مبانٍ تنسجم مع البيئة وتبعث السعادة في الانسان وتحسن من نفسيته وتزيد من انتاجية العمال وتقلل من استهلاك الطاقة، انها المباني الخضراء التي يهدف المجلس الاردني للمباني الخضراء ان ينشر ثقافتها بين الناس، فالاردن يعد من أربع أفقر دول في العالم في المصادر المائية، ويستورد 96% من الطاقة التي يستهلكها، وهذه المباني ممكن ان توفر ما نسبته 30% من الطاقة و35% من انبعاث الكربون و50% من نسبة استهلاك المياه.
المباني الخضراء ليست خضراء اللون وإنما هي مبانٍ يتوفر فيها مجموعة عناصر تنسجم مع البيئة ، وهي ترشيد استهلاك الطاقة واستخدام المواد العازلة للاستفادة منها من ناحية التكييف و التدفئة، واعادة استخدام المياه واستخدام اسلوب الحصاد المائي . ومجموعة من العناصر الاخرى التي تحسن من حياة قاطن المسكن وبالوقت ذاته تقلل من تلوث البيئة.
رئيس المجلس الاردني للابنية الخضراء محمد عصفور قال:المبنى الاخضر يقوم على مجموعة مواد صديقة للبيئة ، ويتم فيه استخدام اجهزة ترشيد استهلاك المياه، بالاضافة الى الاجهزة التي تعمل على تكرار المياه من اجل استخدامها في مجالات اخرى، ويستخدم في هذه الابنية المواد المحلية في البناء لتقليل نسبة الانبعاث الكربوني، وكذلك يتم الاعتماد في هذه المباني على الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة تسخين الارض من اجل الاستفادة منها». ويضيف عصفور: «إن تكلفة المبنى الأخضر تكون اكثر من تكلفة المبنى العادي ، ولذلك يحجم عنه الكثير من الناس بالرغم من ان هذه التكلفة الاولية توفر الكثير فيما بعد، وتقلل من قيمة فواتير الكهرباء والماء.
واضاف وبحسب دراسة قام بها المجلس عام 2009 تبين ان 51% من الاشخاص الذين وزعت عليهم الاستمارة لا يعرفون ما هي الابنية الخضراء ، وشملت العينة اشخاصا مهتمين في مجال البناء مثل منتجي ومصنعي مواد البناء ، وشركات الخدمات وسماسرة وشركات تطوير عقارية ومستثمرين في مجال الابنية وغيرها. الا ان النتيجة المهمة التي توصلت لها الاستمارة ان 65% يرون بان الابنية الخضراء موضوع مهم جدا.
المباني العادية اكثر انبعاثاً للكربون
المهندسة البيئية رزان نجم، وهي مهتمة في مجال الابنية الخضراء قالت: لدينا في الاردن نقص في الماء ،ولدينا مشاكل في مصادر البيئة، وتعتبر المباني العادية هي اكثر المصادر انبعاثاً للكربون مقارنة بقطاع النقل والمواصلات والمصانع وغيرها ، وهذه المعلومة غير معروفة لدى الناس العاديين ، ومن هنا تأتي اهمية وجود حل لهذه المشكلة وهي الابنية الخضراء، ويعتبر مفهوم الابنية الخضراء هو مفهوم قديم ، اذ ان المنازل الطينية القديمة كانت عازلة للحرارة وتستعمل فيها التهوية الطبيعية ويراعي في ذلك اتجاه المكان للمبنى.
وتضيف: في الابنية الخضراء يتم استخدام مواد محلية ودهان صديق للبيئة ومحابس تعمل على توفير المياه،ويعمل المبنى الاخضر على توفير الطاقة ،وهذا يعود بالنفع على الانسان الذي يقطن البناء ، وعند اقامة البناء يتم التأكد من مكان البناء واتجاهه نحو الشمس من اجل الاستفادة من ضوء الشمس وتقليل نسبة الرطوبة ،ويستخدم ايضا الزجاج العازل الذي يقلل من تسريب الحرارة ، واجريت دراسات بينت ان الطلاب الذين يقطنون في الابنية الخضراء تكون علاماتهم عالية ، والعمال تكون انتاجيتهم افضل ، وهذا يبين اهمية نشر ثقافة الابنية الخضراء وتقبل الناس لها.
توفير الطاقة
اما الدكتور المهندس عادل العساف وهو مهندس انشائي ومن الاعضاء المؤسسين للمجلس فقال :ان الابنية الخضراء هي ابنية مصممة لتناسب حياة الانسان من الناحية الاجتماعية والنفسية والاقتصادية ،فهي تقلل استهلاك الطاقة والمياه ،وبالتالي تخفف من قيمة فاتورة المصاريف ،وهي رفيقة للبيئة وتوفر مستوى صحيا افضل، وهي اكثر مواءمة للانارة وتوزيع الحرارة ،حيث يتم استعمال مواصفات العزل واستخدام زجاج شبابيك يخفف تسريب حرارة البناء ،بالاضافة الى استخدام انظمة تخزين للطاقة الشمسية وحرارة الارض من خلال الاستفادة من التبادل الحراري على الارض .
التوعية مهمة
ياسمين المومني وتعمل في مجال التصميم الجرافيكي قالت: سمعت عن هذه الابنية ولكنني لا اعرف عن ماهيتها بالتفصيل ، ولكني اعتقد انها ابنية تحافظ على البيئة، واتمنى ان يكون هناك حملة للتعريف بهذه الابنية ، لاسيما انها تساعد المواطنين على تقليل استهلاكهم من المياه والطاقة، وتحافظ على البيئة .
يزن ابو حماد مدير التصدير في شركة للدهانات قال: ان المواطنين قد يتجاوبون مع الدعوة لتبني تصاميم الابنية الخضراء اذا لاقوا التوعية الكافية بفائدة هذه الابنية، ونحن كخبراء في تراكيب الدهانات نقوم بتوعية المواطنين حول اخطار بعض تراكيب الدهانات على صحتهم لاحتوائها على عناصر عالية الخطورة مثل الزئبق والرصاص
ويضيف ابو حماد: من المهم ايضاً توعية الفنيين بأهمية الابنية الخضراء حتى تنتشر هذه الثقافة بينهم وينقلوها للمواطنين العاديين، فالابنية الخضراء مهمة جدا؛ كونها تحافظ على صحة الانسان والبيئة المحيطة به».
الدستور – ماجدة ابو طير