يسعى المغرب من خلال تعبئة موارد الطاقة المتجددة إلى التحكم في الطلب على الطاقة وتعميم الولوج إليها، ووضع لأجل ذلك إستراتيجية تقوم على تنويع التنافسية في هذا المجال.
ويتوقع المغرب أن تصل قدرته على إنتاج الكهرباء من خلال استعمال الطاقة الشمسية إلى ألفي ميغاوات بحلول سنة 2020.
ولتحقيق هذا الهدف يتم إنجاز خمس محطات لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية، منها المحطة “نور ورزازات1” بقدرة 160 ميغاواتا مع ثلاث ساعات للتخزين باستثمار يقدر بسبعة مليارات درهم (حوالي 713 مليون دولار).
استثمارات
وتقدر استثمارات الوكالة المغربية للطاقة الشمسية سنة 2014 بـ392 مليون درهم (حوالي 39.9 مليون دولار)، ومن المتوقع أن تصل مع نهاية 2015 ما قدره ملياران و105 ملايين درهم (حوالي 214.4 مليون دولار)، فيما تعتزم الوكالة خلال سنة 2016 استثمار 846 مليون درهم (حوالي 86.1 مليون دولار).
واستنادا إلى وثيقة أعدتها وزارة الطاقة والمعادن والبيئة والماء فإنه سيتم تشغيل محطة “نور ورزازات1” أواخر السنة الحالية، وستنتج 480 غيغاواتا/ساعة سنويا، مما سيمكن من تفادي انبعاث 240 ألف طن من ثنائي أكسيد الكربون، فضلا عن استحداث ستين فرصة عمل مباشرة.
وحسب الوثيقة ذاتها، سيتم في سنة 2017 تشغيل المحطتين الشمسيتين “نور ورزازات2″ و”نور ورزازات3” اللتين سيتم إنجازهما باستثمار يقدر بـ17 مليار درهم (حوالي مليار وسبعمئة مليون دولار)، وسيمكن تشغيل المحطتين من تجنب انبعاث 522 ألف طن من ثنائي أكسيد الكربون، إلى جانب خلق مئتي فرصة عمل.
وفي تصريح للجزيرة نت قال عضو لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بالبرلمان أحمد صدقي إن المخطط الشمسي للمغرب -الذي يسعى إلى جعل الطاقات المتجددة تغطي لوحدها 42% من الطلب على الطاقة في أفق 2020- يجسد منعطفا حاسما في صيرورة سياسة المغرب بمجال الطاقة “وسيساهم في ترسيخ مكانته الرائدة في هذا المجال، فضلا عن كونه يجسد وفاءه بالتزاماته ذات الصلة باتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي”.
تحديات
وتقدم وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة عبد القادر أعمارة بعرض في البرلمان أوضح فيه أن من التحديات التي يرفعها المغرب خلال الفترة ما بين 2014 و2025 تسريع وتيرة استكمال المشاريع قيد الإنجاز بما يحقق الاستجابة للطلب المتصاعد على الطاقة، واستغلال مكامن الطاقة المتجددة المتوفرة.
وحسب صدقي، فإن هذا المشروع خيار إستراتيجي سيمكن من مواجهة الإشكال المتعلق بضعف المصادر الأحفورية للطاقة، وإقرار بدائل متجددة ونظيفة وصديقة للبيئة، كما أنه سيمكن من خفض التكلفة الإجمالية لإنتاج الطاقة من خلال التقليص من تبعية المغرب في هذا المجال.
وحول إمكانية نجاح المغرب في الوفاء بتعهداته بخصوص إنتاج ألفي ميغاوات بحلول سنة 2020 قال صدقي إن المخطط يتم تنزيله بخطى يبدو أنها ثابتة، ويظهر أن المؤشرات المرحلية تحققت وفق ما هو مبرمج.
من جانب آخر، لاحظ النائب البرلماني عن إقليم ورزازات عبد الله آيت شعيب أن الوتيرة التي تم بها إنجاز محطة نور1 بطيئة بالنظر إلى التقنيات المستعملة، والتي يمكن أن تصبح متجاوزة في غضون سنة أو سنتين بحكم التطورات المتسارعة التي تعرفها تكنولوجيا الطاقة.
ويتوقع مراقبون أن المغرب يصبح فاعلا مرجعيا على مستوى الطاقة الشمسية إذا نجح في هذا المجال، مما سيساهم في تطوير برامج التكوين والتخصص التقني والبحث والتطوير وتأهيل الصناعة المرتبطة بالطاقة الشمسية المندمجة.
المصدر : الجزيرة