لم أتردد لحظة بالاستجابة لرسالة موقع الفنانة يارا صبري، التي تضمنت دعوة نبيلة للمشاركة والإعداد للحملة الأهلية للمحافظة على نظافة البلد، فهذه الحملة وإن كانت تتقاطع في أهدافها مع الكثير من نشاطات المجتمع الأهلي، إلا أنها تكتسب أهمية خاصة من خلال عدد من المعاني التي تميزها عن بقية النشاطات.
فهذه الحملة أطلقتها الفنانة يارا صبري من خلال موقعها الإلكتروني الذي يعرّف عن نفسه بأنه ” مجلة ثقافية مجتمعية فنية متنوعة”، ليخرج بذلك من إطار المواقع الشخصية التقليدية للفنانين التي تركز على شخص الفنان وأخباره الخاصة ورسائل معجبيه دون التركيز على دوره الاجتماعي وما يمكن أن يقدمه كإنسان أولاً وكشخص له شهرته وتأثيره الاجتماعي في خدمة المجتمع والصالح العام.
كما تتميز هذه الحملة أيضاً بمشاركة إعلامية من العديد من المواقع الإلكترونية السورية، التي تتنوع في اتجاهاتها، فمنها الإخبارية ومنها الاجتماعية والسياحية والقانونية، إضافة إلى عدد من المدونات الشخصية، وهذا ما يمنح الحملة طابعاً أهلياً متميزاً يتجلى بالمشاركة التطوعية من قبل أصحاب هذه المواقع بهدف إشهار الحملة وتحقيق أهدافها.
والأهم من ذلك جاءت الحملة لتؤكد أن كل شخص في المجتمع يمكنه أن يمتلك زمام المبادرة، دون الحاجة إلى جهات ممولة أو مؤسسات كبرى داعمة، وأن تغيير السلوك والظواهر الاجتماعية السلبية هي مسؤولية مشتركة، وهدف لا يمكن للجهات الحكومية أن تقوم به بمفردها دون تعاون وتضافر لجهود المجتمع المدني معها.
لقد حددت هذه الحملة أهدافها بمحاربة الظواهر السلبية التي تشوه جمال المدينة، والتي تدل على سلوك غير متحضر من قبل فاعليه، فرمي الاوساخ من نوافذ البيوت والسيارات على الشارع، وإلقاء المخلفات على الارصفة والطرق أوتركها في أماكن التنزه، وتشويه جدران المباني والمنشآت العامة بالرسوم والكتابة، هي أعمال لا يمكن أن تدل أبداً على سلوك سوي، بل على أمراض اجتماعية يجب محاربتها سواء بالعمل المجتمعي والتربوي أو بتشريع القوانين وفرض العقوبات الرادعة من قبل الجهات الحكومية المسؤولة.
نتوجه من خلال موقعنا برسالة إلى كل شاب وشابة، وإلى كل شخص في موقع المسؤولية، أن يساهم معنا في المحافظة على بيئة نظيفة جميلة، ويحارب معنا كل سلوك فردي أو جماعي يسيء إلى الشارع والممتلكات العامة.
فإذا كنت ترفض أن يكتب ولدك ويرسم على جدران منزلك من الداخل، فلا تفعل ذلك على الجدران الخارجية، وإذا كنت تسعد عندما تدخل بيتك وتجده نظيفاً وبراقاً تفوح منه الروائح الجميلة، فحافظ على سعادتك عندما تخرج إلى الشارع أو تجلس في حديقة عامة، تذكر دائماً أن هذه السعادة لن تكلفك الكثير.
زاهر هاشم
كلمة بوابة أجيال الإلكترونية ومرصد شبابنا
بمناسبة بدء الحملة الأهلية للمحافظة على نظافة البلد “خليها نضيفة متل الفل”