يطلق البعض على مرض ارتفاع ضغط الدم “بالقاتل الصامت”، كونه غالبا لا تصاحبه أعراض مرضية، ولكن قد تكون له مضاعفات خطيرة تؤدي إلى الوفاة، وبحسب التقديرات العالمية فإن الضغط يتسبب في وفاة 7 ملايين شخص سنويا في جميع أنحاء العالم، وتشير الإحصائيات التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى إن ما يقارب 1،2 مليار شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم في العالم.
وفي هذا السياق نصح الدكتور ماهر راشد من إدارة تعزيز الصحة والأمراض غير الانتقالية بالمجلس الأعلى للصحة مريض ارتفاع ضغط الدم أثناء شهر رمضان المبارك خلال فترة الصيام بالابتعاد عن التوتر والانفعالات النفسية، حيث إن هذا الشهر الفضيل شهر الروحانيات، كما ننصح باستشارة الطبيب المعالج لتحديد أفضل مواعيد لتناول العقاقير الخافضة لضغط الدم المرتفع.
الماء والنشاط البدني
وتابع نصائحه التي تهدف إلى تخفف إمكانية ارتفاع ضغط الدم قائلا” كما أنصحه بتناول قدر كاف من الماء من الإفطار وحتى السحور (من 6 إلى 8 أكواب)، وأخذ قسط وافر من الراحة، فليكن نومك فى حدود 8 ساعات يوميا، وتجنب النوم بعد الإفطار مباشرة أو بعد السحور مباشرة، وأعط جسمك الوقت الكافي لهضم الطعام”.
ولفت خلال نصائحة الى أهمية ممارسة النشاط البدني بعد الإفطار بوقت كاف (بعد الإفطار بساعتين تقريبا)، ويفضل ممارسة رياضة المشي لمدة 30 دقيقة يوميا، وكذلك جعل شهر رمضان المبارك فرصة للإقلاع عن التدخين، والتقليل من تناول منتجات الألبان المخزونة أو طويلة المدى لأن بها مواد تعمل على ارتفاع ضغط الدم، واستبدلها بالزبادي والأجبان الطازجة.
عنصر الصوديوم
وأشار الى أن خفض كمية الصوديوم في الطعام يساعد على التقليل من احتمالية ارتفاع ضغط الدم، موضحا الوصول إلى ذلك الهدف من خلال تتبع محتوى الصوديوم في الأطعمة التي تتناولها وذلك عن طريق قراءة ملصق الحقائق الغذائية الموجود على الأطعمة، وكذلك عدم الإفراط في استخدام ملح الطعام (حوالي 1 ملعقة صغيرة يوميا ).
بين أن استخدم بدائل الملح في تتبيل السلطة مثل استخدام الليمون والخل والتوابل يعد من الأمور التي تقلل نسبة الصوديوم في الطعام، فضلا عن تجنب الأطعمة المعلبة من لحوم أو الخضراوات والأسماك المجففة، وكذلك تجنب المخللات ورقائق البطاطا المملحة سواء في الإفطار أو السحور، في حين يفضل تناول طبق سلطة خضراء.
وأكد أن الوجبات السريعة غنية بعنصر الصوديوم، ناصحا بالابتعاد عن تناولها وكذلك عن تناول المشروبات الغازية والاستعاضة بالعصائر بدلا منها مثل العصائر الطبيعية والكركديه.
الافطار والسحور
وفيما يتعلق بالمكونات الضرورية التي يجب أن تحتويها وجبتي الإفطار والسحور لفت الى أهمية أن تحتوى وجبتي الإفطار والسحور على الخضراوات والفاكهة خاصة التي تحتوى البوتاسيوم والماغنسيوم مثل: الخس والبروكلى والفاصوليا الخضراء، وكذلك الفاكهة مثل المشمش والبرتقال والموز والتفاح والفراولة.
وأوضح أهمية خفض كمية الدهون المشبعة والكوليستيرول في الوجبات الرمضانية، مشيرا إلى إمكانية تحقيق ذلك عن طريق التقليل من تناول اللحوم الحمراء ويفضل تناولها مسلوقة أو مشوية بدلا من المقلية، وكذلك نزع الجلد عن الدواجن أثناء الطهي كما يفضل تناول صدر الدجاج (بدون جلد)، وكذلك تناول الأسماك الطازجة فهي الأفضل، ويفضل تناولها مشوية أفضل من المقلية، والتقليل من تناول الروبيان والمحار لاحتوائها على نسبة عالية من الكوليسترول.
وتابع قائلا” كما يجب التقليل من استخدام الدهون والزيوت في إعداد الطعام، والحرص على استخدام الدهون الصحية مثل زيت الزيتون وزيت الذرة”.
منتجات الألبان
ونصح الدكتور ماهر راشد بتناول منتجات الألبان قليلة الدسم، كما يفضل استبدال الحلويات بطبق فاكهة أو تناول الحلويات قليلة الدسم (التي يدخل في تصنيعها الحليب قليل الدسم).
وعرف الدكتور ماهر راشد ارتفاع ضغط الدم بمقدار المقاومة الطرفية للشرايين بالجسم، مشيرا الى امكانية التعرف عليه من خلال قيمتين الاولى هي مقدار ضغط الدم الانقباضي ويقاس عندما ينقبض القلب ليضخ الدم، أما القيمة الثانية فهي مقدار ضغط الدم الانبساطي عندما ينبسط القلب ليساعد على عودة الدم إلى القلب.
ولفت الى أن المتوسط الطبيعي لضغط الدم فهو إذا كان ضغط الدم أقل من أو يساوى 120/80 ملليمتر زئبقي فإن هذا الضغط يعتبر طبيعيا. أما إذا كان ضغط الدم لدى الشخص بين 120 /80 و139/89 ملليمتر زئبقي فإنه غير مصاب بارتفاع ضغط الدم ولكنه أكثر عرضة للإصابة به. اما في حالة إذا كان ضغط الدم يساوى أو أعلى من 140/90 مليمتر زئبقي فإن هذا الشخص مصاب بارتفاع ضغط الدم.
اما عن مسببات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، فأشار الى أن 90 % من حالات ارتفاع ضغط الدم لا يوجد لها سبب محدد وقد تؤدي الوراثة دورا هاما في الإصابة بالمرض، كما أن هناك بعض العوامل المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدم مثل التقدم في السن، والتدخين والإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل السكري والسمنة وارتفاع الكوليسترول بالدم وارتفاع حمض اليوريك بالدم وأورام الغدة الكظرية (الغدة فوق الكلوية) وتصلب الشرايين وتسمم الحمل.
وفيما يتعلق بأعراض ارتفاع ضغط الدم بين الدكتور ماهر راشد الى أن ارتفاع ضغط الدم لا تظهر أي أعراض مرضية على المصاب به إلا إذا حدثت له مضاعفات خطيرة، منوها بامكانية حدوث بعض الأعراض مثل الصداع المستمر والغثيان والقيء ومشاكل في الرؤية، مضيفا”ولكن تظل الوسيلة الوحيدة للتشخيص هي قياس ضغط الدم بواسطة جهاز قياس ضغط الدم”.
بوابة الشرق