تجمع محافظة الرقة بين بيئات جغرافية متمايزة وتتأثر بنظم بيئية ومناخية متنوعة تمزج مابين البيئة الصحراوية و جفاف البادية و بين البيئة الرطبة الخضراء التي شكلها مرور نهر الفرات فيها مما جعلها موئلا للتنوع الحيوي إلى جانب غناها بالأوابد الأثرية المنتشرة في ربوعها حيث تشكل هذه العوامل محل جذب طبيعي يمكن توظيفه سياحيا لتكون الرقة أحد أهم مقاصد السياحة البيئية.
ونظرا للدور الهام الذي تلعبه المحميات البيئية في الحفاظ على التوازن البيئي والتنوع الحيوي واتساع المساحات الخضراء واستقرار التربة وحمايتها من التصحر والتخفيف من آثار الرياح وزحف الرمال والرعي الجائر يسعى فرع الهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية بالرقة إلى زيادة عدد هذه المحميات واتساع رقعة مساحاتها وإعادة تأهيلها بالمكونات الطبيعة وترقيع المساحات الجرداء منها.
وقال المهندس محمود الكراش مدير فرع الهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية بالرقة إن الفرع اتخذ العديد من الإجراءات التي من شأنها إعادة الغطاء النباتي والحيوانات البرية إلى سابق عهدها في عدد من المحميات الطبيعية في المحافظة والبالغ عددها 11 محمية تقع على مساحة نحو 70 ألف هكتار وأهمها محمية طوال العبا حيث قام الفرع خلال العام الحالي بزراعة نحو مليون وخمسمئة غرسة رعوية في جميع المحميات الرعوية في المحافظة.
وأشار مدير فرع تنمية البادية إلى أن هذه المحمية التي تبلغ مساحتها الإجمالية18 ألف هكتار تمتلك معظم مقومات المحمية الطبيعية بسبب طبيعة تضاريسها المختلفة وتعددها ما بين سهول منبسطة وتلال وإمكانية إعادة التنوع الحيوي لها.
ولفت الكراش إلى إمكانية استثمار المحمية التي تبعد نحو 55 كيلومترا شمال شرق مدينة الرقة للأغراض السياحية البيئية مبينا أن الهيئة العامة لتنمية البادية تسعى لتحويلها إلى محمية بيئية حيث خصصت مساحة 3308 هكتارات من أراضيها لتكون واحة خضراء على غرار الواحات الكبرى في البادية وزرعتها ب 1460 غرسة مثمرة و49 نوعا من النباتات العطرية و1200 لوح من الصبار وستزرع على محيط الواحة خلال العام الحالي أكثر من ألفي فسيلة نخيل وعدد من الغراس الحراجية وسيتم جلب عدد من طيور النعام و إطلاقها في محمية خاصة بها داخل هذه المحمية مشيرا إلى أن الفرع يخطط لإنشاء مدرسة بيئية تخصص لدروس البيئة و حديقة لألعاب الأطفال داخل المحمية.
وأوضح الكراش أن الفرع خصص المحمية خلال العام الماضي بعدد من الآبار لتوفير المياه وحفر خندقا لحدودها وتم تجهيز سياج فاصل داخلها خاصا بتربية الغزلان بمساحة 54 هكتارا وتمت زراعتها بـ73 ألف غرسة رعوية وأقام على حدودها أعمدة بيتونية وشبكا معدنيا وتم تجهيز الأبنية والحظائر لتربية الغزلان والطيور البرية وتم إطلاق 66 غزالاً من نوع الريم و5 غزلان من نوع المها جلبت من محمية التليلة في تدمر وقد توالدت غزلان الريم ووضعت 27 مولوداً فيما وضعت غزلان المها مولوداً واحدا جديدا.
وأضاف أن محمية طوال العبا تمتاز بتنوعها الحيوي ونمو أنواع وأصناف عديدة من النباتات بشكل طبيعي وخاصة الصر والروثة إضافة إلى وجود بعض النباتات بنسبة قليلة مثل الحرمل والنيثول ويوجد في المحمية نباتات حولية مثل البابونج والخبيزة والنعناع البري إضافة إلى بعض أصناف نباتات العائلة النجيلية لافتا إلى أن التنوع النباتي ليس وحده الذي يميز محمية طوال العبا يوجد فيها حيوانات وطيور على اختلافها تعيش وتتكاثر أهمها الأرانب والجربوع والسحالي والأفاعي والثعالب والذئاب والضباع ومن الطيور الحمام والقطا والكدري والدراج والعصافير والحجل والعقبان والصقور.
وتضم المحمية مباني ومنشآت مخصصة لسكن الحراس والرعاة والعاملين فيها وحظيرة أغنام تبلغ مساحتها نحو 5ر2 دونم وحظيرة أخرى كانت مخصصة لتسمين الخراف مساحتها دونمان كما توجد بئر وخزان للمياه ومغطس وبئر آخر قيد الاستثمار حالياً مكون من غرفتين للسكن وثالثة للمحرك كما توجد مدرسة ابتدائية.
وأشار الكراش إلى أن المحميات البيئية تسهم في رعاية العديد من أنواع الحيوانات والنباتات وتحميها من الانقراض إضافة إلى دورها في تنشيط السياحة الصحراوية موضحا أن مساحة المحميات الرعوية في محافظة الرقة تبلغ نحو 69710 هكتارات مزروعة نحو ثمانية ملايين غرسة رعوية من كافة الأنواع التي من شأنها أن تسهم في استقرار الحالة الرعوية للحيوانات البرية و منها رغل محلي ورغل أمريكي ورغل سوري والروثا الطبيعية والشيح.
يذكر أن مساحة المحميات الرعوية بمحافظة الرقة تشكل نحو 8 بالمئة من مساحة بادية المحافظة التي تبلغ نحو مليونين و107 ألاف هكتار وتشكل 12 بالمئة من مساحة البادية السورية.
المصدر: سانا