رسم مجلس الإمارات للأبنية الخضراء، المنظمة المستقلة التي تسعى إلى الحفاظ على البيئة من خلال تعزيز ممارسات الأبنية الخضراء، ملامح جديدة لبيئة الأبنية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال المبادرات الفريدة التي أطلقها على مدى 9 أعوام، داعماً بذلك جهود الدولة لإرساء معايير مبتكرة في هذا المجال.
ومنذ تأسيسه عام 2006، كان مجلس الإمارات للأبنية الخضراء شريكاً أساسياً في تحقيق الرؤية الخضراء التي أثمرت فعلياً عن نتائج ملموسة لجهة خفض البصمة الكربونية لدولة الإمارات. وخلال الأعوام التسعة الماضية، عزز المجلس جهوده لتفعيل مشاركة أصحاب المصلحة من جميع حلقات سلسلة التوريد في قطاع المباني بهدف اتخاذ إجراءات عملية ملموسة تدفع عجلة التنمية المستدامة. وتجسد ذلك في نمو عدد الشركات الأعضاء في المجلس بواقع 4 أضعاف تقريباً منذ عام 2006 ولغاية اليوم.
ويجري العمل حالياً على تشكيل لجنة استشارية جديدة تابعة لمجلس الإدارة ويشارك في عضويتها ممثلون حكوميون، وذلك لضمان مواءمة أهداف المجلس مع الأجندة الوطنية. وسيناقش اجتماع اللجنة المقبل المنهج الاستراتيجي المتجدد لـ مجلس الإمارات للأبنية الخضراء وبرامجه المستقبلية، وذلك لملاءمتها مع الرؤية الخضراء والأولويات الحكومية في مجال التنمية المستدامة.
وخلال الأعوام التسعة الماضية، نظّم مجلس الإمارات للأبنية الخضراء العديد من فعاليات التواصل البنّاء بحضور أكثر من 1200 خبير متخصص في القطاع. كما أرسى المجلس شراكات متينة مع الهيئات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية ومختلف الجهات المعنية عبر توقيع أكثر من 20 اتفاقية تدعم التعاون لضمان بيئة أكثر استدامةً في الدولة.
وكان مجلس الإمارات للأبنية الخضراء قد نظم مؤتمره السنوي الأول عام 2012، والذي يعتبر اليوم منصة نموذجية في المنطقة لاستعراض الأفكار المبتكرة في قطاع المباني الخضراء، وذلك من خلال حشد جميع الشركاء في القطاع لإقامة جلسات العصف الذهني وتبادل أفضل الممارسات.
ويعد مجلس الإمارات للأبنية الخضراء المشغل الوطني لبرنامج المفتاح الأخضر المتخصص بإصدار شهادات الاستدامة والذي أطلقته مؤسسة التعليم البيئي. ويحظى هذا البرنامج المستقل غير الهادف للربح بإشادة ودعم منظمة السياحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة؛ كما يعتبر البرنامج البيئي العالمي الأكبر من نوعه في قطاع الضيافة، حيث يوفر مبادئ توجيهية واضحة تضمن للفنادق مواكبة مستويات الاستدامة المطلوبة، وتبين للضيوف التزامها بالممارسات الخضراء. ويعتبر برنامج المفتاح الأخضر متمماً لـ برنامج الضيافة، وهي المبادرة الأولى التي طرحها مجلس الإمارات للأبنية الخضراء في القطاع. ومن المقرر إطلاق برنامج مخصص لقطاع التعليم في وقت لاحق من هذا العام.
وحقق مجلس الإمارات للأبنية الخضراء مؤخراً واحداً من أعظم إنجازاته منذ تأسيسه، وذلك عبر إطلاق المبادئ التوجيهية التقنية لإعادة تهيئة المباني القائمة والتي تشكل دليلاً مرجعياً لخبراء القطاع والمستخدمين النهائيين للمباني في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد أشرف المجلس على جمع هذه المبادئ التوجيهية، في حين تولى إعدادها متطوعون من أعضائه وشركائه بدعم من وزارة الأشغال العامة والمجلس الأعلى للطاقة في دبي.
وتعتبر هذه الخطوة متممةً لـ برنامج كفاءة الطاقة الذي أطلقه مجلس الإمارات للأبنية الخضراء نهاية العام الماضي، والذي يتكون من قاعدة بيانات تشكل حافزاً لجميع اللاعبين الأساسيين في القطاع بمن فيهم مصنعو وبائعي معدات كفاءة الطاقة، والمقاولون، ومديرو المرافق، والبنوك والممولون، فضلاً عن شركات التأمين وشركات خدمات الطاقة، وذلك لتبسيط ومواكبة متطلباتهم الصناعية المتعلقة بكفاءة الطاقة عبر توجيه احتياجاتهم إلى اللاعبين الآخرين في القطاع.