مع ارتفاع تكلفة الوقود والتأمين على السيارات، يتجه عدد من الألمان إلى استعمال سيارات التأجير السريع والتي بدأت تنتشر في بعض المدن الكبرى. وبالإضافة إلى توفير المال، تسهم هذه العملية أيضاً في الحفاظ على البيئة.
بات بإمكان أي مواطن في ألمانيا الاستغناء عن سيارته الخاصة، بعد أن ظهرت شركات تعمل على تأجير السيارات بطرق سهلة وغير مكلفة ودون التوجه إلى مقرات التأجير، حيث صارت خدمة تأجير سيارة عبر الهاتف المحمول أو الإنترنت متاحة في كثير من المدن الألمانية، ويتم تشغيل السيارة باستخدام شريحة إلكترونية.
وكل ما ينبغي على الزبون عمله هو التسجيل مرة واحدة لدى الشركات التي تقدم هذه الخدمة، وذلك للحصول على شريحة الكترونية صغيرة يتم إلحاقها برخصة القيادة، وتسمح هذه العملية باستئجار أي سيارة ببساطة عن طريق وضعها أمام بطاقة قراءة بيانات موجود على الحاجب الزجاجي للسيارة والتي تكون مركونة في أحدى المواقع المحددة والمنتشرة في عدة أماكن، إذ يعمل النظام بطريقة مماثلة لأسلوب تأجير الدراجات في كثير من المدن الأوروبية، التي تستخدم الهواتف المحمولة من أجل الحجز. ويقول أندرياس ليو، المتحدث باسم المشروع، إن هذا الأسلوب يروق لكثير من الأشخاص لأنه يعني أنك تستطيع الخروج من باب منزلك لتصل بسرعة إلى وسط المدينة دون أن تشعر بالقلق من ضرورة إعادة السيارة المستأجرة إلى موقعها مجددا.
وسيلة للحفاظ على البيئة والمال
وتشهد المدن الألمانية الكبيرة نمواً كبيراً لهذه الظاهرة، إذ يرى العديد من الأشخاص أن هذه الخدمة من شأنها أن تساهم في الحفاظ على البيئة عن طريق اختصار الوقت والمسافة التي تستغرقها عملية إرجاع السيارات إلى أماكنها الأصلية في حالة “التأجير العادي” للسيارات.
و قد ساهم في تنامي ما بات يعرف بـ”التأجير الحر” للسيارات أيضاً تكلفتها المنخفضة، و التي تصل إلى 19 سنتا من اليورو في الدقيقة، تشمل الضرائب والتأمين وثمن الوقود، و9.90 يورو عن كل ساعة تأجير، في حين يبلغ سعر تأجير السيارة طوال اليوم 49 يورو، على أقصى تقدير.
يذكر أن المشاركة في ركوب السيارات فكرة قديمة كانت طرحتها حركة الحفاظ على البيئة وها هي تعود مجدداً. وتشير دراسة أعدتها الرابطة الألمانية للمشاركة في ركوب السيارات إلى أنه يوجد في ألمانيا حاليا نحو 2200 محطة خاصة بالتأجير الحر للسيارات، كما يلجأ حوالي 150 ألف شخص إلى هذا الأسلوب. ويقول ديرك بيك، المتحدث باسم الرابطة، إن سوق المشاركة في ركوب السيارات ينمو بمعدل 2 في المائة سنويا، و يوضح قائلا إن السيارات الخاصة تستخدم في المتوسط لمدة تتراوح بين أربعين إلى ستين دقيقة فقط يومياً.
السعي لتطوير نظام التأجير الحر
وتستخدم شركة دايملر مدينة أولم ساحة اختبار، حيث قام أكثر من 15 ألف شخص بتسجيل أسمائهم لاستخدام السيارات بهذا الأسلوب، ويتم في المتوسط تأجير كل سيارة ست مرات في اليوم من طرف سائقين مختلفين، في حين يقوم فريق طاقم الخدمات بالتأكد من أنه يتم تزويد السيارات بالوقود وتنظيفها، ويتم تحديد أماكن السيارات باستخدام نظام الملاحة العالمي (جي.بي.إس).
و ترى عدة شركات ألمانية أن هذه الخدمة سيكون لها رواج كبير في المستقبل، ولذلك فهي تعمل على تطوير سيارات ونظم خاصة تساهم في انتشار هذه الفكرة. وتعتزم شركة دايملر للسيارات توسيع نطاق المشروع ليشمل مدنا أخرى في ألمانيا، بل وخارجها، إذ يتم في الوقت الحالي اختبار المشروع في مدينة أوستن بولاية تكساس الأمريكية، سعياً لمعرفة كيف يمكن أن يتعامل السكان هناك مع مبدأ التأجير الحر للسيارة.
المصدر: dw-world.de
فكرة رائعة بلا ادنى شك 🙂