تخطط المملكة لبناء مزرعة شمسية تبلغ قيمتها 300 مليون دولار من شأنها أن تولد ما يكفي من الكهرباء لتشغيل 40 ألف منزل. وفي إطار مساعي تأمين مستقبل المملكة المالي يمكن لاسم المملكة العربية السعودية أن يصبح قريبا مرادفا للطاقة المتجددة. حيث تحاول المملكة ربط مستقبلها بموارد طبيعية تتوافر لديها بكثرة، ألا وهي أشعة الشمس. وتخطط حكومة المملكة لاستثمار ما يصل إلى سبعة مليارات دولار في سبع محطات شمسية جديدة ومزرعتي رياح بنهاية العام، بهدف الحصول على 10 في المائة من طاقتها من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2023.
وتبذل أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جهودا طموحة لتنويع اقتصادها وتنشيط النمو، وذلك من خلال استثمار الأموال في مجال الطاقة المتجددة بين جهود أخرى. وتريد الحكومة السعودية ليس فقط إعادة تشكيل مزيج الطاقة في الداخل ولكن أيضا الظهور كقوة عالمية في مجال الطاقة النظيفة.
وفي الآونة الأخيرة أبرمت حكومة المملكة اتفاقا مع شركة أكوا باور ــ وهي شركة طاقة سعودية ــ لبناء مزرعة شمسية تبلغ قيمتها 300 مليون دولار في سكاكا شمال المملكة، التي ستعمل على تشغيل 40 ألف منزل. وقد تلقى المشروع عطاءات بأسعار منخفضة تصل إلى 2ــ3 سنتات لكل كيلوواط ساعة، أي أقل من تكلفة الكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري، وذلك وفقا لتركي الشهري رئيس برنامج المملكة للطاقة المتجددة.
وقد منح مكتب تنمية مشاريع الطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة السعودية أول مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في سكاكا إلى شركة أكوا باور القائمة في الرياض.
وقال خالد الفالح وزير الطاقة السعودي في بيان المشروع: “إن اتفاق تطوير المشروع البالغة طاقته 300 ميجاواط في سكاكا سيتم توقيعه مع “أكوا باور” ، مضيفا أن من المتوقع أن يشمل استثمارات رأسمالية من القطاع الخاص إجماليها نحو 300 مليون دولار وسيوفر فرص عمل لأكثر من 400 شخص”.
وقد أصبحت الظهران موطنا لمقر شركات الطاقة الأكثر تطورا والأكبر في العالم، وأصبحت تضم سلسلة من مختبرات البحوث ومراكز التدريب بل ملعبا للجولف. وما كان مجموعة من البلدات الصغيرة المشتتة أصبح الآن منطقة حضرية كبرى يسكنها نحو أربعة ملايين شخص.
ومن أهم بنود خطة ولي العهد لتحويل الاقتصاد السعودي إيجاد فرص عمل للشباب. كما ذكر الشهري أن جذب الاستثمار إلى قطاع غير موجود أساسا في المملكة يعني “إيجاد فرص عمل وإيجاد صناعات تحويلية”.
مكتب تنمية مشاريع الطاقة المتجددة التابع لوزارة الطاقة السعودية ذكر أن تاريخ التشغيل المتوقع للمحطة هو 2019، وقد تم إصدار طلب تقديم العروض لمشروع سكاكا في أبريل من العام الماضي، وقدمت ثمانية عطاءات من قبل اتحادات يقودها مطورو الطاقة المتجددة على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وقد انخفضت تكاليف تركيب هاتين التقنيتين وتشغيلهما بشكل كبير في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة. وهذا يعني أنه حتى في بلد يزخر بالنفط ويتوافر فيه بكثافة، تعتبر الطاقة المتجددة بديلا رخيصا ونظيفا للوقود الأحفوري التقليدي.
وتزيد المملكة ــ أكبر مصدر للنفط في العالم ــ من التركيز على مصادر الطاقة المتجددة لأنها تتطلع لتنويع الاقتصاد ومزيج الطاقة. ويوفر موقع المملكة ومناخها كثيرا من المواقع الواعدة لمزارع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ويستهدف “البرنامج الوطني للطاقة المتجددة” توليد 9.5 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2023 دعما لـ “رؤية 2030″، مع مستهدف مرحلي يبلغ 3.45 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2020.
ومن المعلومات عن المشروع:
1. سعر التعرفة الخاص بالمشروع سجل رقما قياسيا عالميا جديدا في قطاع الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وهو رقم سيعيد تشكيل خريطة قطاع الطاقة الشمسية لا على المستوى الإقليمي فحسب، بل عالميا.
2. سيقام المشروع على مساحة ستة كيلومترات.
3. أول مشروع ضمن المرحلة الأولى في برنامج خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة.
4. أول مشروع لـ “أكوا باور” في قطاع الطاقة المتجددة في المملكة.
كما صرح الوزير خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، أن “التوقيع على عقد إنشاء مشروع سكاكا للطاقة الشمسية بين شركة “أكوا باور” و”الشركة السعودية لشراء الطاقة” كأول مشروع من مشاريع برنامج خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة، يأتي تجسيدا حيا لـ “رؤية المملكة 2030”.
السعودية .. ومزرعة شمسية جديدة
د. هيثم باحيدرة
الاقتصادية