بمناسبة سنة الأمم المتحدة الدولية للطاقة المستدامة للجميع، أطلق اليوم مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت بالتعاون مع اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) وجمعية أندية الليونز الدولية منطقة 351 (لبنان-الأردن-العراق) والمحطة التلفزيونية الفضائية “إم تي في”، حملة توعية حول ترشيد استهلاك الطاقة تحت عنوان “يلّي بغيّر عادتو بوفرّ طاقتو”، وذلك في مؤتمر صحفي عقد في فندق فينيسيا في بيروت.
وتنطلق الحملة صباح يوم الاثنين 21 أيار/مايو، الذي يصادف أيضاً اليوم العربي لكفاءة الطاقة، على شاشة “إم تي في” وتستمر لمدة أسبوع. وتتضمن الحملة رسائل توعية حول أهمية الطاقة في حياتنا اليومية وترشيد استعمالها، ودعوة المشاهدين للاستفادة من الطاقة المتجددة، وذلك ضمن سلسلة من البرامج على محطة “إم تي في”.
وتخلل المؤتمر الصحفي كلمات لكل من مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بهاء القوصي، ومديرة إدارة التنمية المستدامة والإنتاجية في الإسكوا رُلى مجدلاني، وحاكمة جمعية أندية الليونز الدولية وفا خوري، ورئيسة لجنة يوم الأمم المتحدة في الليونز فيات دبّوسي، ومدير الترويج في “إم تي في” البير تحومي، وخبيرة الإبداع غيدا يونس.
بدايةً، قال القوصي إن واحدا من كل خمسة أشخاص من سكان الأرض يعيش دون كهرباء محروماً من الفرص التي تتيحها له للعمل والتعلم أو إقامة مشروع تجاري، وإن هناك ضعفا هذا الرقم – أي نحو ثلاثة بلايين شخص- يستخدمون الحطب والفحم أو روث الحيوانات لطهي طعامهم وتدفئة منازلهم، وهو ما يعرّضهم وأفراد أسرهم إلى استنشاق أدخنة أبخرة تضرّ صحتهم وتقتل ما يقارب مليون شخص سنوياً.
وأضاف قائلا إن “لخدمات الطاقة أثرا عميقا على الإنتاجية، والصحة، والتعليم، وتغير المناخ، والأمن الغذائي والمائي، وخدمات الاتصالات، وغيرها، ولذلك فإن عدم إمكانية الوصول إلى مصادر طاقة نظيفة ومعقولة التكلفة ويعول عليها يعيق التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية”.
وشكر القوصي القيمين على محطة “إم تي في” لإيمانهم بأولويات الأمم المتحدة وبأهمية الطاقة في حياتنا بشكل خاص، وعلى تعاونهم البنّاء مع جميع الشركاء من أجل زيادة الوعي بأهمية الحصول المستدام والمتزايد على الطاقة، والوعي بكفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة على جميع الصُعُد المحلية والإقليمية والدولية. كما توجه بالشكر للإسكوا والليونز على تعاونهما مع المركز لإنجاح هذه الحملة.
بدورها، لفتت مجدلاني إلى أن الإسكوا مستمرة في مساعدة ومساندة البلدان الأعضاء في وضع السياسات والخطط الوطنية واتخاذ التدابير والإجراءات الآيلة لتحقيق ما ينطوي عليه شعار الطاقة المستدامة للجميع، وفي العمل مع شركائها في جامعة الدول العربية وفي منظومة الأمم المتحدة أو خارجها، لاسيما مع منظمات المجتمع المدني. وأضافت: “لقد كان العام الفائت مليئاً بالاجتماعات التشاورية للتحضير لموقف عربي موحد في مفاوضات مؤتمر القمة العالمي ريو + 20 الذي سينعقد في البرازيل حزيران/يونيه القادم، كما أننا اخترنا قيامنا مع شركائنا بالحملة الإعلامية التي نحن بصدد الإعلان عنها الآن، بحيث يصادف انطلاقها مع ما أعلنته جامعة الدول العربية لناحية يوم 21 أيار/مايو كيوم عربي لكفاءة الطاقة.”
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، تقديرا لأهمية الطاقة من أجل التنمية المستدامة، قد أقرت سنة 2012 بوصفها السنة الدولية للطاقة المستدامة للجميع، معتبرة أنها ستتيح فرصة ثمينة لزيادة الوعي بأهمية الحصول المستدام والمتزايد على الطاقة، والوعي بكفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة على الصعد المحلية والوطنية والإقليمية والدولية.
وفي كلمتها، أشادت خوري بالعلاقة التاريخية بين أندية الليونز الدولية ومنظمة الأمم المتحدة التي تعود إلى 1945. وقالت: “هذه السنة انطلاقاً من شعاري ‘الآخر‘ وأعني به العمل مع الآخر لأجل الآخر، جعلني أتخطى فكرة الاحتفال بيوم الليونز مع الأمم المتحدة إلى برنامج تعاون حول قضية اجتماعية تعود بالخير على المجتمع بيئياً واقتصادياً وفكرياً. فالتطور الاجتماعي وازدهار الاقتصاد وحماية البيئة تتطلب العمل على إيجاد مصادر للطاقة حديثة ونظيفة”.
ولفتت خوري إلى أن الحملة تنقسم على مرحلتين، مرحلة إعلانية-إعلامية للتوعية، وأخرى تطبيقية لإقران القول بالفعل.
وشرحت دبّوسي في كلمتها إطلاق مشروع تجريبي لتأمين الطاقة البديلة بكلفة أقل لمركز الجمعية الانجيلية اللبنانية لرعاية أطفال الشوارع من التشرد في مركز داخلية مختلط بين أعمار 3 و 18 سنة في بلدة الكحالة اللبنانية. ويهدف المشروع إلى عزل زجاج حوالي 40 نافذة لحفظ الحرارة والبرودة لخفض الطاقة المستخدمة بما يقل عن 60 في المائة مما هو مستعمل حالياً، وصيانة معدات الطاقة الشمسية ودمج واقيات شمسية في تصميم المبنى، وكذلك إبدال عدد من المصابيح الكهربائية لتوفير الطاقة.
ووعدت جمعية أندية الليونز بأن هذا المشروع النموذجي سيكون باكورة مشاريع مماثلة لتأمين الطاقة البديلة في السنوات القادمة.
أما عن الحملة الترويجية على “إم تي في”، فأشار تحومي إلى أن إدارة المحطة والعاملين فيها آمنوا بشدة بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة وقرروا إدماج عنوان الحملة “يلّي بغيّر عادتو بوفرّ طاقتو” في جميع البرامج السياسية والثقافية والرياضية وغيرها ابتداءً من يوم الاثنين 21 أيار/مايو وحتى 28 من الشهر ذاته. ودعا جميع المؤسسات الإعلامية إلى تبنّي هذه الحملة لأنها تمس قضية اجتماعية تعود بالخير على الوطن وأهله.
بدورها، قالت يونس إنه تم تطوير الفكرة الإعلانية من إعلان قصير يتم عرضه لفترات قصيرة جداً ومحدودة إلى أسبوع إعلاني/إعلامي يتم عبره تمرير رسائل توعية حول كفاءة الطاقة واستدامتها بفعالية أكبر حيث ستعمد معظم البرامج على “إم تي في” إلى بث رسائل سريعة حول تغيير العادات والسلوكيات اليومية في ما يتعلق باستهلاك الطاقة. وأضافت قائلة إن “للإعلام دور في التوعية ونحن الآن نستفيد من برامج ‘إم تي في‘ كمنبر لتمرير رسائلنا”.
بيروت – عماد سعد