تعتبر الأدوات والألعاب الخضراء وسائل تساعد بشكل يومي في حماية البيئة. وبواسطة المزج بين عناصر ذكية يمكن بأسلوب ممتع خلق وعي جديد باستخدامات وفوائد لطاقات المتجددة.
من يعتقد أن كرة القدم تستخدم فقط لتسديد الأهداف، فهو مخطئ! فمن خلال لعب كرة القدم يتسنى أيضا توفير الطاقة، بواسطة كرة اخترعتها خريجتان من جامعة هارفارد في عام 2008. هذه الكرة التي أطلق عليها”Soccket” تنتج الطاقة المتجددة وتقوم بتخزين الطاقة خلال اللعب. وعبر هذا يتسنى على سبيل المثال، توفير الإضاءة حيث لا تتوفر الكهرباء، الأمر الذي سيأتي لمصلحة ربع سكان العالم. ويمكن للعب كرة Soccket لمدة نصف ساعة، أن يولد كهرباء تكفي للإضاءة لمدة ثلاث ساعات.
وسيأتي اللعب بهذه الكرة المبتكرة لمصلحة الأطفال في المقام الأول، لا سيما في البلدان الأكثر فقرا. فالمولد الذي يعمل بقوة 6 واط، ليس قادرا على تشغيل المصابيح فحسب، ولكن أيضاعلى تشغيل مكبرات الصوت والهواتف النقالة ومكيفات الماء وأجهزة الطهي.أول كرة من هذا النوع صممتها كل من جوليا سيلفرمان وجيسيكا ماثيوز، وكانت في البداية مزودة بخزانصغير للطاقة، لكن الآن تم تطوير الكرة بحيث يقوم مولد مغناطيسي بهذه المهمة. وتسعى المخترعتان الآن إلى إنتاج هذه الكرة المبتكرة بكميات تجارية. وبالتعاون مع منظمة Uncharted Playغير الحكومية، يتم العمل على ترويج استخدام الكرة في أنحاء العالم المختلفة، فمثلا عبر تبرع قدره 60 يورو، يتم منح الكرة إلى إحدى البلدان النامية.
اتجاه جديد
وقد برز في الآونة الأخيرة الاتجاه لاستخدام الأدوات التي يطلق عليها “الأدوات الخضراء”، وهي أجهزة مفيدة تساعد بطرق ممتعة على توليد الطاقة المتجددة. وعلى الرغم من أن هناك العديد من هذه الأدوات التي أنتجت حتى الآن فقط كنماذج،لكنها صالحة للاستخدام في مجالات مختلفة تتنوع من مجال اللعب والتسلية، إلى المعدات الالكترونية واللوازم المكتبية والأثاث.
وبشكل خاص، هناك تنوع كبير في مجال أدوات اللعب، حيث قام المنتجون بإنتاج صناديق للتجارب يمكن بمساعدتها تصميم نماذج مصغرة لسيارات أو طائرات تعمل بالطاقة الشمسية، وأيضا تركيب خلايا إنتاج الوقود. وفي ألمانيا تنشط الشركات المتوسطة في هذا المجال، ومنها مثلا شركة HCM Kinzelللألعاب، حيث أصدرت سلسلة “العلوم الخضراء” „Green Sciences“التي تحتوي على أدوات مبتكرة منها جهاز سلق البيض الذي يعمل بالطاقة الشمسية، وأيضا أجزاء تدخل في تركيب توربينات الرياح. وكما يقول ساشا ميل المساعد في هيئة إدارة الشركة، فإن “هذا المجال يشهد نموا كبيرا، ولا تزال هناك إمكانات مستقبلية كبيرة.”
أما الجهاز المفضل لدي ساشا ميل، فهي ساعة البطاطس، حيث تغرس في ثمار البطاطس قضبان من الزنك والنحاس تكون بمثابة قضبان كهربائية موصلة بأسلاك، وتنشأ دائرة كهربائية عبر الوسط الحمضي لعصير البطاطس. وتكفي الكهرباء المنتجة عبر هذا الأسلوب لتشغيل ساعة رقمية، وبحسب ساشا ميل فإن من الممكن “عبر تطورات من هذا القبيل، رفع الوعي بخصوص إمكانية توليد الكهرباء بأدوات عادية تستخدم في الحياة اليومية.”
أفكار متنوعة لا تنضب
لكن العضلات أيضا يمكن أن تمثل مصدرا للطاقة، فالمصباح اليدوي الذي يتم تزويده عن طريق الاهتزاز، شأنه شأن المذياع الذي لا يحتاج إلى بطاريات ولا إلى جهاز شحن، إنما يحتاج إلى عضلات ذراع قوية. هناك عدد ضخم من الأفكار المتنوعة في هذا المجال مثل ألعاب السيارات الكهربائية، وألعاب ذكاء يدور محورها حول الطاقة، وكذلك نماذج مصغرة لتوربينات الرياح والقطارات. وتؤكد الأدوات الخضراء الاعتقاد بأن إنتاج الطاقة النظيفة أمر ممكن وله فرص كبيرة على المدى البعيد.
وحدات شمسية سوداء عوضا عن الأوراق الخضراء
ابتكرت المصممة الفرنسية فيفيان مولر أصيصا يشغل بالطاقة الشمسية يبلغ سعره 299 يورو، فعوضا عن الأوراق تتدلى منه وحدات شمسية تقوم بتزويد الشاحن المرفق بالأصيص بالكهرباء، وهو مزود بوصلة يو إس بي. وبواسطة الشاحن يمكن تزويد الأجهزة الالكترونية بالكهرباء، كما من الممكن تحديد عدد الوحدات الشمسية بحسب الرغبة، لكن الحد الأقصى هو 27 وحدة. وكأي أصيص آخر يتوي على نبتة حقيقية، يجب أن يوضع هذا الأصيص المبتكر بالقرب من النافذة، فهو يحتاج بدوره للكثير من أشعة الشمس، لكن الفرق يتمثل بالطبع في عدم حاجتها إلى المياه.
الكاتب: تروستن شيفر/ نهلة طاهر
مراجعة: سمر كرم
المصدر: DW العربية