اكدت دراسة متخصصة ان زراعة اسطح البنايات والمنشآت بدلا من استخدامها في تخزين المهملات له العديد من الآثار الايجابية على بيئة المدن وجودة الحياة وحماية الموارد الطبيعية ومكافحة الفقر وزيادة الدخل.
من جهته، اوضح مدير معهد الدراسات العليا والبحوث للزراعة في المناطق القاحلة بكلية الزراعة في جامعة «عين شمس» د.اسامة البحيري صاحب الدراسة في تصريح لـ «كونا» ان زراعة الاسطح تتم باستخدام مجموعة من الانظمة خفيفة الوزن التي لا تمثل حمولة زائدة على المبنى ولا تسرب مياه الى ارضية السطح ولا يدخل الطين او الطمي في مكوناتها وذلك باستخدام تقنية الزراعة من دون تربة. ونبه الى ان اختفاء النبات الاخضر الذي يعتبر المرشح الطبيعي الوحيد لملوثات الهواء اثر بالسلب على مناخ المدن نتيجة زيادة مصادر التلوث بالعوادم المختلفة الى جانب زيادة استخدام المواد المصنعة التي تضر بالبيئة كالاسفلت ومواد البناء المختلفة والواجهات الزجاجية.
ولفت البحيري الى ان هناك العديد من الآثار الايجابية لزراعات الاسطح على بيئة المدن وجودة الحياة بها، اذ تؤدي زراعة الاسطح الى تقليل كمية الملوثات الموجودة بالهواء حيث وجد ان زراعة متر مربع واحد من السطح طوال العام يؤدي الى ازالة 100 غرام من الملوثات في الهواء سنويا مما ينقي هواء المدن.
وذكر ان زراعة الاسطح تؤدي الى زيادة الاكسجين وتقليل نسبة ثاني اكسيد الكربون وتنظيف اسطح المباني والمنشآت المختلفة والتخلص من المهملات والقاذورات المخزنة فوق الاسطح التي تؤثر بالسلب على الصحة العامة على المدى الطويل.
وبين البحيري ان زراعة الاسطح تساهم في تقليل تأثير ظاهرة التراكم الحراري في البيئة المبنية والتي تعرف ايضا بتأثير جزيرة الحرارة الحضرية التي تتجلي بوضوح خلال اشهر الصيف وذلك عن طريق التظليل الذي تقوم به النباتات لسطح المبنى او المنزل.
واشار الى ان عملية خروج الماء من ثغور النباتات (النتح) وعملية تبخر الماء الموجود في البيئة المزروع بها النباتات الى الهواء الخارجي امر يؤدي الى تلطيف الجو المحيط بالمبنى المزروع سطحه.
وقال البحيري ان الدراسات اثبتت ايضا ان زراعات الاسطح تقلل من التأثيرات الضارة لمحطات الهاتف الجوال ونسبة الضوضاء ودرجة الحرارة في الدور الاخير للبناية، فضلا عن انتاج خضروات نظيفة طازجة وخالية من المبيدات مما يحسن صحة الانسان ويقلل من الاصابة بالامراض.
ولفت الى ان زراعة الاسطح يمكن استخدامها كأحد المشاريع الصغيرة للعديد من فئات المجتمع التي تدر عليهم دخلا ماديا وتتيح فرصة للعمل، معتبرا ان انتاج نباتات طبية وعطرية وخضروات وغيرها يوفر المساحات المخصصة لزراعة المحاصيل في الارض العادية.
وذكر البحيري انه يتم استخدام النظام المغلق من نظم الزراعة بدون تربة لزراعة الاسطح، موضحا انه في هذا النظام يتم ري النباتات وتجميع الماء المنصرف بعد الري واعادة ري النباتات مرة ثانية به مما يؤدي الى رفع كفاءة استخدام الميــاه الى نسبـة 50 الى 60%.
واشار كذلك الى رفع كفاءة استخدام الاسمدة في هذه النظم لتصل الى نسبة 30%، مشيرا ان زراعة الاسطح تفيد في حماية الطبقة الخارجية للسطح ضد اشعة الشمس الضارة مما يطيل من العمر الافتراضي للسطح
المصدر: الأنباء الكويتية + كونا