إذا كنت من المدخنين وقررت التوقف عن السيجارة، فلا شك في أنه قرار صائب مئة في المئة. ولكن القرار وحده لا يكفي، إذ لا بد من تنفيذه، فهناك كثيرون يتخذون قراراً بالتوقف عن التدخين في كل يوم، غير أن قراراتهم تذهب أدراج الرياح لعدم التزامهم بتنفيذها. ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن أربعة من أصل خمسة مدخنين يتخذون قرار الإقلاع عن التدخين، غير أن 5 في المئة من بينهم يذهب بقراره إلى النهاية.
لا يمكن في أي شكل من الأشكال إغفال عامل الإرادة الصلبة في عملية وقف التدخين، فهي تلعب دوراً محورياً في هذه العملية. وطبعاً هناك عوامل أخرى تساعد في تعزيز الإرادة الراسخة في التخلي عن عادة التدخين السيئة التي تسبب أمراضاً قاتلة ليس للمدخنين وحسب بل للمحيطين بهم. ومن بين العوامل التي تعين المدخنين في القول وداعاً للسيجارة وأمثالها، نذكر الأغذية التي تكبت الدافع إلى التدخين.
ومن الأغذية التي يمكن أن تثبط الشهية على التدخين، الشوفان الذي استعمل منذ زمن بعيد في الهند لمعالجة الإدمان على الأفيون، غير أن أحدهم لاحظ أن المرضى الذين تعافوا من براثن هذه المادة المخدرة فقدوا الاهتمام بالسيجارة، وبناء على هذه الملاحظة، قام الباحث س.ل. آناند من مستشفى راشيل في اسكتلندا بتجربة شملت مجموعة من المدخنين: قسم أعطي خلاصة الشوفان، والقسم الآخر أخذ دواء وهمياً، وبعد مضي شهر على هذا المنوال، وجـــد الباحــث أن الشهوة على السجائر تراجعت عند الذين أخذوا خــلاصة الشوفان مــقارنة بالآخــرين، وحتى بعد التوقف عن التجربة استمر كبت الشهية لمدة شهرين بعد التوقف عن تناول الشوفان.
ما هو السر؟ الدراسات التي أجريت على الفئران كشفت أن الشوفان يحتوي على مركب يظن أنه فعال في كبح الرغبة بالتدخين.
وينصح العلماء باعتماد الأطعمة القلوية لما لها من تأثير على صعيد هجر عادة التدخين كونها تجعل طعم السجائر أسوأ، مثل السبانخ والشمندر والزبيب وأوراق الهندباء البرية والفاصولياء اليابسة والتين والحليب ومشتقاته والخضروات، فقد تبين أن هذه الأطعمة تساعد على تدوير مادة النيكوتين الإدمانية، ما يحافظ على مستواها في الدم، وهذا ما يقلل من الحاجة الى هذه المادة، وبالتالي طلب السيجارة.
في المقابل، يجب الحذر من الأطعمة التي تزيد الحموضة في الجسم مثل اللحوم الحمراء والكبد والعدس اليابس والدجاج الأبيض والفول السوداني والخوخ والتوت البري والقهوة والكحول ورشيم القمح والبرقوق والبيض، فمثل هذه الأغذية تجعل البول أكثر حموضة دافعة إلى جرف مادة النيكوتين من الجسم، الأمر الذي يزيد من الرغبة في طلب السيجارة.
وللتعافي من آثار مادة النيكوتين على الجسم، ينصح بتناول الموز الغني بفيتامينات المجموعة ب التي تعتبر من أكثر الفيتامينات التي يدمرها التدخين في الجسم. كما أن الموز غني ببعض المعادن التي لها وزنها، ومن أهمها البوتاسيوم.
ولا يجب نسيان البندورة التي تولّد داخل الشخص شعوراً بكره التدخين ورائحته، وقد عزا بعض العلماء هذا النفور إلى احتواء الطماطم (وهي بالمناسبة تنتمي إلى عائلة نبتة التبغ نفسها) على حفنة من المواد الكيماوية التي توجد في السيجارة ولكن في شكل غير ضار.
يبقى السؤال: هل تستخدم علكة النيكوتين للإقلاع عن التدخين؟
إذا كان الجواب نعم، فمن الضروري الحذر من الأطعمة الحمضية، فهي يمكن ان تعطل مفعول العلكة، الأمر الذي يدفع إلى تدخين المزيد من السجائر بهدف الحصول على التركيز المناسب للنيكوتين في الدم. لذا ينصح بعدم استهلاك أغذية وأشربة تزيد من الحموضة في الجسم قبل استعمال العلكة بربع ساعة على الأقل، خصوصاً الأشربة الغازية والقهوة والعصائر والبيرة.
المصدر: جريدة الحياة