أشارت دراسة علمية حديثة أجريت مؤخراً من قبل جمعية السرطان الأمريكية أن المشي ساعة يومياً يقلل من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة الحديثة التي نُشِرت في دورية أمراض السرطان، المؤشرات الحيوية والوقاية منها، هي واحدة من العديد من الدراسات التي تظهر مدة قوة تأثير أنماط حياتنا على مخاطر تعرضنا للإصابة بالأمراض.
وللتوصل لهذه النتيجة، قام فريق البحث بمتابعة ما يزيد عن 73,000 امرأة منذ العام 1992 – 1993، عندما كانت تتراوح أعمارهن ما بين ال50 و74 عاماً، ورصد مخاطر إصابتهم بسرطان الثدي خلال العام 2009.
وقاموا بسؤال النساء عن نوعية وطبيعة الأنشطة التي يقومن بها مثل المشي، الجري، السباحة، التنس، ركوب الدراجة، المشي السريع، وغيرها من الأنشطة الرياضية الأخرى، ومعدل ممارستهن لهذه الأنشطة.
بنهاية الدراسة، أصيبت 4760 امرأة بسرطان الثدي. وأظهرت الدراسة أن النساء اللاتي مارسن رياضة المشي فقط لمدة 7 ساعات أسبوعياً، انخفضت مخاطر إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة 14%، مقارنة بالنساء اللاتي يمارسن هذه الرياضة لمدة ثلاث ساعات أو أقل أسبوعياً.
كما توصلت الدراسة إلى أن النساء اللاتي يمارسن النشاط البدني لأكثر من 7 ساعات أسبوعياً أو يمارسن أنشطة بدنية أكثر قوة ونشاطاً انخفضت مخاطر إصابتهن بسرطان الثدي بنسبة وصلت إلى 25%، وذلك مقارنة بالنساء اللاتي يمارسن النشاط البدني لأقل من 7 ساعات أسبوعياً.
ولم تتأثر النتائج، حتى بعد أخذ المتغيرات، مثل مؤشر كتلة الجسم واستخدام هرمونات سن اليأس، بعين الاعتبار.
ولعل ما يثير الاهتمام أن متوسط الوقت الذي تقضيه المرأة جالسة، لا يرتبط بمخاطر إصابتها بسرطان الثدي، على الرغم من ارتباطه بزيادة حالات الوفاة، ومشاكل صحية أخرى كما أثبتت دراسات أخرى.
وتقول ألبا باتيل مؤلفة الدراسة “نتائجنا تدعم بوضوح وجود علاقة بين النشاط البدني وسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث، علماً بأن النشاط البدني الأكثر قوة له تأثير أكبر على خفض مخاطر الإصابة بالمرض.
وأضافت أن هذه النتائج ذات أهمية كبيرة، خاصة وأن الكثير من الأشخاص يرغبون في معرفة كمية النشاط التي ينبغي عليهم الانخراط فيها وممارستها للبقاء في حالة صحية جيدة.
وأكدت على أن المشي فقط لمدة ساعة واحدة في المتوسط يومياً، يمكنه أن يخفض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة بسيطة.
وتزداد نسبة انخفاض مخاطر الإصابة بالسرطان، عند ممارسة رياضات أو أنشطة شاقة أو ممارسة الأنشطة لفترات زمنية أطول”.
وتسلط نتائج الدراسة الضوء على فكرة أن المشي يعتبر طريقة غير مؤلمة لممارسة التمارين الرياضية، وفي الوقت نفسه له فوائد كبيرة على الحالة الصحية.
وأوضحت باتيل أنه على الرغم من أن الدراسة اعتمدت على عينة من النساء في فترة ما بعد انقطاع الطمث، لكن فوائد التمارين الرياضية تمتد مع المرء طيلة حياته، لذا من المهم للسيدات والفتيات الأصغر سنا النظر إلى ممارسة التمارين الرياضية على أنها جزء من البقاء في صحة جيدة في المستقبل.
وتنصح المبادي التوجيهية الصادرة من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC أن يقوم البالغون بممارسة التمارين والأنشطة الرياضية المعتدلة لمدة 150 دقيقة من الأنشطة المعتدلة أو 75 دقيقة من الأنشطة الشاقة والقوية أسبوعياً، جنباً إلى جنب مع ممارسة التمارين الخاصة بتقوية العضلات.
المجلة العلمية العربية