كشف الباحثون النقاب عن نظام مبتكر يسمح للأجهزة الإلكترونية بالعمل من دون بطاريات «لعمر غير محدود»، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
وطوّر مهندسو الكومبيوتر من جامعة نورث وسترن وجامعة ديلفت للتكنولوجيا، تقنية «بي فري» لتجميع الطاقة من أجل تمكين الأجهزة الخالية من البطاريات وتحفيزها على العمل بشكل دائم مع مدخلات طاقة متقطعة فقط.
وقدّم نفس الفريق سابقاً أول لعبة إلكترونية خالية من البطاريات في العالم العام الماضي، والتي تعمل بالطاقة التي يتم حصادها من المستخدم الذي يضغط على الأزرار.
ويأمل المهندسون أن يساعد نظام «بي فري» المبتكر في تقليل الكميات الهائلة من البطاريات «الميتة» التي ينتهي بها الأمر كمخلفات إلكترونية في مواقع تجميع النفايات حول العالم.
وسيسمح النظام أيضاً للهواة وغيرهم بإنشاء أجهزتهم الإلكترونية الخالية من البطاريات.
وقال جوزيا هيستر، الأستاذ المساعد في الهندسة الكهربائية وهندسة الكومبيوتر في جامعة نورث وسترن، والذي قاد البحث: «يتساءل المصنّعون عبر جميع أنحاء الإنترنت عن كيفية إطالة عمر بطارية أجهزتهم، لكنهم يسألون السؤال الخطأ. نريدهم أن ينسوا أمر البطارية وأن يفكروا بدلاً من ذلك في طرق أكثر استدامة لتوليد الطاقة».
ومن أجل التشغيل الدائم باستخدام طاقة متقطعة فقط، يقوم نظام «بي فري» ببساطة بإيقاف العمليات الحسابية التي يتم تشغيلها موقتاً دون فقدان الذاكرة أو الحاجة إلى إجراء قائمة طويلة من العمليات قبل إعادة التشغيل عند عودة الطاقة.
وتعدّ هذه التقنية جزءاً من اتجاه جديد يُعرف باسم الحوسبة في كل مكان، والتي تهدف إلى جعل الحوسبة متاحة في أي وقت وأي مكان من خلال الأجهزة الذكية وإنترنت الأشياء.
ويمثل البحث تقدماً كبيراً في هذا المجال من خلال التحايل على الحاجة إلى بطارية، وما يرتبط بها من شحن وبدائل.
وقال الدكتور هيستر: «يتوقع الكثير من الناس أنه سيكون لدينا تريليون جهاز يرتبط بفكرة إنترنت الأشياء هذه… وهذا يعني تريليون بطارية فارغة أو 100 مليون شخص يستبدلون بطارية فارغة كل بضع دقائق، ما يمثل تكلفة بيئية رهيبة».
وتابع: «ما نقوم به، بدلاً من ذلك، هو حقاً منح القوة للناس. نريد أن يتمكن الجميع من برمجة الأجهزة بسهولة بطريقة أكثر استدامة».
عن “الشرق الأوسط”