طالب الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية اليوم مؤتمر الامم المتحدة ال 17 حول المناخ في (ديربان) الذي سيبدأ اعماله غدا في جنوب افريقيا ب”ضرورة ترجمة الاقوال المعنية بحماية البيئة من تبعات التغيرات المناخية السلبية الى افعال ملموسة”.
وشدد الصندوق في بيان على ضرورة قيام الامم المتحدة بدور فعال للبحث عن حل لتلك الازمات اذ لم تتمكن دول العالم من تحقيق اهداف بروتوكول (كيوتو) مع حلول عام 2012 ما يجعل من الاهمية بمكان الاعداد لاتفاقية جديدة للغرض ذاته في الوقت الذي يستعد فيه المؤتمر الى وضع خطوات تنفيذ مقررات مؤتمر (كانكون) العام الماضي.
ويوضح الصندوق الحاجة الى مضاعفة الجهود المبذولة اذ انه الى جانب الوصول الى الحفاظ على معدل ارتفاع درجات حرارة الارض بدرجتين مئويتين مقارنة مع درجة حرارة الارض عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية فانه يجب ايضا ضم الدول النامية والاقتصادات الناشئة الى تلك الجهود.
ولفت البيان الى اهمية تمويل صندوق معالجة التداعيات السلبية للمتغيرات المناخية والمعروف باسم الصندوق الاخضر لاسيما ان المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم.
واستذكر الصندوق الدولي الذي يتخذ من جنيف مقرا له اتفاق 193 دولة في قمة (ريو دي جانيرو) عام 1992 على دعم اتفاقية حماية المناخ التابعة للامم المتحدة التي افضت بعد خمس سنوات الى (بروتوكول كيوتو) ودخلت حيز التنفيذ عام 2005 وكانت اول وثيقة ملزمة للدول الموقعة.
وانتقد البيان غياب ما وصفها ب “نقاط مهمة مثل كيفية وآليات الحماية من التبعات السلبية للتغيرات المناخية ومن سيقوم بسداد تكاليف هذه البرامج” وهو ما حاول مؤتمر (بالي) 2007 معالجتها مجددا بالزام اكبر عدد ممكن من الدول الصناعية بتقليل نسبة الانبعاثات الصادرة عنها ودعم الدول النامية بالمال والتقنية اللازمين لتحقيق هذا الهدف.
الا ان غياب الالتزام الجاد بتحقيق تلك المبادئ دعا الى قمة اخرى استضافتها العاصمة الدنماركية كوبنهاغن عام 2009 في محاولة لتجديد التزام الدول بما تعهدت به في جزيرة بالي الاندونيسية الا ان اكثر من 130 رئيس دولة وحكومة قد فشلوا في التوصل الى هذا الهدف.
ويعزو خبراء الصندوق هذا الفشل الى الافتقار الى الارادة السياسية من الدول الصناعية الكبرى للوفاء بابسط التزاماتها نحو حماية البيئة والمناخ وعدم قدرة تلك الدول على تقديم التوعية الاعلامية اللازمة بخطورة الوضع ما ادى الى اتساع الهوة بين تطلعات العالم والواقع الذي يتزداد سوءا.
