بدأت هيئة البيئة بأبوظبي بتفعيل الخطط الإدارية لمحمية المها العربية، وتوفير الاحتياجات الفنية والتقنية لإدارتها تبعاً للمعايير والإجراءات الدولية في هذا الخصوص.
وأوضحت رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة أبوظبي، أن الهيئة تقوم في المرحلة الحالية بجمع المعلومات الإيكولوجية والاجتماعية والقانونية لمحمية المها العربية في أم الزمول، وذلك بهدف تطوير الخطة الإدارية الأولية والأهداف العملية للمحمية، وبحيث تكون هذه الخطة المرجع الإداري المعتمد في إدارة العمليات اليومية والنشاطات الإنسانية داخل المحمية.
وقالت لـ”الاتحاد”، إن الهيئة مع نهاية العام الماضي قامت بنقل وإطلاق ما يقارب الـ 100 رأس إلى المحمية لتختلط مع القطيع الذي تم إطلاقه في عام 2007.
ومع بداية العام الحالي، قامت الهيئة أيضاً بنقل ما يقارب الـ 75 رأساً أخرى ليتم تجهيزها وإطلاقها إلى المحمية خلال موسم الشتاء المقبل.
وبشأن مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لإعادة توطين المها العربية في الأردن، أكدت المبارك أن الهيئة تقوم حالياً وبالتنسيق مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة على تفعيل المشروع وتنفيذ النشاطات المتبقية والتي تشمل بشكل أساسي نقل المجموعتين الثانية والثالثة وعدد كل منها 20 رأساً إلى الأردن، إضافة إلى الاستمرار في تنفيذ نشاطات التوعية والدعم الاجتماعي للمشروع.
كما يقوم فريق المشروع في الأردن بمتابعة المها بشكل يومي، والتأكد من سلامة القطيع وحالته الصحية حتى يكون جاهزاً لإطلاقه بشكل نهائي إلى البرية.
يشار إلى أن أي مجموعة يتم إطلاقها تخضع للتحصين وإجراء الفحوص البيطرية لها، وتوضع في منطقة الحجر البيطري حسب متطلبات النقل للتأكد من خلوها من الأمراض، واستصدار التصاريح الخاصة بالنقل.
ويأتي إطلاق المها العربية في منطقة وادي رم بالأردن في إطار مشروع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي يسعى لتوطين المها العربية في دولة الإمارات وفي مناطقها الأخرى، بدءاً بوادي رم الذي يعتبر من أهم المناطق التاريخية للمها العربية، على أن يمتد المشروع في المراحل القادمة ليشمل العراق وسوريا واليمن.
ويهدف المشروع إلى إعادة توطين المها العربية في مجموعات ترعى بشكل حر في بيئات ومناطق انتشارها التاريخية المعروفة، كما أنه يرسخ أي نشاطات أخرى تتعلق بموضوع المها العربية من الناحيتين البيئية والثقافية والمحافظة على بيئات المها الطبيعية.
يذكر أن مشروع إعادة توطين المها العربية بدأ في عام 2007 بإطلاق أول مجموعة من المها العربية في محمية المها العربية بمنطقة أم الزمول، وقد تم تسجيل العديد من مؤشرات النجاح للمشروع كنسبة الولادات وطريقة انتشار القطيع في المحمية وانخفاض معدلات النفوق.
وأوضحت الأمين العام لهيئة البيئة أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي من الدول الموقعة على اتفاقية التنوع البيولوجي التي تتطلب من الدول الأعضاء إنشاء نظام للمناطق المحمية للحفاظ على التنوع البيولوجي، ووضع مبادئ توجيهية لاختيار وإنشاء وإدارة المناطق المحمية، وكذلك لتعزيز النظام الإيكولوجي والموائل الطبيعية والحفاظ على الأنواع. وكجزء من التزامها في المحافظة على الموارد الطبيعية والنظم البيئية والحياة البرية وموائل الحياة البرية، تم تكليف الهيئة بإنشاء وإدارة المناطق البرية والبحرية المحمية في إمارة أبوظبي.
وقالت إن الإدارة البيئية الفعالة للمناطق البحرية والساحلية في إمارة أبوظبي تعتبر المفتاح للحفاظ على تنوعها الطبيعي وتقديم الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية المستدامة للمقيمين في الإمارة. وتشكل مساحة المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي 13% من مساحة الإمارة والتي تضم محميات طبيعية برية وبحرية.
وستستمر الهيئة في جهود المحافظة على الأنواع المحلية المهددة بالانقراض مثل أبقار البحر “الأطوم” والسلاحف البحرية، فضلاً عن تعزيز ممارسات الصيد المستدام، ورصد ومراقبة الطيور والثدييات والزواحف التي تعيش في البيئة المحلية.
وأضافت أن العمل في مجال الحفاظ على التنوع البيولوجي لا يتضمن فقط إدارة المناطق المحمية، ولكنه يتضمن كذلك رفع مستوى الوعي والتركيز على دور الأفراد ومختلف فئات المجتمع في الحفاظ عليها.
فعلى سبيل المثال، تشرف الهيئة على إدارة جزيرة تقع ضمن محمية مروح البحرية للمحيط الحيوي تسمى جزيرة “بوطينة” والتي تضم أنواع فريدة من الشعاب المرجانية، وعدد كبيرة من سلاحف منقار الصقر المعرضة للخطر والتي تعتبر كذلك مأوى لأعلى كثافة من أبقار البحر في العالم.
وفي هذا الإطار، أوضحت المبارك أن الهيئة أطلقت حملة لتشجيع المواطنين والمقيمين للتصويت لصالح جزيرة بوطينة التي نجحت في الوصول إلى المرحلة النهائية للمسابقة العالمية لاختيار “عجائب الطبيعة السبع الجديدة”. وبالرغم من اعتزازنا بوصول جزيرة بوطينة للمرحلة النهائية من هذه المسابقة، إلا أن ما هو مهم أيضاً هو الحفاظ على أن تبقى بوطينة محمية طبيعية”.
صحيفة الاتحاد