أعلنت أكثر من 40 جهة، بينها مؤسسات بحثية وجماعات تُعنى بمكافحة إزالة الغابات، عن انطلاق نظام لمراقبة الغابات حول العالم بشكل “شبه فوري”، وتوفير المعلومات الدقيقة عنها، لمكافحة إزالتها.
ويستخدم نظام الرصد العالمي للغابات (GFW)، الذي تدعمه شركة جوجل لمحركات البحث، مئات الملايين من الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية فضلا عن البيانات التي يوفرها العاملون في المجال.
ويأتي ذلك في الوقت الذي رحّبت فيه الشركات التجارية بنظام المراقبة الجديد، وهو ما قد يساعدهم في الترويج لمنتجاتهم ودعمها.
وعلى الرغم من الوعي المنتشر عالميا بالآثار المترتبة على إزالة الغابات، فإن معدل قطع الأشجار شهد ارتفاعا كبيرا منذ عام 2000.
وأشارت بيانات أصدرتها شركة جوجل وجامعة ماريلاند الأمريكية إلى أن العالم فقد نحو 230 مليون هيكتار من الأشجار خلال عامي 2000 و2012، فيما زُرع نحو 800 ألف متر مربع من الغابات خلال الفترة نفسها.
ويقول نشطاء مدافعون عن البيئة إن هذه المساحة تعادل مساحة 50 ملعبًا لكرة القدم، وإن الغابات تتعرض في كل دقيقة على مدار 12 عاما الماضية لعمليات إزالة جائرة.
ويعد غياب المعلومات الدقيقة عن قطع الأشجار أحد أهم المشكلات في التعامل مع ظاهرة إزالة الغابات.
وأشرف المعهد العالمي للموارد، ومقره الولايات المتحدة الأمريكية، على تطوير نظام المراقبة الجديد بحيث يستطيع استخدام نحو نصف مليار صورة عالية الجودة من برنامج “لاندسات ناسا”، في محاولة للتغلب على شح المعلومات الحديثة.
وكانت وكالة ناسا لعلوم الفضاء قد أطلقت مجموعة أقمار صناعية تباعًا منذ عام 1972 وأطلقت عليها إسم “لاندسات ناسا”، بغرض استكشاف بقاع الأرض ومراقبتها، وتستخدم صورها في مسح المصادر الطبيعية.
تقنيات الحوسبة السحابية
ويستخدم النظام الجديد تقنيات الحوسبة السحابية في خدمتي “جوجل ماب” و”جوجل إيرث” ونظام الحلول الحسابية الذي طورته جامعة ماريلاند.
وقال الدكتور أندرو ستير، من المعهد العالمي للموارد، إن نظام رصد الغابات يعد منصة مراقبة فورية للغابات، ومن شأنه أن يحدث تغييرا جذريا في طريقة التعامل معها.
وأضاف: “من الآن فصاعدا، لن يستطيع المنتهكون للقانون الاختباء، وسيلقى الملتزمون به كل التقدير على حسن إدارتهم.”
من جهة أخرى، ستسمح تكنولوجيا النظام الجديد للمنظمات المعنية بالبيئة والجمعيات الأهلية إمكانية تحميل المعلومات عن المناطق المعرضة للخطر، وكذلك الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بها، كما ستكون البيانات متاحة للسياسيين وصانعي القرار.
وقد تكون التكنولوجيا الجديدة عاملا مساعدا لدول، مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية وإندونيسيا، في تطبيق قوانين مكافحة إزالة الغابات، والتي تشهد انتهاكا مستمرًا.
وسيكون في إمكان موردي السلع الأساسية، كشركات إنتاج زيت النخيل والفول الصويا والمنتجات الخشبية، استخدام بيانات نظام المراقبة الجديد لإثبات أن منتجاتهم جرى استخراجها من مصادر قانونية ومرخصة بها.
وقال فيليبي كالديرون، الرئيس المكسيكي السابق: “سيمتلك للمجتمع المدني أداة ديمقراطية لمراقبة الحكومات.”
وقدمت كل من حكومات بريطانيا والنرويج والولايات المتحدة الأمريكية منحًا لتمويل التكنولوجيا الجديدة.
bbc