تعد الطاقة الشمسية من أكثر مصادر الطاقة الكهربائية من حيث الأمان والرخص إذا قورنت بتكلفة الكهرباء المنتجة بالطاقة البترولية أو الطاقة النووية. وأيضاً تعد من انظف مصادر الطاقة بالنسبة للبيئة لأنه لا ينتج عنها ملوثات تهدد صحة وسلامة الهواء والماء والتربة والنبات والحيوان وبالتالي لا يكون لها خطر على صحة وحياة الإنسان. وقد تحولت دول متقدمة إلى الطاقة الناتجة من الشمس والرياح لإنتاج الكهرباء؛ لما لها من ميزات إيجابية تفوق تلك في الطاقة النووية والطاقة النفطية (البترولية).
تولد الشمس طاقة رخيصة وآمنة ومتجددة لا تنضب بالاستخدام والاستهلاك، لكنها لا تتوفر لجميع دول العالم التي لا ترى الشمس إلا لساعات قليلة خلال النهار. أما المملكة فهي من اكثر دول العالم التي من الله عليها بنعمة الشمس على مدار العام، ولساعات طويلة في النهار، بل تتمتع بتضاريس منبسطة تساعد على الاستثمار في طاقة الرياح. ونستطيع الحصول على الطاقة الشمسية في المملكة حتى في الأيام الغائمة بنسبة اقل منها في الايام غير الغائمة.
ولقد استبشرنا خيراً بتوقيع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مذكرة تفاهم بين صندوق الاستثمارات العامة و«سوفت بنك» لإنشاء أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم لإنتاج «200 جيجاوات» في المملكة بتكلفة إجمالية تصل إلى 200 مليار دولار أمريكي، جيث سيبدأ العمل بالدراسات لتنفيذ هذا المشروع الأكبر على مستوى العالم بعد اكتمالها. والمتوقع أن ينجز المشروع العملاق للطاقة الشمسية بحلول عام 2030. توقيع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المذكرة بصفته رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة. وهذا بلا شك دليل على الاهتمام والتوجه المناسب للمملكة بالتحول الى الطاقة الشمسية لتقليص استهلاك البترول في توليد الطاقة الكهربائية. ويهدف مشروع الطاقة الشمسية العملاق إلى تحقيق خطة «الطاقة الشمسية:2030» والتي تنسجم مع رؤية المملكة 2030. ويعد هذا المشروع الطموح الأكبر في العالم في مجال الطاقة الشمسية، حيث سيوفر حوالي 100 الف وظيفة للمواطنين.
الإستثمار في الطاقة الشمسية النظيفة في المملكة أمر بالغ الأهمية لأنه سيوفر حوالي 25% من إنتاجها البترولي لسد الحاجة الداخلية، ومنها الحاجة المتزايدة لانتاج الطاقة الكهربائية. وبالرغم من التكلفة الأولية العالية لتأسيس المشروع إلا أنها منخفضة في المدى البعيد، بل يعتبر العائد الاستثماري في المشروع مغريا. ويتوقع المتخصصون في مجال الطاقة النفطية أن تزيد نسبة الحاجة للبترول التقليدي في المملكة لسد الحاجة الداخلية غير الكهربائية في مرحلة التحول ورؤية 2030. ولهذا ستوفر المملكة البترول المستهلك في انتاج الكهرباء لسد احتياجات محلية اخرى بعد التحول إلى الطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء في المملكة.
د. عبدالوهاب القحطاني
صحيفة اليوم السعودية