أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي، وبدعم من شركة أبوظبي للمطارات “أداك”، حملة للتوعية البيئية تحمل شعار “أغلق..أطفئ” وتتألف هذه الحملة من عناصر جديدة ومبتكرة تدور حول كيفية ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وتستهدف ما يزيد عن 11 مليون شخص في العام الواحد من المسافرين عبر مطار أبوظبي الدولي سواء كانوا من المواطنين أو الزوار أو المقيمين.
وتهدف الحملة إلى زيادة وعي الجمهور بأهمية التقليل من استهلاك الطاقة والمياه وتوفير الفائض عن الحاجة بهدف الحفاظ على هذه الموارد الحيوية وذلك من خلال مجسّمات إبداعية ثلاثية الأبعاد ستكون متاحة للزوار والمسافرين على حدّ سواء في مطار أبوظبي على مدة عام كامل مثل المصباح الكهربائي الذي سيتم تركيبه عن مدخل المبنى رقم1 ، وصنبور المياه العملاق الموجود في المبنى رقم 3 للقادمين. وتدعو هذا المجسمات الجمهور إلى اتخاذ خطوات سهلة وإدخال تغييرات بسيطة على نمط حياتهم اليومية لإحداث توفير كبير في كمية المياه المستهلكة فضلا عن المساهمة بتقليل الإنبعاثات الكربونية.
وفي هذا الإطار، قال سعادة ماجد المنصوري، الأمين العام لهيئة البيئة-أبوظبي: ” يغفل الكثير منا عن أهمية استهلاك المياه والطاقة على قدر الحاجة، ونلاحظ أن هناك العديد ممن يتركون الأجهزة الكهربائية مضاءة وصنابير المياه مفتوحة بالرغم من عدم استعمالهم لها، الأمر الذي قد يهدر كماً هائلاً من المياه. ومن خلال هذه الحملة نوجه دعوة للجمهور للمساهمة معنا في إيقاف ذلك الهدر في الطاقة واستهلاك المياه، مما سيكون له تأثير إيجابي في التقليل من الإنبعاثات الكربونية والحد من التغير المناخي. وأضاف “لقد آن الأوان لنعمل معنا على توفير بيئة صحية نظيفة وآمنة لأطفالنا، مؤكدا على الأثر الإيجابي الذي سينعكس على بيئتنا على المدى الطويل.”
وبهذا الخصوص صرح سعادة خليفة محمد المزروعي، رئيس شركة أبوظبي للمطارات (أداك) قائلاً: إن دعم هذه الحملة الوطنية الهادفة تعد خطوة هامة نحو تعزيز مفهوم الشراكة الايجابية في العمل وتعميق مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى المؤسسات والجهات الحكومية من أجل حماية الموارد البيئية لإمارة أبوظبي والحفاظ على مصادر الطاقة والمياه من أجل الأجيال القادمة. ليس هذا فحسب، لكن الحملة الوطنية التي تطلقها هيئة البيئة في ابوظبي بمطار العاصمة سيساهم بشكل كبير في دعم خطط الإمارة وتحقيق أهداف الرؤية الطموحة لاقتصاد ابوظبي 2030.
يذكر أنه وفقاً للخطة الإستراتيجية لإدارة موارد المياه بإمارة أبوظبي، والتي أصدرتها الهيئة في عام 2009، فإن معدل الاستهلاك اليومي للمياه في دولة الإمارات العربية المتحدة يعدّ من أعلى معدلات الاستهلاك في العالم. وتتسم طبيعة الإمارة بأمطار شحيحة تقل معدلاتها السنوية عن 100 ملم، لكنها تعتمد على مياه البحر كمصدر أساسي، حيث تتم تحلية هذه المياه لتصبح قابلة للاستخدام، الأمر الذي ينعكس سلباً على البيئة نتيجة استهلاك كمية هائلة من الطاقة لإتمام عمليات التحلية هذه، بالإضافة إلى إعادة ضخّ الملح الفائض إلى البحر ثانية، مما يؤذي الكائنات البحرية في الدولة. لذلك، فإن اتخاذ خطوات بسيطة مثل الاستحمام السريع، يساعد على توفير الطاقة بما يصل إلى أربع مرات.
كما تشير الخطة الإستراتيجية، إلى أنه وبسبب عملية تحليه المياه تنبعث كمية تقدر بـ 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، ولهذا فإن خطوات بسيطة مثل إطفاء الإنارة عندما لا تكون في الغرفة أو إطفاء الكمبيوتر عندما لا يكون قيد الاستعمال، أمور كفيلة بتوفير مئات الكيلوغرامات من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً. هذا وستكون المجسمات الإبداعية ثلاثية الأبعاد متاحة للزوار والمسافرين على حد سواء، ومن المقرر أن تستمر هذه الحملة لمدة عام كامل.
عماد سعد – أبوظبي