أفادت دراسة نشرت في مجلة “ذا لانسيت” الطبية بأن البالغين ممن يتمتعون بصحة جيدة ليسوا في حاجة لتناول حبوب غذائية مكملة من فيتامين “د”.
وتوصلت الدراسة إلى أن تلك الحبوب المكملة ليس لها تأثير مفيد على كثافة العظام، الذي يكون مؤشرا على وجود هشاشة العظام.
لكن الخبراء يقولون إنه يمكن الاعتماد أيضا على عوامل أخرى عديدة، ولا ينبغي أيضا التوقف عن تناول تلك الحبوب المكملة .
وعمل الباحثون من جامعة أوكلاند على تحليل 23 دراسة أجريت على ما يزيد عن أربعة آلاف شخص يتمتعون بصحة جيدة.
وتوصي الحكومة البريطانية بأن يتناول الأطفال إلى جانب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 سنة حبوبا غذائية مكملة.
و استعرض فريق البحث من نيوزيلندا نتائج تحاليل جميع التجارب العشوائية التي أجريت حتى شهر يوليو/تموز من عام 2012 والتي تعمل على فحص تأثيرات المكمل الغذائي لفيتامين “د” على كثافة العظام لدى البالغين الأصحاء.
وتناول المشاركون في هذه الدراسة تلك المكملات الغذائية على مدار ما يقرب من عامين.
ويقيس اختبار كثافة العظام مقدار قوتها، كما يعمل على قياس كمية المعادن الموجودة في أنحاء متفرقة من الجسم، وغالبا ما ينظر إلى ذلك على أنه مؤشر لقياس إمكانية الإصابة بهشاشة العظام، والذي قد يؤدي في النهاية إلى تزايد مخاطر الإصابة بكسور.
وأجريت تلك التجارب في عدد من الدول ضمت بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا وهولندا وفنلندا والنرويج.
وعلى الرغم من أن تلك الدراسات لم تتمكن من رصد أية فوائد تعود على الأشخاص الذين تناولوا فيتامين “د”، فإنها توصلت إلى أن هناك زيادة ذات أهمية –ولو بمقدار قليل- في كثافة العظام في عنق عظم الفخذ قريبا من مفصل الورك.
وطبقا للقائمين على الدراسة، من المستبعد أن يكون هذا التأثير قويا من الناحية الطبية.
توفير موارد
ويرى إيان ريد، كبير الباحثين في هذه الدراسة والأستاذ بجامعة أوكلاند، أن تلك النتائج أظهرت أن البالغين ممن يتمتعون بصحة جيدة لم يكونوا بحاجة لتناول المكملات الغذائية من فيتامين “د”.
وقال ريد: “تظهر البيانات التي قمنا بجمعها أن التركيز على توفير جرعات منخفضة من مكملات فيتامين “د” الغذائية فقط للأفراد الذين من المرجح أن يكونوا يعانون من نقص (في هذه الفيتامينات) قد يكون سببا في توفير موارد كبيرة أخرى من شأنها أن تستخدم في مجالات أخرى من الرعاية الصحية.”
وفي حديثه عن هذه الدراسة، يرى كليفورد جي روزين من معهد مين للأبحاث الطبية أن ما توصل إليه العلم حول تأثير فيتامين “د” يدعم النتائج التي جرى التوصل إليها لدى البالغين الأصحاء، لكن ذلك لا ينطبق على الجميع.
وقال روزين: “ليس لنا أن نجزم بأن مكملات فيتامين “د” الغذائية يمكنها أن تعمل على منع الإصابة بهشاشة العظام لدى البالغين الأصحاء. إلا أن الإبقاء على كميات من فيتامين “د” لدى كبار السن مع الإبقاء أيضا على كميات كافية من الكالسيوم في الغذاء يبقى هو الطريق الفعالة للوقاية من الإصابة بالكسور التي تحدث في منطقة الورك.”
وتنصح وزارة الصحة البريطانية حاليا بأن تكون هناك جرعة يومية من المكمل الغذائي لفيتامين “د” في 10 مايكروغرام تتناولها الحوامل والمرضعاتن ومن تتجاوز أعمارهم 65 عاما، بينما يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين ستة أشهر إلى خمسة أعوام لأن يتناولوا يوميا جرعات فيتامين تؤخذ عن طريق الفم تتراوح ما بين سبعة إلى ثمانية ونصف مايكروغرام.
عوامل إضافية
وأكدت لورا تريبكوفيتش، زميلة الأبحاث في قسم علوم التغذية بجامعة سري البريطانية، على أهمية الدراسة، إلا أنها قالت إنها محددة جدا.
وقالت تريبكوفيتش: “لم أستغرب من أنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى أي دليل على تأثير فيتامين “د” على كثافة العظام، لأن هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤدي إلى هشاشة العظام، ومنها الجينات والنظام الغذائي والبيئة. فمن الصعب ربط تلك المشكلة الصحية بفيتامين د.”
وأضافت تريبكوفيتش أن تناول المكملات الغذائية لفيتامين “د” لا يعد أمرا جيدا إذا لم يحافظ متناولوه على نظام غذائي صحي ومتوازن يحوي الكالسيوم، وما لم يمارسوا أيضا قدرا كافيا من التمارين الرياضية.
وقالت تريبكوفيتش إنه ينبغي للأفراد الذين يتمتعون بأفضل صحة أن يكونوا قادرين على امتصاص قدر كاف من فيتامين “د” بشكل طبيعي، وذلك من خلال التعرض لأشعة الشمس وتناول نظام غذائي معين.
لكنها اعتبرت أنه “إذا ما ساور القلق البعضَ حول مستويات فيتامين “د” لديهم، فسيكونون بحاجة لتناول أقراص تحوي فيتامينات متعددة. وإذا ما كنت تعاني من ألم في العظام أو العضلات، فينبغي عليك حينها أن تتوجه إلى طبيبك الممارس وتناقش ذلك الأمر معه.”
وتابعت “إلى جانب حصولنا على أغلب كميات فيتامين “د” من أشعة الشمس على بشرتنا، نجد ذلك النوع من الفيتامينات في أطعمة بعينها، مثل الأسماك الزيتية والبيض والحبوب التي يجري تناولها على طعام الإفطار.
إلا أن تناول جرعات زائدة من فيتامين “د” في شكل مكملات غذائية يمكن أن يكون ضارا، حيث يمكن لذلك أن يزيد من معدلات الكالسيوم في الجسم مما قد يؤثر على الكليتين.
وينصح الخبراء بعدم تناول ما يزيد على 25 ميكروغراما في اليوم.
bbc