يستحوذ البلاستيك على جزء كبير من استخداماتنا اليومية من اغراض منزلية والعاب اطفال واكياس دون ان ندرك اضراره البالغة على صحتنا والبيئة بشكل عام فالبلاستيك يصنع من مواد أولية تدعى البوليمرات و لهذه البوليمرات أنواع عديدة منها البولي أثر ايثيلين و البولي بروبيلين و بولي كلوريد فينول و غيرها .
و يضاف إلى هذه المواد مواد كيماوية أخرى منها كالملونات التي تعطي العبوات البلاستيكية الألوان المختلفة و مادة (( الباي اسيفينول – أ )) التي تعطي البلاستيك الشفافية و الصلابة و الملدنات التي تعطي البلاستيك الليونة ، و الطراوة ، و قابلية الانثناء و هناك مواد أخرى لإزالة الشحنات الكهربائية الساكنة عن سطح البلاستيك ، و مواد مزيتة ، و مضادات أكسدة ، و غيرها لكن ما الخطر من البلاستيك ؟
اضافة لعدم تحلل المواد البلاستيكية في التربة وما له من اضرار على البيئة أشار العديد من الأطباء إلى أن استخدام أكواب و أكياس البلاستيك أمر ضار و يسبب السرطان و هذا صحيح و ذلك نتيجة لرحيل العديد من المركبات الموجودة في البلاستيك إلى الأغذية و خصوصا الأغذية الحمضية والساخنة و التي تحتوي على دهون لكن ما أريد الإشارة إليه هنا هو إن بعض المركبات التي تدخل في صناعة البلاستيك لها أضرار أخرى لم يتم التحدث عنها بشكل كبير ، و على سبيل المثال مادة (( الباي اسيفينول- أ )) التي تدخل في صناعة البلاستيك كما ذكرت في الأعلى يطلق عليها اختصارا اسم (( BPA)) ، وهي مادة أثارت النقاش العلمي بشكل كبير بين من يؤكد أنها ضارة و بين من ينفي ذلك و في الحقيقة فقد أجريت 115 تجربة على حيوانات التجارب أكدت 97 تجربة منها إنها ذات آثار جانبية خطيرة فقد اكتشف الباحثون أن مادة (( البي اسيفينول – أ )) خدعت خلايا الجسم و قلدت مفعول هرمون الاستروجين مما أدى إلى ظهور عدد من الامور منها : زيادة تشكيل الدهون و ترسبها في الجسم بالتالي تؤدي إلى السمنة ,بلوغ مبكر ,تصرفات شاذة ضمن الجنس الواحد,حدوث خلل في الصيغة الصبغية للجنين ولادة أجنة مشوهة تعاني من تخلف عقلي اضافة للتاثير على الجهاز العصبي و إتلاف خلاياه .
ومن اضرار استخدام البلاستيك على صحة الانسان زيادة في حجم البروستات لدى الذكور و انخفاض في تشكيل الحيوانات المنوية . والمقلق في الموضوع أن شرب القهوة أو الشاي الحار في كاس بلاستيك يحتوي على هذه المادة يضاعف تعرضك لهذه المادة بـ 55مرة ، و أشارت بعض الدراسات إلى أن الكميات البسيطة لهذه المادة يضر أكثر مما تسببه الكميات الكبيرة منها على الجسم .
البيئة والصحة
من خلال عملي وخبرتي العملة في مجال الزراعة فان الواقع اثبت ان الثروة الحيوانية في الاردن تخسر سنويا اعداد كبيرة جدا من الابقار والماعز والاغنام نتيجة تناولها اكياس البلاستك المنتشرة في الطبيعة من حولها اثناء عملية الرعي او داخل المزرعة نتيجة وجود شولات العلف الفارغة وغيرها وهذه المواد في مجمله ايضا مصنوعة من مادة البلاستك ومشتقاتها ايضا ولكون معدة هذه الحيوانات لا تستطيع اجراء عملية الهظم للبلاستك ولهذا السبب تنفق كل تلك الاعداد الهائلة بسبب تراكم مادة البلاستك داخل معدة خذخ الحيونات ولصعوبة خروجه من المعدة والامعاء وقد يكون في بعض الاحيان مستحيل ولسميته التي اثبت الواقع العلمي له ومع الوقت تنفق هذه الحيونات مسببه خسارة كبيرة للمزارعين في قطاع الثروة الحيوانية وانعكاس اثر ذلك كله على الاقتصاد الوطني الاردني
ان ما ينطبق على الواقع الاردني ينطبق على بقية دول العالم والعديد من هذه الول تشكي هذه المشكلة ومن اثارها السلبية وساء اكانت هذه الاثار بطريقة مباشر او غير مباشرة
لا بد هنا من تكاتف الجميع من اجل اعادة التفكير في تحسين جودة البلاستك حتى يكون اسرع في عملية التحلل واقل سمية لان خطره اصبح كبير على البئية بما فيها الانسان والحيوان وحتى الاسماك ولا بد من اجاد طرق سليمة للتخلص من الموجود ودون ان يترك اثارة السلبية والمدمرة