قد لا يخطر على بال أحد وجود أنظمة بيئية بكتيرية تحت الطبقات الجليدية وبأعماق مئات الأمتار، لكن دراسة أمريكية أكدت وجود حياة طبيعية لأنواع عديدة من البكتيريا تحت جليد القطب الجنوبي رغم انخفاض الحرارة والظلام الدامس.
قال علماء من أمريكا إن العديد من أنواع البكتريا تعيش في بحيرة بعمق نحو 800 متر تحت جليد القطب الجنوبي.
وحسب الدراسة التي أجراها العلماء تحت إشراف برينت كريستنر من جامعة ولاية لويزيانا والتي تنشر اليوم الأربعاء في مجلة “نيتشر” البريطانية فإن هذه البكتيريا تنمو بشكل جيد في هذه الأعماق رغم انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر ورغم الظلام الدامس.
ورجح الباحثون وجود المزيد من أنظمة بيئية بكتيرية أخرى تحت الطبقة الجليدية التي تمتد على مساحة أكثر من 13 مليون كيلومتر مربع في القطب الشمالي.
وكانت دراسات سابقة قد توصلت إلى أنه من الممكن أن تعيش الميكروبات تحت الطبقة الجليدية ولكن كانت هناك مخاوف من أن تكون العينات البكتيرية التي أجروا عليها الدراسة قد تعرضت للتلوث أثناء عمليات ثقب الطبقة الجليدية للحصول على هذه العينات وهو الاحتمال الذي تفاداه الباحثون خلال هذه الدراسة من خلال العناية الفائقة في حفر ثقوب بعمق نحو 800 متر في الطبقة الجليدية فوق بحيرة “ليك ويليانس” في غرب القطب الجنوبي حسبما أوضح الباحثون.
واستطاع الباحثون على مدى خمسة أيام حفر ثقب بهذا العمق باستخدام المياه الساخنة مع تعقيم جميع معدات الحفر بشكل منتظم من خلال عدة وسائل منها الأشعة فوق البنفسجية والترشيح والبسترة والتعقيم الكيميائي ثم قاموا بشفط عينات من مياه البحيرة ومن الرواسب الموجودة في قاعها.
د.ب.أ