أصبحت الحاجة إلى الطاقة النظيفة من أهم متطلبات الحياة، خاصة في ظل التغيير المناخي الذي يطرأ على كوكبنا بسبب الانبعاثات والتلوث الذي نتعرض له نتيجة استخدام الوقود التقليدي في محطات توليد الطاقة الكهربائية، وكذلك ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، لا بل إن الاستفادة من أشعة الشمس الحارقة باتت مرتكزاً يتم الاعتماد عليه لاختراع وابتكار معدات وألواح الطاقة الشمسية .
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن الطاقة الشمسية ستصبح بحلول عام 2050 المصدر الأساسي لتوليد القوة الكهربائية، خاصة بعد انخفاض قيمة المعدات اللازمة لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، ووفقاً لحسابات الخبراء ستولد البطاريات الشمسية حتى ذلك الحين 16 % من الطاقة الكهربائية .
تخيل نفسك في منطقة ريفية نائية بدون كهرباء أو ماء أو مكيف للهواء، ويتاح لك آلة تنتج لك كل ما تحتاجه من متطلبات الطاقة في الحياة باستخدام أشعة الشمس بعيداً عن المعدات التي تستخدم الوقود، هذا لم يعد حلماً يصعب تحقيقه، بعد أن كشف عملاق الحواسيب والإلكترونيات “آي بي إم” بالتعاون مع شركة “ايرلايت اينرجي” السويسرية لإنتاج معدات الطاقة النظيفة في زيورخ، عن نموذج لإحدى المعدات المتطورة والقليلة التكلفة لإنتاج طاقة نظيفة من أشعة الشمس، على شكل طبق يشبه زهرة “عباد الشمس” وتمت تسميتها “صن فلاور سولار إينرجي” أو “طبق عباد الشمس لإنتاج الطاقة من الشمس” .
الابتكار الفريد من نوعه يمكن أن يصبح أول مولدة تقدم طاقة خضراء من أشعة الشمس، إضافة إلى تقديمها مياهاً للشرب والقيام بدور الثلاجة للتبريد، ليس هذا فحسب، بل إنه يقدم المياه الحارة، والجميل في الاختراع أنه يمكن الاستفادة منه لعدد من المنازل في المناطق الريفية أو القرى النائية .
من الواضح أن مبتكري الطبق المولد للكهرباء الأخضر درسوا كل جوانبه بالتفاصيل وبدقة متناهية، فطوله يبلغ 10 أمتار ويتم تركيبه خرسانة من الأسمنت، كما أنه مصمم ليسهل نقله إلى أي مكان في العالم في حاوية شحن واحدة .
تعتمد تقنية الطبق على استقبال أشعة الشمس عن طريق خلايا ضوئية “المرايا” رقيقة وتحولها إلى ألواح ضوئية أخرى ليتم تركيز أشعة الشمس فيها حتى 2000 مرة، يذكر أن هذا الاختراع قام به الأمريكي برونو ميشيل وفريق عمله العاملين في عملاق الحواسيب “آي بي إم” وقد سجلت براءة الاختراع باسمه .
يعمل “صن فلاور” بالاعتماد على ألواح ضوئية فيها شرائح ذات نظام كهر وضوئي لتوليد الطاقة الكهربائية، ويقول ميشل: “إن ما يميز الطبق استخدامه للألواح الضوئية أو الخلايا الكهروضوئية، والتي صممت بتكلفة زهيدة” .
يمتلك هذا الابتكار نظاماً طورته “آي بي إم” لتحلية مياه البحر، ويمكن للطبق إنتاج 2500 لتر يومياً من المياه العذبة الصالحة للشرب، حيث تتم العملية عن طريق تسخين المياه ويتم تمريرها داخل رقائق البوليمرات ويتم تكرار العملية أكثر من 3 مرات حتى الحصول على العذوبة المناسبة كل ذلك يتم في حجرة منفصلة عن الجهاز .
وبحسب الشركة السويسرية المسؤولة عن إنتاج “صن فلاور” فقد تم بناء هيكلة المولد بشكل متطور للحفاظ على تكلفة الطبق القليلة، من خلال صنع المرايا العاكسة لأشعة الشمس من رقائق ممعدنة عوضاً عن استخدام الزجاج المصقول عالي التكلفة .
وتبين بعد تجربة طبق توليد الطاقة النظيفة أنه ذو فاعلية قوية خاصة إذا ما كانت أشعة الشمس ساطعة، فهو قادر على إنتاج 12 كيلوواط من الكهرباء إذا تعرض ل 10 ساعات متواصلة لأشعة الشمس .
ومن المتوقع أن تُجرى تجارب عدة على طبق “صن فلاور” في 7 مناطق نائية بمناطق مختلفة من العالم مع تركيب الطبق بالمجان، ومنها المغرب والهند، وذلك في بداية ،2016 قبل أن يتم طرحه في الأسواق في 2017 .
الخليج