالات