أعلنت واشنطن عن تحقيق تقدم على طريق انهاء الخلافات مع بكين فيما يتعلق بسياسات المناخ في الوقت الذي تواصلت فيه محادثات الامم المتحدة في المكسيك بشأن مكافحة ارتفاع درجة حرارة الارض.
وكانت الولايات المتحدة والصين أكبر اقتصادين في العالم وأكبر مسببين للانبعاثات التي تؤدي الى ظاهرة الاحتباس الحراري قد تبادلتا الاتهامات بعدم التحرك لمكافحة ارتفاع درجة حرارة الارض عام 2010 وهو ما ساهم في المأزق الذي تشهده محادثات الامم المتحدة في كانكون التي تشارك فيها نحو 200 دولة.
وقال جوناثان بيرشينج رئيس الوفد الامريكي في محادثات كانكون في مؤتمر صحفي ضم الولايات المتحدة والصين “أعتقد أن النجاح هنا لن يحدث الا اذا تمكنا من التوصل الى اتفاق.”
واضاف “بذلنا كثيرا من الجهد في الشهر المنصرم للعمل من اجل حل القضايا محل الخلاف. أشعر أننا أحرزنا تقدما ويبقى أن نرى ما سيتكشف عنه هذا الاجتماع.”
وتجري محادثات كانكون في مجمع فندقي خاضع لاجراءات أمن مشددة مطل على البحر الكاريبي حيث تلوح من الشاطيء سفن حربية. ويسعى اجتماع كانكون لاحياء المفاوضات بعد ان فشلت قمة للامم المتحدة في كوبنهاجن في التوصل الى اتفاق ملزم.
وبدأت يوم الاثنين جولة جديدة من محادثات المناخ التي ترعاها الامم المتحدة على أمل التوصل الى اتفاق حول مجموعة من القضايا المثيرة للجدل التي تسبب انقساما بين الاقتصادات الغنية والاقتصادات الناشئة.
ويهدف المؤتمر الذي يستمر اسبوعين في منتجع كانكون الى الاتفاق على المبالغ والطرق اللازمة للحفاظ على الغابات المطيرة والاستعداد لارتفاع درجات الحرارة في العالم. كما أنه سيكون هناك سعي لاضفاء الصفة الرسمية على أهداف موجودة بالفعل للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وانتهت قمة كوبنهاجن التي عقدت في العام الماضي والتي كانت تهدف الى الاتفاق على معاهدة جديدة للمناخ باتفاق غير ملزم رفضته مجموعة من الدول النامية.
وهناك مواجهة قائمة خلال محادثات الامم المتحدة المستمرة منذ فترة طويلة بين أكبر بلدين متسببين في انبعاثات الغازات وهما الولايات المتحدة والصين اذ تطالب واشنطن بفرض قيود أكبر على الانبعاثات في الصين في تكرار لضغوط مماثلة على التجارة الحرة وحقوق الانسان.
وتريد الامم المتحدة من محادثات كانكون التوصل الى اتفاق بشأن ” صندوق أخضر” جديد يساعد الدول النامية ويساعد الفقراء على التكيف مع ارتفاع درجات حرارة الارض. كما ستسعى لاضفاء صبغة رسمية على أهداف قائمة بالفعل للحد من الانبعاثات المسببة للظاهرة التي تعرف أيضا باسم البيوت الزجاجية.
وكان رئيس الوفد الصيني سو وي أكثر تحفظا من نظيره الامريكي بشأن احراز تقدم.
وقال لرويترز “أجرينا حوارا صريحا للغاية ومنفتحا جدا مع اصدقائنا في الولايات المتحدة واعتقد ان الولايات المتحدة والصين تودان كثيرا مشاهدة نتائج طيبة في كانكون.”
والمناخ من بين عدة قضايا تختلف عليها الدولتان مثل التجارة وسعر الصرف. وهيمن على المحادثات التمهيدية للامم المتحدة التي عقدت في الصين في اكتوبر تشرين الاول نزاعات بين واشنطن وبكين.
وكرر بيرشينج رئيس الوفد الامريكي خلال المؤتمر الصحفي التزام الرئيس الامريكي باراك أوباما بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 17 في المئة مقارنة بمستويات عام 2005 وذلك بحلول عام 2020 رغم المكاسب التي حققها الجمهوريون المعارضون في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.
والهدف الرئيسي من المحادثات هو التوصل الى اتفاق أكثر صرامة لمحاربة التغير المناخي ليحل محل بروتوكول كيوتو الذي ينتهي عام 2012 .