عرف البشر الفطر الأسود منذ القدم، واستعملوه مادة غذائية أساسية، وأطلقوا عليه اسم اللحم النباتي نظراً الى غناه بالمواد البروتينية.
ويعتبر الفطر الأسود من أقدم الكائنات الحية التي وجدت على سطح الأرض، وهو ينمو برياً في الغابات والحقول وتحت الأشجار، وسمّاه الفراعنة غذاء الآلهة. وكان غذاء النبلاء والقادة عند الأغريق. أما الرومان فكانوا يستخدمونه في الأعياد والمناسبات. ويملك الفطر نكهة خاصة لا وجود لمثيلتها في الخضار الأخرى.
وعلى رغم أن الطبيعة تحفل بأنواع كثيرة جداً منه (حوالى 2000 نوع) إلا أن القليل القليل منها يمكن أكله (حوالى 200 نوع) من بينها 25 نوعاً تستعمل على نطاق تجاري واسع . ومن بين الأنواع المفيدة غذائياً وطبياً هناك الفطر الأسود الذي يستعمل كثيراً في الشرق الأقصى خصوصاً في الصين واليابان حيث
يستعمل على نطاق واسع في الطب الصيني التقليدي لما له من تأثيرات إيجابية على الدم، إلى درجة أن حكماء الصين أطلقوا عليه غذاء الصحة والجمال والحياة، أي أكسير الحياة. وإذا صدقنا الدكتور ديل هامر شميدت المختص في أمراض الدم بكلية طب ولاية مينيسوتا الأميركية فإن الفطر يستحق اللقب المذكور بجدارة.
وللدكتور شميدت قصة حقيقية مع الفطر الأسود الذي أختبره على نفسه ولمس مفعوله السريري عليه. فبعد أن أكل طبقاً عارماً اسمه مابودوفو الذي يتألف من هريسة الفاصولياء مع البهارات والفطر الأسود، فحص دمه، ولاحظ وجود تغيرات كبيرة في طريقة تحرك الصفيحات الدموية، إذ غدت هذه أقل ميلاً للالتصاق مع بعضها البعض، ما يعني أن الفطر الأسود يحتوي على مركبات تعمل على تمييع الدم، وبالتالي فهو يساهم في الوقاية من الجلطات الدموية القاتلة.
ووفقاً للدكتور شميدت فإن الصينيين يكثرون من أكل الأطعمة الغنية التي تقلل من قابلية الدم للتخثر، وهذا بالتالي ما يبرر قلة تعرضهم للأمراض القلبية الوعائية.
وإلى جانب فائدة الفطر الأسود في تمييع الدم ( وهذه الخاصية لا توجد في الأنواع الأخرى من الفطر)، ففيه أيضا فوائد أخرى هي:
– تثبيط نمو الخلايا السرطانية.
-خفض نسبة الكوليسترول العالية في الدم.
– ينشط الجسم وينفع في حالات فقر الدم والإرهاق ونقص المعادن في الجسم.
– يقوي من عمل المنظومة المناعية للجسم.
– يملك تأثيرات مضادة للميكروبات.
– يفيد في معالجة التهاب الكبد الفيروسي.
المصدر: دار الحياة