أكد الدكتور محمد مطر الكعبي مدير عام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف على أهمية تنمية الوعي البيئي لبناء الوطن في مواجهة التحديات البيئية على المستوى المحلي والدولي لكون التحدي البيئي أصبح هماً مشتركاً بين مختلف دول العالم ومجتمعاته، ونحن جزءاً من هذا العالم وعلينا أن نحافظ على بيئتنا ومواردنا واستقرارنا وأمننا بشكل مستدام لنا وللأجيال القادمة.
جاء ذلك خلال افتتاحه ورشتي العمل البيئي التي نظمتها إدارة التخطيط الاستراتيجي في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف شارك فيها عدداً كبيراً من موظفي الهيئة على مستوى الدولة ضمن إطار الخطة الإستراتيجية للهيئة وفي إطار تعزيز الوعي البيئي بين مختلف الكوادر البشرية للهيئة على مستوى الدولة، بالتنسيق مع جمعية أصدقاء البيئة. التي قدمهما سعادة المهندس عماد سعد المستشار البيئي للجمعية، الورشة الأولى يوم الاثنين 26 ديسمبر 2011 كانت بعنوان فلسفة الترشيد (ترشيد الطاقة والمياه وتقليل النفايات) أشار فيها إلى المخاطر البيئية الناجمة عن الإسراف في استهلاك الموارد الطبيعية، وأننا على شفا أزمة ائتمان بيئي عالمية كوننا نستخدم الموارد الطبيعية بشكل أسرع بكثير مما يمكن لكوكبنا توفيره. وفي دولة الإمارات فإننا لا نواجه خطر استهلاك قدر أكبر من الطاقة مما ننتج وحسب، بل إننا نسهم أيضاً في مشكلة التغير المناخي بسبب حرق كميات كبيرة من الوقود المستخرج من باطن الأرض. وإذا لم يتم تدارك الأمر، فسيكون لهذا بالتأكيد أثر كبير على دورة الحياة وعلى البيئات الساحلية والإرث الطبيعي للأجيال المقبلة. إن علينا التحرك الآن من أجل إيقاف تطور الأحداث بهذا الاتجاه، فالعيش في بلد سليم بيئياً هو حق كل طفل (إنسان) في الإمارات العربية المتحدة.
كما استعرض المحاضر أهم التحديات البيئية في إمارة ابوظبي ودولة الإمارات ومن أهمها رفع مستوى الوعي البيئي لمختلف شرائح المجتمع المحلي في مختلف المواضيع خصوصاً ذات العلاقة باستهلاك الموارد الطبيعية مثل الطاقة الكهربائية والمياه وإنتاج النفايات بكميات كبيرة، فدولة الإمارات تتربع على المركز الأول على مستوى العالم في استهلاك الطاقة والمياه وإنتاج النفايات وهذا مرده إلى خلل كبير في ثقافة الاستهلاك. وأن هناك جهوداً كبيرة تبذل لتعميم ثقافة الترشيد على مختلف الصعد حماية لبيئتنا وصحتنا وتوفيراً للموارد للأجيال القادمة.
أما الورشة الثانية فكانت يوم الأربعاء 28 ديسمبر 2011 بعنوان (قل لي ماذا تأكل اقل لك من أنت) ركز فيها المستشار سعد على أهمية اعتماد ثقافة غذائية متوازنة تضمن لنا حياة صحية قليلة الأمراض والأعباء الصحية، عبر إعادة النظر في عاداتنا الغذائية وتعديل أنماطنا الحياتية الخاطئة للوقاية من مخاطر الإصابة بأمراض قد تكون مميتة مثل السكري وأمراض القلب. فدولة الإمارات أيضاً لديها أعلى معدل للسمنة في منطقة الشرق الأوسط بسبب سيادة أنماط غذائية لم تكن موجودة من قبل وهي الوجبات السريعة، ما أدت إلى ارتفاع في نسبة البداية لدى الرجال والسيدات إلى حد 50 % وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، وهي نسبة مثيرة للقلق بسبب ارتباط مستويات البدانة بأمراض خطرة، مثل ارتفاع نسبة الكولسترول وضغط الدم والسكري وأمراض القلب.
وأضاف إن الاتجاه إلى الوجبات السريعة المثقلة بالكربوهيدرات والأملاح والدهون والسكر المعالج، فضلاً عن تبني عادات غذائية سيئة وغير صحية على حساب الصحة العامة، وراء ارتفاع تلك النسب إلى جانب العناصر المساعدة الأخرى.
وركز المهندس عماد سعد المستشار البيئي لجمعية أصدقاء البيئة على أهمية بناء ثقافة غذائية صحية تعتمد على كل ما هو مفيد للصحة العامة للإنسان على قاعدة العقل وليس على قاعدة الطيب واللذيذ.
كما أشار إلى خطورة سطوة الإعلانات التجارية الجذابة (المخادعة) ونبه إلى تجنيب أنفسنا وخصوصاً الأطفال ما تحمله هذه الإعلانات من مفردات جذابة ومغرية للطفل كي يقبل على فعل الشراء، على الرغم من لذة طعم تلك الوجبات السريعة وما يرافقها من مياه غازية وشيبس وخلاف ذلك وكلها خطيرة، بمعنى ليس كل ما هو طيب ولذيذ بالضرورة هو مفيد للجسم، بالتالي يجب أن نتعلم أن نأكل بعقولنا ولا نأكل بأفواهنا. أي أن نقوم بمقاربة بسيطة هل هذا الطعام أو ذاك مفيد لنا (بغض النظر على لذته أو طيبه) قبل أن نقدم على فعل الشراء والتهام الطعام. وعليه فمن الواجب والأهمية بمكان أن تعمل كافة الجهات المختصة على تعزيز ونشر ثقافة غذائية مستدامة بين مختلف فئات المجتمع المحلي بالإمارات وخصوصاً الأطفال، بما يضمن لنا وللأجيال القادمة حياة أفضل.
هذا وقد اتسمت ورشتي العمل البيئيتين بالتفاعل بين الحضور والمدرب بما يشير إلى أهمية الموضوع ورغبة المشاركين في معرفة كل ما هو مفيد لهم ولبيئتهم ولصحتهم العامة.