في محاولة لوضع استفادة مثلي من قش الأرز قام فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث بتأسيس وحدة متكاملة لتدوير قش الأرز واستخراج لب ورق لتصنيع أعلاف وقوالب وقود ومنتجات أخري مثل مبيد يرقات الناموس.
ويقول الدكتور جلال نوار رئيس الفريق البحثي إن التكنولوجيا المستخدمة تعتمد علي تلبيب القش بطريقة كيميائية حيوية في وجود ضوء الشمس وبعض الكيماويات محلية الصنع حيث يتم استخدام لب الورق الناتج غير المبيض في دعم المنتج المحلي للورق المعاد تدويره بنسبة حتي20% و ذلك بدلا من اللب المستورد.
ويتم كذلك استخدام اللب المبيض في دعم ورق الكتابة و الأوراق الصحية بنسبة تصل إلي30% مما يتيح فرص الاستثمار في مجال صناعة الورق والكرتون والصناعات التابعة مثل السليلوز البلوري. كما تصلح وحدات التلبيب لمصاص القصب ومخلفات الموز.
وطبقا للتجارب فإن اللب الناتج عن قش الأرز ذات موصفات جيدة وهناك طلبات لتصديره كما أن السوق المحلية يطلب الإنتاج بكميات وفيرة. وقد تم الاتفاق مع بعض المحافظين علي إنشاء وحدات لتدوير قش الأرز وتدريب الفنيين وتوفير لوازم الإنتاج وتسويق المنتجات وتقديم التكنولوجيا بنظام حق الانتفاع.
إضافة لذلك يمكن الاستفادة من المخلفات في صناعة المبيدات وإنتاج أول مبيد مصري لمكافحه البعوض.
ومن الجدير بالذكر أن فرص إنتاج وتسويق هذا المبيد يمكن أن تمتد من السوق المحلية للأسواق الإقليمية خاصة في إفريقيا حيث أن المبيد قد تم دراسة تأثيره في مكافحة بعوضة أنوفلس المسببة لمرض الملاريا.
ومن المعروف أن هذا المرض يصيب قرابة800 مليون نسمة في العالم ولذلك هناك فرصه كبيره لشركات صناعة المبيدات في استثمار هذا المبيد.
وطبقا للتجارب الأولي فإن الوحدة يمكنها التعامل مع10 آلاف طن من قش الأزر وبالتالي يمكن تصنيع وتوفير مئات من هذه الوحدات العملية بالمحافظات المنتجة للأرز لتحويل المخلفات الزراعية إلي مصدر للدخل للفلاح خاصة أن مصر تنتج حوالي5 مليون طن سنويا من قش الأرز ويمكن الاستفادة من تلك المخلفات بدلا من حرقها من خلال إنتاج نصف مليون طن من لب الورق تقريبا ومثلهم من الأعلاف للحيوانات الكبيرة.
ويضيف الدكتور نوار بأن صافي ربح تدوير طن قش الارز300جنيه عند المستوي الاول للتدوير وإنتاج لب ورق وعلف حيواني ووقود صلب.
كما يرتفع الربح الي500 جنيه عند الانتقال لمستوي التصنيع الثاني وإنتاج لب الورق وبعض المواد الوسيطة ويتضاعف الربح في مستوي التصنيع الثالث حيث يمكن تحويل المخلفات إلي منتجات حيوية وفلاتر للمياه.
ولعل ما يدعو للتفاؤل كما يؤكد الدكتور نوار هو أن المعدات المستخدمة لإجراء هذه العمليات مصممة ومنتجة محليا بالكامل مما يدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
وتتيح الوحدة الكبيرة100 وظيفه مباشرة دائمة و100 غير مباشرة. فضلا عن الفوائد البيئية والصحية والاجتماعية. وتصل تكلفة الوحدة8 ملايين جنيه. وقد تنخفض التكلفه الي6 ملايين جنيه عند تنفيذها في مصانع تصنيع الكمبوست من قش الارز.
سهير هدايت
جريدة الأهرام