أثارت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي تناشد بتقليل أو عدم إطلاق الألعاب النارية في عشية عيد الربيع التقليدي الذي سيصادف يوم 19 من الشهر الحالي، أثارت جدلا واسعا في الصين.
ووضعت الألعاب النارية الشعب الصيني في مأزق حرج، حيث أثارت لدى العديد مقارنة بين حماية البيئة أو الحفاظ على التقاليد؟ ما يعد خيارا صعبا أمام المواطنين الصينيين بينما يستعدون لإطلاق الألعاب النارية استقبالا لعيد الربيع المرتقب.
ويعتبر عيد الربيع أهم عطلة بالنسبة للصينيين، حيث من عاداتهم أن يطلقوا الألعاب النارية والمفرقعات خلال العطلة وخاصة في عشية رأس السنة الجديدة حسب التقويم القمري لتوديع العام المنصرم والترحيب بالعام الجديد، استنادا إلى أسطورة تقول أن دوي انفجار المفرقعات يمكنه درء الشر والحظ السيء.
وتشكل الألعاب النارية جزءا لا يتجزأ من عادات وتقاليد عيد الربيع الصيني من منظور الكثير من المواطنيين الصينيين، كما وصف بعض مستخدمي الإنترنت “إن عيد الربيع بدون ألعاب نارية ليس عيد ربيع بكل معنى الكلمة”.
إلا أن هذا التقليد تعرض لانتقادات وشكاو في السنوات الأخيرة جراء تداعياته السلبية على البيئة بسبب الغبار وأكسيد الكبريت والجزيئات الصغيرة العالقة الناجمة عن الفرقعة،علاوة على مخاطر وأضرار الإصابة بجروح بسبب الشظايا.
اشتدت الأصوات المناهضة لإطلاق الألعاب النارية في الوقت الذي تعاني فيه الصين من تلوث الهواء على نطاق واسع، حيث أفاد البيان الرسمي الصادر عن وزارة البيئة الصينية بأن نحو 90 بالمئة من المدن الصينية لم تحقق معايير جودة الهواء في عام 2014.
هل سيظهر المشهد الساخر الذي نطلق فيه الألعاب النارية ونحن نرتدي الكمامات في الوقت ذاته؟ طرح مستخدمو الإنترنت هذا السؤال, معبرين عن أشواقهم لمساء صاف مرصع بالنجوم.
لكن يبدو أن الجدل قد وصل إلى حل وسط, حينما بادر رجل من مقاطعة خنان بوسط الصين بالقيام باختراع جديد يسمح بتحقيق الهدفين في آن واحد.
اخترع وانغ شينمينغ الذي يعمل موظفا في شركة للنفط ألعابا نارية جديدة غير ملوثة للهواء، من أجل المساعدة على حماية البيئة والتمتع بسرور وجمال إطلاق الألعاب النارية في احتفالات عيد الربيع.
قال وانغ البالغ من العمر 29 عاما إن اختراعه ليس مدعوما بالمتفجرات أو الكهرباء.
سلط وانغ الضوء على كيفية عمل اختراعه الذي تم الموافقة على براءته شهر يوليو العام الماضي، والذي يستخدم تجويفا مغلقا في الألعاب النارية يمكن أن يحقن بالهواء، حيث كل ما يحتاجه المستخدمون مجرد الضغط على الزر ليفتح التجويف المغلق فتحة صغيرة على الفور،من خلالها يتم تفريغ الهواء المضغوط ما ينتج صوت انفجار.
وقال وانغ “إن هذه الألعاب النارية المبتكرة أجمل من الألعاب النارية العادية”. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للألعاب النارية الجديدة أن تطلق رذاذا وحتى عطرا حسب رغبة المستهلكين.
تعهد وانغ بأن هذه الألعاب النارية آمنة وصديقة للبيئة. ورغم أن الاختراع لم يتم إنتاجه بكمية كبيرة، يرى وانغ أن هناك إمكانية كبيرة له في السوق.
وصرح وانغ أن الإنتاج يتم بشكل رئيسي من البلاستيك، مع تكلفة تصنيع تبلغ نحو 150 يوانا لكل وحدة ( حوالي 25 دولارا أمريكيا)، قائلا : “قد يكون السعر مرتفعا بعض الشيء ، لكن هذا المنتج يمكن إعادة استخدامه.”
وأشار تشن ينغ، باحث في معهد الدراسات الحضرية والبيئية التابعة لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية, إلى وجود بعض طرق للاحتفال بالعيد قد يكون لها تأثير كبير على البيئة، وإذا يمكن إنتاج كميات كبيرة من الألعاب النارية التي اخترعها وانغ, من المتوقع أن تتوفر وسيلة أخرى لمكافحة تفاقم حالة الضباب الدخاني وتلوث البيئة.
/مصدر: شينخوا/