كشفت “هيئة أبوظبي للسياحة” عن خطة عمل موسعة لتحقيق تخفيض ملموس ومستدام في مستويات استهلاك القطاع من الطاقة والمياه، وتقليل مخلفات الأنشطة السياحية بحلول نهاية العام 2010. وتسعى الهيئة إلى ترشيد استهلاك الطاقة بنسبة 10٪، والمياه بنسبة 20 ٪ وتقليل حجم المخلفات بنسبة 20٪ خلال العام المقبل، وذلك في إطار نظامها لإدارة البيئة والصحة والسلامة، الذي يعتبر الأول من نوعه في صناعة السياحة ويُغطي كافة جوانب نشاط القطاع في الإمارة.
وقال ناصر الريامي، مدير إدارة المعايير السياحية في “هيئة أبوظبي للسياحة”: “نضع نصب أعيننا أهدافاً محددة نسعى من خلالها إلى تحسين الأداء البيئي للمنشآت الفندقية في الإمارة، بحيث تتماشى، إن لم تتفوق، على أرقى مرافق الضيافة الملتزمة بالممارسات المستدامة في العالم”.
وحرصت الهيئة على تنظيم سلسلة من الندوات وورش العمل لتسليط الضوء على مبادراتها البيئية، ومساعدة شركائها من الجهات العاملة والمعنية بصناعة السياحة، والفنادق بصفة خاصة، على بدء تطبيق البرامج الرامية لتحقيق مستويات الترشيد المقرر إنجازها خلال العام 2010. وركزت ورش العمل على نظام الهيئة لإدارة البيئة والصحة والسلامة في قطاع السياحة، وكيف يمكن للمنشآت تطوير نظم داخلية خاص بها، ومناهج مراجعة أدائها في هذا المجال.
وأوضح الريامي: “حظيت المبادرة بإقبال أكثر من 130 مندوباً من 113 من الفنادق والشقق الفندقية في الإمارة، والذين رحبوا بالمشروع باعتباره استثماراً كبيراً في مستقبل القطاع الفندقي”. وأضاف: “تغطي النظم التقليدية منشأة أو مؤسسة واحدة، ولكن مبادرتنا تشمل جميع القضايا البيئية، وجوانب الصحة والسلامة في الفنادق والشقق الفندقية وشركات السياحة في الإمارة التي يتحتم عليها أيضاً تطوير أنظمتها الخاصة”.
وبيّن الريامي: “تساعد هذه المبادرة “هيئة أبوظبي للسياحة” على الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في مرسوم المجلس التنفيذي حول البيئة والصحة والسلامة الصادر خلال شهر يونيو 2009، كما أنه يُمهد لتحقيق رؤيتنا الرامية لرسم ملامح وجهة مميزة ومستدامة. وندرك مسؤولية الهيئة تجاه حكومة الإمارة والمجتمع لضمان استدامة صناعة السياحة”.
وقد تعهدت “هيئة أبوظبي للسياحة” بتقديم الدعم للقطاع خلال جميع مراحل تطبيق النظام، وقال الريامي: “سنوفر ورش عمل تدريبية مدعومة لمساعدتها على تطوير أنظمتها الخاصة، والتي يستطيع مندوبو منشآت الضيافة حضورها برسوم رمزية”.
وأكد الريامي: “تُحقق متطلبات النظام نتائجاً إيجابية ملموسة لقطاع السياحة بأكمله من خلال الارتقاء بمعايير الممارسات، وترسيخ مكانة أبوظبي كوجهة تتمتع بالأمن والسلامة، وتوفر عوائد استثمارية عالية لمزودي الخدمات الفندقية عبر زيادة نشاطهم”.
ورحب شركاء الهيئة بالمبادرة، ووصفوها بالخطوة الهامة نحو تعزيز ريادة أبوظبي في صناعة السياحة العالمية. وقالت ايفا لويلا موراكا من “فيجن للشقق الفندقية”: “يكتسب نظام إدارة البيئة والصحة والسلامة أهمية استثنائية للقطاع، وهو نقلة كبيرة للمرافق الفندقية والمنشآت السياحية في أبوظبي تفتح آفاقاً واسعة للمضي قدماً نحو مستقبل أفضل”.
وأشار عدد من المشاركين في ورش العمل إلى أن قضايا البيئة والصحة والسلامة تتصدر اهتمامات نزلاء الفنادق حالياً، وأوضحت نيكول دوناتو من “بلاتينيوم للشقق الفندقية”: “استفدنا كثيراً من هذا البرنامج التدريبي. وأعرب عددٌ من نزلائنا عن قلقهم حيال التحديات البيئية، وغالباً ما يطرحون اقتراحات للتعامل معها، وهو ما يعكس أهمية التعاون المشترك من أجل استدامة البيئة، ودور هذه الممارسات في دفع عجلة عملياتنا”.
أبوظبي – عماد سعد