رياح التغيير تهب على مصر، ليس في السياسة، وإنما في مجال الطاقة، في اتجاه الدولة المصرية حاليا للاعتماد بشكل كبير على مصادر الطاقة المتجددة، وتمثل محطة توليد الطاقة من الرياح في منطقة الزعفرانة مثالا على ذلك، وهذه المحطة لتوليد الطاقة من الرياح تعد الأكبر من نوعها في أفريقيا، بمساحة تبلغ 80 كيلو متر مربع، وهي تعتبر كذلك إحدى المحطات الأكثر إنتاجا في العالم، إذ تهب الرياح القوية على مدار العام على الساحل الغربي للبحر الأحمر.
يتفق هذا مع تقرير حديث للغرفة الألمانية العربية للتجارة والصناعة أن مصر مرشحة أن تحتل المرتبة الأولي في تصدير الطاقة الكهربائية الصحراوية إلي دول الاتحاد الأوروبي، حيث أثبتت الدراسات والقياسات الأولية أن منطقة خليج السويس تتميز بسرعات رياح عالية يمكن استغلالها في إنتاج طاقة كهربية، وقد كانت النتائج مشجعة.
تبلغ مساحة موقع محطة الزعفرانة لطاقة الرياح على ساحل البحر الأحمر حوالي 80 كيلومتر ومساحة أخرى قدرها 64 كيلو متر مربع غرب الموقع الأول، والمحطة تشمل مباني سكنية للعاملين وورش ومخازن وطرق بالموقع.
تم تنفيذ المحطة على مراحل اعتباراً من عام 2001، بالتعاون مع ألمانيا والدنمرك وأسبانيا واليابان، وقد وصل إجمالي محطة رياح الزعفرانة 545 م.و. في منتصف عام 2010.
محطات توليد الطاقة من الرياح لها عدة فوائد أهمها، أنها تحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الضارة بنحو 325 ألف طن منا، وتعمل على توفير وقود النفط لأغراض التصدير وصناعة البتروكيماويات.
ومما يذكر أن مصر دخلت مجال الطاقة المتجددة منذ عدة عقود عندما أنشئت أول محطة للطاقة الشمسية الحرارية، ولديها حاليا نصف محطات إنتاج الطاقة من الرياح (مزارع الرياح) في إفريقيا والشرق الأوسط.