أنجز برنامج التنمية الريفية في مؤسسة الآغا خان، وهي إحدى وكالات شبكة الآغا خان للتنمية، بالتعاون مع بلدية سلمية وعدد من السكان المحليين في وقت سابق مشروع إعادة تأهيل ثلاث حدائق صغيرة في مدينة سلمية، محافظة حماة. وهذه الحدائق تشكل جزءاً من مشروع متكامل يهدف إلى تشجيع المجتمعات المحلية على الإهتمام بالحدائق العامة والحفاظ عليها، وتحفيز هذه المجتمعات للمساهمة في تجميل ونظافة الحي، ومشاركة العمل مع البلدية لتحسين طريقة التخلص من النفايات المنزلية بعد فرزها ووضعها في الأماكن المخصصة، والتقيد بأوقات جمعها. وتسعى مؤسسة الآغا خان للعمل مع المجتمع المحلي في مدينة سلمية بغية إطلاق برنامج مجتمعي لتدوير البلاستيك والقوارير وعلب الصفيح، يترافق مع دعم من المجتمع الأهلي، بينما يتم في نفس الوقت إحياء المساحات المفتوحة الصغيرة داخل منطقة سكنية محددة بدقة.
ويتجلى الهدف العام لهذا المشروع في الترويج لمفهوم استخدام البيئة باعتبارها عاملا محفزا للتغيير في السلوك عند المجتمعات، ويؤدي إلى تدخلات أقوى وأكثر استدامة مما يعزز نوعية الخدمات العامة التي تقدمها البلديات، بالإضافة إلى إنشاء مقاربة من المحتمل أن تكون قادرة على تحديد تدخلات مستقبلية في مجال تمكين المرأة والشباب. وبناء عليه، تم تزويد عشر سيدات من ذوات الدخل المحدود بالمهارات اللازمة في مجال الخياطة، وتنظيمهم ضمن مجموعة، بغرض إنتاج أكياس قماشية قابلة للإستخدام المتكرر، بهدف إعادة التدوير وذلك للتخفيف من إستهلاك الأكياس البلاستيكية والحد من أضرارها البيئية. وبالنتيجة، قدمت هذه الخطوة للسيدات العشرة المشاركات في المشروع العديد من فرص العمل وحققت لهن زيادة ملحوظة في الدخل، على أمل أن يتوسع العمل ليضم المزيد من السيدات، أو تشجيع جهات أخرى لتكرار نفس التجربة في مناطق أخرى في سورية.
وفي مرحلة سابقة، تم تنظيم مسابقة لتصميم إحياء المساحات الصغيرة الخضراء والمفتوحة للمهنيين الشباب والأشخاص الطموحين من أجل صقل مهاراتهم والحصول على الخبرة العملية.
كما تم تحقيق مشاركة أعضاء المجتمع المحلي وذلك من خلال تجنيد متطوعين من الأحياء للمساعدة في التنظيف الأولي للحديقة، والقيام بأنشطة غير تقنية في مجال زراعة وإحياء الحدائق. بينما يتم التخطيط لتدخلات مستقبلية أخرى، بما في ذلك الأنشطة المتعلقة بتنمية الطفولة المبكرة، مثل مبادرة القراءة في الهواء الطلق للأطفال، والتوعية البيئية للأطفال في سن المدرسة، ودورات تدريبية للنساء تستهدف رفع مستوى الوعي حول عدد من القضايا الصحية، وذلك من خلال الندوات التي ستقام في المساحات الخضراء المفتوحة.
تتجسد الاستفادة الفورية للسكان المستهدفين والقاطنين في المنطقة، والذي يبلغ عددهم نحو ثلاثة آلاف نسمة، في القدرة على المشاركة في عملية تقديم المزيد من الخدمات العامة لحيّهم، والوصول إلى مساحات خضراء مفتوحة، وخصوصا للأطفال الصغار والمسنين، فضلا عن تعزيز قدرة المجتمعات المحلية على إعادة تدوير الورق والبلاستيك والزجاج. ويمكن تكرار هذه المبادرة في مناطق أخرى من قبل البلدية في مدينة سلمية، انطلاقاً من حقيقة أن مجتمع نظيف وأخضر هو بالمحصلة مجتمع سعيد وصحي.
بيان صحفي
شكرا على المجهود الكبير لنا ،
أروع شيء هو مناظر الطبيعة الخلابة ،
نتمنى من المساهمين في إنشاء هذه الحدائق الحديثة أن يضعو مقاعد للجلوس في الحدائق التي تنشأ حديثاً و أن يضعو إنارة فيها ، و نتمنى أن تزبط نافورة المياه الموجودة في قلب الحديقة العامة لظهور روعة المنظر