القلقاس بَقْلة زراعية خريفية موطنها الأصلي جنوب شرقي آسيا، ومنه انتشرت إلى منطقة المحيط الهندي، ثم إلى المناطق الحارة في أفريقيا وأميركا في عهد الإغريق والرومان، وشاعت زراعتها كثيراً في مصر في القرن الثاني عشر الميلادي. ويلزم لزراعة القلقاس تربة غنية طرية ورطبة.
ويسمّى القلقاس بأسماء أخرى، مثل آذان الفيل بسبب كِبَر أوراقه التي كثيراً ما تستعمل لغش الدخان. وفي بلدان المغرب العربي يطلقون على القلقاس اسم البطاطا القصبية، نظراً إلى تشابهه مع جذور القصب. وهي تسمية أقرب إلى الواقع من اسم القلقاس.
يُعتبر القلقاس غذاء أساسيّاً للملايين من الناس كبديل عن البطاطا، ويؤكل مسلوقاً أو مشويّاً أو مقليّاً، وتحضر منه أكلات عدة، ويصنع منه نوع من الكعك، وفي بعض البلدان يستفاد من أوراقه، مثل ورق السبانخ. ويستخرج من درنات القلقاس مقدار كبير من النشا.
ومما قال الأطباء العرب في القلقاس: إنه يسمن ويغذي ويفيد الصدر، ويثير الرغبة الجنسية، وفي حال دقه ووضعه على الأورام ينضجها، وإن أُحرق وذرّ على القروح أدملها. أما بذره وعصارة ورقه، فينفعان في الحصيات الكلوية والمثانية والإسهال.
أما من الناحية الصحية والغذائية فله المواصفات الآتية:
– يعتبر القلقاس من أهم مصادر سكر الأنولين والأوليغوفركتوز، وهما يصنَّفان ضمن السكاكر المعقدة المتخمرة التي لا تمتصها الأمعاء، ومن ميزات هذه السكاكر أنها صديقة للبكتيريا النافعة المعشعشة في دهاليز القولون، إذ إنها تساهم في تعزيز مكانة البكتيريا النافعة في مقابل البكتيريا الانتهازية الضارة، وهذا له أثر كبير في دعم صحة الأنبوب الهضمي، عدا هذا، فإن البكتيريا النافعة تنشط وتعمل على إنتاج سلسلة من الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة، التي تلعب دوراً في خفض مستوى الكوليسترول الكلي، خصوصاً السيئ في الدم، وكذلك في خفض مستوى الغليسيريدات الثلاثية.
– أشارت دراسات على الأصحاء إلى أن تـنـاول الـقلـقـاس مـن قـبل الأصــحـاء والـمـرضـى المصابين بداء السكري من النوع الثاني يرفع مستوى السكر في الدم في شكل خفيف.
– يرفع الأنولين والأوليغوفركتوز في شكل واضح من معدل امتصاص الكالسيوم والمغنيزيوم من قبل الأمعاء، ما يدعم الثروة المعدنية في العظام والأسنان.
– يحتوي القلقاس على طائفة من المعادن المهمة، من أهمها الحديد المضاد لفقر الدم، والبوتاسيوم الواقي من ارتفاع التوتر الشرياني، والفوسفور الضروري للعظام ولبناء الأنسجة وللمحافظة على حموضة الدم ضمن الحدود الطبيعية.
– القلقاس مصدر لعدد من الفيتامينات، مثل ب1، الذي يشارك في إنـتاج الـطـاقـة مـن الـسكـّريـات، وفي تـنشـيط الـدورة الدمـويـة، وهو مهمّ لـنـقل السـيالة العـصـبية وتنـشيـط الـذاكـرة، والفيتامين ب5، الذي يشكل أحد أركان معاملات الأنزيم الذي يعتبر المفتاح الرئيس لاستخراج الطاقة من الأغذية، كما يشارك في مراحل عدة من أجل صنع الهرمونات الستيروئيدية والناقلات العصبية والهيموغلوبين، ويتدخّل في صنع مضادات الأجسام المناعية.
يمكن للقلقاس أن يبقى من 3 الى 4 أشهر من دون أن يصاب بالتلف، وهو يتفوق على البطاطا من حيث القيمة الغذائية. وكي نفهم القلقاس عن كثب نذكر بأن 80 غراماً تحتوي على: 60 سعرة حرارية، و1.6 غرام من المواد البروتينية، و13.8غ من المواد السكرية، وصفر غرام من المواد الدسمة، و1.3 غرام من الألياف.
المصدر: دار الحياة