أطلقت دولة الإمارات العربية المتحدة مطلع فبراير/شباط الجاري، منشأة «فرز» الذكية لمعالجة وإعادة تدوير 1200 طن من النفايات الصلبة يوميًا وتحويلها إلى طاقة، أي نحو 13% من إجمالي النفايات الناتجة في دبي بشكل يومي مع معدل استعادة للمواد يتراوح بين 25 إلى 30%.
وافتتح مجمع إمداد للصناعات الوطنية في إمارة دبي، المنشأة الجديدة، التي تمتد على مساحة 45322 مترًا مربعًا، بما يتماشى وهدف رؤية دبي 2021 المتمثل في إعادة تدوير وإعادة استخدام 75% من نفايات المدافن.
وذكر موقع المنشأة الإلكتروني إن معالجة النفايات في فرز يشتمل على خطين منفصلين؛ الأول للنفيات المنزلية والثاني للنفايات التجارية والصناعية. ومنها البولي إیثیلین عالي الكثافة، والبولي إیثیلین تریفثالیت، والألمنیوم، والمواد الحدیدیة، الورق المقوى، والخشب، وأكیاس البولي إثیلین، التي تُفرَز ويُعاد تدويرها آليًا.
وتمر معالجة النفايات بمراحل؛ تبدأ بمنصة ما قبل فرزها، فالاستعادة اليدوية للعناصر الصلبة مثل الخشب والكرتون والسلع البیضاء وغيرها، ثم مرورها على آلات فتح أكیاس النفایات تلقائیًا وتفتیت وسحق النفایات، ثم مرحلة الغربال الأسطواني لفصل النفایات حسب حجمھا، ثم الفاصل المغناطیسي لإخراج كل المعادن الحدیدیة، ثم الفاصل البصري لفصل البولي إثیلین عالي الكثافة والبولي إیثیلین تریفثالیت عن البلاستیك ثلاثي الأبعاد الممزوج، ثم الفاصل البالستي لفرز البلاستیك إلى مواد ثنائیة الأبعاد ومواد ثلاثیة الأبعاد، ثم الفاصل البصري لإخراج جميع المواد البلاستیكیة، ثم مرحلة فصل النفايات حسب الحجم.
ونقلت وكالة أنباء الإمارات، عن الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، أن «الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021 تؤكد على ضرورة إيجاد حلول مبتكرة لتقليل كمية النفايات البلدية الصلبة التي يتم التخلص منها عشوائيًا في المكبات، وفي هذا الإطار تتعاون وزارة التغير المناخي والبيئة مع شركائها الاستراتيجيين من القطاعين الحكومي والخاص في تنفيذ الإدارة المتكاملة للنفايات البلدية الصلبة، التي تتضمن إلى جانب أمور أخرى تحويل النفايات من عبء بيئي إلى مورد اقتصادي من خلال إعادة تدويرها أو تحويلها الى مصدر للطاقة في إطار ما يُعرَف الآن بالاقتصاد الدائري.»
وقال حمدان خليفة الشاعر، رئيس مجلس إدارة فرز «في ظل تسارع وتيرة التطور الصناعي والنمو المطرد الذي يترافق مع ذلك في عدد سكان المدن فهي تواجه في جميع أنحاء العالم تحديات هائلة في التعامل مع النفايات ومن خلال تزويده بالتقنيات الذكية المُطوَّرة بعد إجراء عديد من دراسات تصنيف النفايات، ستعزز فرز جهود تقليل النفايات غير المستغلة في الإمارات، وتتمثل رؤيتنا في تجهيز هذه المصنع ليكون قادرًا على تكوين حلقة متكاملة لإعادة التدوير واستعادة المواد داخل الدولة.»
ويُتوقَّع أن تساهم المنشأة الجديدة في تقليل الانبعاثات الناتجة عن شاحنات جمع النفايات ونقلها إلى المدافن، إذ تمتلك مجموعة إمداد أسطولًا يضم أكثر من 100 مركبة لجمع النفايات من جميع أنحاء دبي وتقطع مسافة 60 كيلومترًا يوميًا في المتوسط إلى مكب النفايات الواقع على الحدود بين دبي والشارقة للتخلص منها، ومع افتتاح المنشأة الجديدة ستسحب جميع هذه المركبات من الطرق الداخلية والسريعة في دبي، ما يؤدي إلى انخفاض كبير في الانبعاثات وحركة المرور.
جهود سابقة
ونفذت دولة الإمارات، خلال الأعوام الأخيرة، سلسلة إجراءات للحد من التلوث البيئي وإعادة تدوير النفايات والبلاستيكية منها بشكل خاص لتحقيق استدامة في هذا المجال. طارحة برامج عدة؛ منها مشاريع متكاملة لإدارة النفايات في مختلف مدنها.
رفع الوعي الاجتماعي
ونفذت وزارة التغيير المناخي والبيئة الإماراتية برامج عدة كان الهدف منها رفع الوعي في المجتمع لمخاطر البلاستيك من خلال الترويج لمفهوم الاستهلاك الرشيد والمستدام للموارد الطبيعية، وأطلقت الوزارة حملة بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، للتوعية بكيفية الاستهلاك الأمثل للبلاستيك، تحت شعار «معًا لحماية بيئتنا بالاستخدام الأمثل للبلاستيك» الرامية إلى التعريف بالآليات والسلوكيات الصحيحة الواجب على المؤسسات والأفراد اتباعها، لترشيد وتدوير وإعادة استخدام النفايات الصلبة والمنتجات البلاستيكية.
مشاريع رائدة
واحتضنت دولة الإمارات مشاريع استثمارية عدة لإعادة تدوير النفايات؛ منها مشروع معالجة النفايات البلدية الصلبة لإنتاج الوقود البديل في إمارة أم القيوين، الرامي إلى معالجة النفايات البلدية الصلبة المتولدة في إمارتي عجمان وأم القيوين، واستثمارها في توفير الطاقة لمصانع الإسمنت المعتمدة على الفحم في عملياتها التشغيلية.
وفي العاصمة الاتحادية أبوظبي، تصل الطاقة الاستيعابية لمصنع الإمارات لإعادة تدوير البلاستيك، إلى 50 طنًا يوميًا، إذ تُنقَل النفايات البلاستيكية إلى المصنع بعد الانتهاء من عمليات الفرز في محطة فرز النفايات، ويعاد فرزها للتأكد من عدم وجود شوائب أو مواد غير قابلة للتدوير، ومن ثم تصنيفها حسب نوعها؛ وفقًا لمركز أبوظبي لإدارة النفايات (تدوير.)
ومصنع الإمارات لإعادة تدوير البلاستيك، هو أكبر مصنع إعادة تدوير لمادتي البلاستيك والزجاجات البلاستيكية المستعملة في دولة الإمارات، وهو ثمرة تعاون بين شركة الإمارات للتقنية البيئية المحدودة ومركز إدارة النفايات في أبوظبي، وهو مجهز بتقنيات ومعدات حديثة، ويستقطب موظفين متخصصين من ذوي الخبرة في مجال عمليات إعادة تدوير البلاستيك، مع اثنين من خطوط الإنتاج؛ أحدهما للبولي إيثلين منخفض الكثافة، والآخر للبولي إيثلين عالي الكثافة، وبطاقة إنتاج تبلغ 25 طنًا لكل منهما.
مرصد المستقبل