أمام النقص الحاد للموارد المائية بعموم الوطن العربي وفي أفق تشخيص دقيق للوضعية المائية وما يستوجب من سياسات استباقية تتفادى الكارثة المحتملة في السنوات القليلة القادمة ، يقارب المنتدى للمنتدى العربي للبيئة والتنمية(أفد) في طبعته الثالثة ببيروت خلال مؤتمره السنوي بداية نوفمبر القادم 2010 الكارثة المائية المقبلة على البلدان العربية.
وسيشهد المؤتمر اطلاق اهم وادق تقرير أعده المنتدى عن المياه والذي يركز على الحاجة الملحة إلى إدارة مستدامة لهذا المورد المتناقص.
ويفيد الدكتور محمد العشري محرر التقرير والرئيس السابق لمرفق البيئة العالمي، مستعرضا مصادر المياه العذبة المتوافرة مع الطلب المتزايد، أن المنطقة العربية تعد من أفقر مناطق العالم في المياه، ومن المتوقع أن يصل معدل حصة الفرد خلال سنوات قليلة إلى أدنى درجات الفقر المائي الحاد نتيجة زيادة السكان وتضاؤل الامدادات.
سيواجه العرب ، بحلول سنة 2015، وضعية “ندرة المياه الحادة”، ينبه التقرير ، إذ تنخفض الحصة السنوية من المياه للفرد إلى أقل من 500 متر مكعب.في حين أن المعدل العالمي يتجاوز 6000 متر مكعب للفرد أي ان صحة الفرد تقل أكثر من 10 مرات عن المعدل العالمي.
ويقع ثلث المصادر المائية في العالم العربي، خارج حدود المنطقة، يتم استنزافها بأقصى الحدود. وبذلك يزداد الطلب مقابل تناقص الموارد ويصبح من الضروري والملح تطبيق الاستخدام الرشيد لموارد المياه وتطوير موارد جديدة كالتكنولوجيات المبتكرة لتحلية المياه.
وفي نفس السياق أكد أمين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب “ان المنتدى سيطلق خلال المؤتمر دليلاً عملياً حول كفاءة استخدام المياه في الصناعة والمكاتب والمنازل في العالم العربي، تعمل على إعداده مجموعة من كبار الاختصاصيين. وهذا هو الدليل الأول من نوعه الذي يتم تطويره خصيصاً للمنطقة العربية”.
وسيقدم الدكتور فاروق الباز مدير مركز علوم الفضاء في جامعة بوسطن، خلال أحد أبرز جلسات المؤتمر ، عرضاً مثيراً حول تحديد المواقع المحتملة للمياه الجوفية في الصحراء بواسطة الأقمار الاصطناعية.
وستعقد خلال المؤتمر جلسة رفيعة المستوى، يتحدث فيها بعض كبار المسؤولين والوزراء، لمناقشة المشاركة العربية في قمة المناخ في كانكون (المكسيك) بين 29 تشرين الثاني (نوفمبر) و10 كانون الأول (ديسمبر) 2010. وستناقش الجلسة ورقة شاملة أعدها المنتدى حول سبل المساهمة العربية الايجابية للتوصل إلى اتفاقات عملية في كانكون.
يشار أن المؤتمر سيعرف مشاركة أكثر من 30 وزيراً ورئيس منظمة اقليمية ودولية بالاضافة إلى كبار الخبراء والباحثين ومن بينهم وزير البيئة الأردني حازم ملحس ووزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري التونسي عبدالسلام منصور ووزير الطاقة والموارد المائية اللبناني جبران باسيل ورئيس وزراء الأردن السابق عدنان بدران والمدير العام للمركز الدولي للزراعات الملحية شوقي البرغوثي وأسماء القاسمي مديرة الأكاديمية العربية للمياه ورئيس المجلس العربي للمياه ووزير الموارد المائية والري المصري السابق محمود أبو زيد.
ويذكر أن صندوق أوبك للتنمية الدولية “أوفيد”، يرعى المؤتمر بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) بالاضافة إلى رعاية من مؤسسات بينها البنك الاسلامي للتنمية والخرافي الوطنية وبتروفاك والتركي للبيئة و”آمسي” للحلول التربوية وجنرال الكتريك وشركة نفط الهلال وآفيردا لادارة النفايات وأرامكس و”ويبر شاندويك” للعلاقات العامة، إلى جانب مجموعة كبيرة من وسائل الاعلام العربية.
محمد التفراوتي