حث المتحدثون الرسميون المشاركون في /منتدى التقنية/ بالقمة العالمية لطاقة المستقبل 2011 منتجي الطاقة ومبتكري التكنولوجيا على تضافر جهودهم بغية الارتقاء إلى مستوى المتطلبات العالمية للطاقة على ضوء تزايد الطلب العالمي عليها والمستويات الحالية منها التي تعادل تشغيل 40 مصباح كهربائي باستمرار لكل إنسان على وجه الأرض. وألقى الخطاب الافتتاحي لجلسة المنتدى سارة أورتوين رئيسة شركة أبحاث التنقيب في إكسون موبيل الأمريكية.
وقالت أورتوين ان هذا هو الوقت المناسب والمكان الأمثل لمناقشة دور التكنولوجيا في مواجهة المتطلبات العالمية من الطاقة فالمجتمع الدولي يشهد بوادر تعافي وانتعاش كما أن السكان في مختلف أنحاء العالم يواصلون تطلعهم للوصول لمستوى حياة أفضل وهذا يعني أن الطلب العالمي على الطاقة سيستمر في النمو.
وأضافت أن الجيل الحالي يواجه تحديا من حيث الوفاء بالمتطلبات الأساسية من الطاقة للأجيال القادمة بطريقة تتسم بالمسؤولية الاقتصادية والبيئية مشيرة الى أن العالم يستخدم 15 مليار بي تي يو (وحدة حرارية بريطانية) من الطاقة في كل ثانية وهذا ما يعادل تشغيل 40 مصباح كهربائي باستمرار لكل إنسان يعيش في هذا الكوكب بمن فيهم 1.2 مليار إنسان على وجه الأرض لا يستخدمون الكهرباء كونها ليست بمتناول أيديهم.
وأوضحت في كلمتها إلى أن نمو الاقتصادات ونمو أعداد السكان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بزيادة معدل الطلب على الطاقة قائلة ان حقيقة معظم التقديرات الخاصة بحجم الطلب العالمي على الطاقة تشير الى أنه بحلول عام 2030 سيرتفع معدل استخدامنا للطاقة بنسبة 25 بالمئة مقارنه بحجم الكمية التي استخدمناها في عام 2005 وأنه حتى العام 2030 سيبقى 60 بالمائة من الطاقة المستخدمة مصدرها من قطاع النفط والغاز.
وأكدت أن إحراز تقدم في هذا المجال الهام يتطلب الاستمرار في تطوير كافة مصادر الوقود المتجددة وتحسين طريقة استهلاكنا للطاقة وتعاملنا مع التحديات البيئية.
وأضافت أن التكنولوجيا المتكاملة تلعب دورا هاما ومساويا لهذه الأهداف في التصدي لهذا التحدي فهي تعمل على رفع كفاءة الطاقة والتقليل من أثرها السلبي على البيئة كما يمكن لها أن تحسن مستوى السلامة وتمكنهم من الوصول لأشكال جديدة من الطاقة.
واستمع المشاركون خلال جلسة المبتكرين في منتدى تكنولوجيا القمة العالمي لطاقة المستقبل 2011 لنائب رئيس إيكوماجنيشن جنرال إليكتريك بأمريكا مارك فاشون الذي تضمن حديثه معلومات وإيضاحات غنية عن تكلفة تقنيات الطاقة المتجددة.
وقال فاشون ان هناك تصور سائد يتمثل بأن قيامهم بعملهم في مجال الطاقة المتجددة على الوجه الصحيح يكلف الكثير لكن بفضل ابتكارات التصميم والتقنية ليس عليهم الاختيار بين الأداء الاقتصادي والأداء البيئي بعد اليوم وقد اتضح لهم من خلال ابتكارات التصميم التي طوروها وطبقوها في جنرال الكتريك أنهم قاموا بتوفير فعلي بلغ 130 مليون دولار ويمكنهم ترجمة ذلك محققين توفير 840 مليون دولار من الوقود سنويا لعملائهم.
وأضاف أن التعاون وتشارك الأفكار والآراء عوامل جوهرية وحيوية لمستقبل صناعة الطاقة وأنه من خلال الشراكات الصحيحة ستزدهر الابتكارات في هذا المجال وأن الأمور الأساسية التي يجب وضعها نصب أعينهم دائما هي أن الطاقة النظيفة صناعة ستبقى مفتوحة الأفق أمام النمو.. والنجاح في هذا المجال يتجسد في قيادة الصناعة عن طريق الابتكارات والعمل في هذا المجال يعني بذل الجهود لتحقيق النمو ورفع سوية التنافسية والتقليل من الإنبعاثات الضارة وضمن هذا المسار يمكن للشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء أن تكون رابحة والقيام بالشراكات الصحيحة والفاعلة يمكن له أن يسرع من وتيرة تحقيق النتائج المرجوة.
واختتم فاشون حديثة بقوله / في حال أبقينا هذه الحقائق والاعتبارات في أذهاننا وعملنا بموجبها خلال هذه المرحلة الحاسمة التي يمر بها عالمنا فإن لدينا فرصة فريدة لدفع عجلة مستقبل الطاقة لخدمة الأجيال القادمة/.
وتضمن منتدى تكنولوجيا القمة العالمي لطاقة المستقبل 2011 جلسة نقاش تحت عنوان / قادة تكنولوجيا مستقبل الطاقة – أفكار المبدعين/ حضرها عدد من قياديي صناعة الطاقة المتجددة ورؤساء الشركات. وتم في المساء عقد جلسات نقاش حضرها مبدعين ومخترعين في مجال التقنيات الشمسية وتخزين الطاقة والوقود الحيوي والهيدروجين والشبكات الذكية والبحث والتعليم والتقاط وتخزين الكربون والطاقة النووية حيث ناقشوا معا التحديات والفرص التي تقدمها تقنيات الطاقة المتجددة الجديدة والمطورة.
وقالت سارة أورتوين حول الدور الفاعل الذي تلعبه أبوظبي بالنسبة لمستقبل الطاقة المتجددة انه يجب أن نحيي الرؤيا الثاقبة والبصيرة النافذة لقيادة أبوظبي مشيدة بنهجها التقدمي في هذا المجال الحيوي. وأكدت أن في أبوظبي تتمثل القوة الدافعة بالقيادة التي تعرف تماماً كيف تترجم الأقوال لأفعال وتجعل الأشياء تحدث وتترجم على أرض الواقع مشيرة الى أن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) والقمة العالمية لطاقة المستقبل إلا مثالين واضحين عن الطرق الإبداعية والتعاونية التي تضمن توازن مستقبل الطاقة.
أبوظبي – عماد سعد