نفّذ ناشطون من الرابطة العالمية للناشطين، إندي-أكت، تحركاً سلميا خلال المؤتمر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفيد) يوم الخميس 19 نوفمبر 2009، لمطالبة الدول العربية بالمشاركة الفعّالة في محادثات الأمم المتحدة حول تغيّر المناخ في كوبنهاغن وتحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية لإنقاذ العالم العربي والكوكب من مصير مأساوي وعدم الانجرار وراء الدول العربية المعرقلة لمسار المفاوضات.
وفي تحرّك غير مسبوق، قام ناشطان من إندي-أكت برفع يافطة داخل المؤتمر وخلال جلسة الإفتتاح انتقدا فيها الدور المعرقل الذي تلعبه بعض الدول العربية المصدرة للنفط وخصوصا المملكة العربية السعودية في مفاوضات المناخ. وكُتب على اليافطة “العرب أكثر من بؤرة نفط” للإشارة بأن الموقف العربي الحالي يرتكز على حماية تجارة النفط بدل من حماية الشعب العربي من الآثار الكارثية لتغير المناخ. كما قام ناشطون آخرون بحمل يافطة أخرى على مدخل قاعة المؤتمر كُتب عليها “النفط لا يُشرب” مرتدين ملابس غطس في إشارة الى إثنين من آثار تغير المناخ المستقبلية واللتين هما ارتفاع مستويات البحار نتيجة ذوبان جليد القطبين ونقص كبير في المياه العذبة. كما قاموا بتوزيع مئات المناشير التي تشرح توقّعات الناشطين ومواطني الدول العربية من ممثّليهم في مفاوضات كوبنهاغن.
الوقود الأحفوري كالنفط والفحم هو المسبب الرئيسي لكارثة تغير المناخ، ولحل هذه المشكلة على دول العالم أن تخفف من إعتمادها على النفط كمصدر أساسي للطاقة والتحول الى الطاقة المتجددة. لذلك تعتبر المملكة العربية السعودية الحرب ضد تغير المناخ هي تهديد لتجارة النفط التي هي المصدر الإساسي لقوتها الإقتصادية والسياسية. وقال وائل حميدان، مدير حملة تغير المناخ في إندي-أكت، “النفط مورد محدود وثمين جدا وعلينا أن نحافظ على كل قطرة نفط من أجل الأجيال المقبلة. معظم المنتوجات التي نستعملها اليوم مصنوعة من مواد بترولية. إن حرقنا النفط كله الآن سوف نحرم الأجيال المقبلة من جميع هذه المنتوجات وندمر حضارة الإنسان بسبب تغير المناخ”.
وأظهر تقرير جديد لوكالة الطاقة الدولية بأن دول الأوبك سوف يتضاعف ربحها أربع مرات بين الآن وسنة 2030 حتى ولو قامت جميع الدول بتخفيض إنبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بالكمية الكافية لتفادي آثار تغير المناخ الكارثية. “لقد أوضح تقرير أفيد الذي أطلق اليوم بأن العالم العربي سوف يخسر اقتصاديا واجتماعيا الكثير من جراء تغير المناخ، ولن يستطيع أن يعوض نفط العالم كله هذه الخسارة”، ختم حميدان.
بيروت: عماد سعد